أروى المزاحم

يحتار الكثير من الناس في تحديد أنماط شخصياتهم وتحليلها ومعرفة مكنوناتها، ومن هنا يبرز دور الاختبارات الشخصية التي تساعد الأشخاص في معرفة أنماط شخصياتهم ونقاط القوة والضعف فيهم، ومن ذلك (نظرية الأنماط)، التي تعود للعالم السويسري كارل ينغ، والتي عملت على تطويرها كاثرين بريغز وابنتها إيزابيل، ثم خرجوا منها باختبار للشخصية

وهو أشهر وأدق اختبار شخصية في العالم المعروف باسم اختبار MBTI.

ووفقا لهذه النظرية، فإن الإنسان يولد بصفات فطرية وضعها الله فيه، ثم يأتي دور التربية والبيئة لتشكيل دور مهم في إضفاء اللمسات الأخيرة على هذه الشخصية، فعلى سبيل المثال قد نرى شخصا عاطفيا نشأ بين والدين عقلانيين، فنجده عاطفيا بلمسة عقلانية والعكس، فقد نرى شخصا عاطفيا تربى عند والدين عاطفيين فنجده عاطفيا بحتا، لأن والديه قاما بتعزيز هذه الصفة لديه وهكذا.

ولكن هل معنى ذلك أن العاطفي سيبقى عاطفيا طوال حياته، والعقلاني سيبقى عقلانيا إلى الأبد؟

أن يكون الشخص عقلانيا لا يعني أنه خالٍ من العواطف، والعكس صحيح فالعاطفي لا يعني أنه يفكر دون منطق، ولكن حتما إحدى هاتين الصفتين ستكون قائدة، والأخرى تابعة لها، لذلك فإنه من المؤكد أن كل شخص سيكتسب صفات العقلاني والعاطفي في مرحلة ما من حياته، وعليه خلالها أن يقوم بالتركيز على النقاط، التي لا بد له أن يعمل على إبرازها وتوظيفها في أمور حياته والنقاط التي لا بد له أن يعمل على تحسينها وتطويرها.

من المهم جدا لدى كل شخص أن يدرك معالم شخصيته جيدا، وأن يعي ما معنى أن يكون شخصا عقلانيا أو عاطفيا فكلاهما له دور مهم في بناء شخصيته، ولا يمكنه التخلي عن أحدهما والتحلي بالآخر فوجود العقل والعاطفة معا شرط مهم للوصول إلى الاتزان المنشود، الذي يحقق من خلاله نجاحاته وأهدافه في الحياة.

تذكر:

أنك حتما تحمل شخصية مختلفة ومميزة كالبصمة التي لا تتكرر.

@al_muzahem