ترجمة: إسلام فرج

تساؤلات حول خبرتها وقدراتها الاستخباراتية لإدارة الدولة الأفغانية

أبرزت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الضوء على التحديات، التي تواجه حكم طالبان لأفغانستان.

وبحسب تقرير للصحيفة، انتهت حرب أفغانستان، لكن طالبان تواجه عقبة جديدة تتمثل في فرض القانون وحماية الأفغان من داعش.

وتابع يقول: داخل الجدران، التي يبلغ ارتفاعها 25 قدمًا والمكسوة بالأسلاك الشائكة في سجن بول الشرقي، هناك خط رفيع يفصل بين طالبان في الماضي وما يزعم المتشددون أنهم أصبحوا عليه.

وأضاف: بالنسبة إلى حكام أفغانستان الجدد، فإن السجناء هم دليل على قدرتهم على حراسة العاصمة بشكل فعال بطريقة تحترم القانون.

وتابع: لكن في اليوم الأخير، عندما تجمع عشرات السجناء خارج زنازينهم للاستمتاع بأشعة الشمس، قال البعض: «إنهم اعتقلوا بناء على اتهامات واهية»، بينما وصف آخرون معاملتهم بعنف، مما يذكرنا بالعدالة القاسية التي فرضها المتشددون عندما حكموا في منتصف التسعينيات. لم يكن لدى أي من السجناء محامون.

ومضى يقول: في الفراغ الذي خلفه السقوط المفاجئ للحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، تدخلت طالبان لتوفير الأمن الذي تشتد الحاجة إليه في كابول والمدن الأخرى.

شبكة «حقاني»

وأضاف تقرير «واشنطن بوست»: يشرف متشددون على نقاط التفتيش لملاحقة المجرمين، فرؤساء شرطة المنطقة، ومعظمهم من قادة شبكة «حقاني» المرتبطة بالقاعدة، يحلون الخلافات المحلية، كما يصدر قضاة المجتمعات المحلية أحكاما بشكل غير رسمي بشأن النزاعات على الأراضي والمال والأسرة، كما فعل آخرون لسنوات في المناطق الريفية.

وأردف: لكن تحويل حرب العصابات المتمركزة في القرى، التي اعتادت على الحرب على مدى العقدين الماضيين، إلى قوة أمن وطنية قادرة على حماية المناطق الحضرية الضعيفة يثبت أنه يمثل تحديًا للمسلحين.

ومضى يقول: برز تنظيم داعش في خراسان، وهو فرع الجماعة الإرهابية المتمركز في سوريا والعراق في أفغانستان وباكستان، باعتباره أكبر تهديد لهيمنة طالبان وللأمن العام.

واستطرد: حتى الآن، فشلت حركة طالبان في احتواء الإرهابيين، الذين شنوا العديد من الهجمات على مستوى البلاد منذ استيلاء المسلحين على البلاد قبل شهرين، بما في ذلك تفجير اثنين من المساجد الشيعية في غضون أسبوع في قندهار وقندوز، مما أسفر عن مقتل العشرات من المصلين.

ونبه إلى أن ذلك يثير تساؤلات حول ما إذا كانت طالبان لديها الخبرة المناسبة، والتدريب والقدرات الاستخباراتية للقضاء على خلايا داعش في كابول والمناطق الحضرية الأخرى، على الرغم من تنظيمه هجمات مماثلة قبل أن يجتاح التنظيم البلاد.

وتابع: داخل صفوف طالبان، يظل العديد من المقاتلين غير منضبطين وارتكبوا جرائم. غالبًا ما يتم إرسال الأشخاص إلى السجن عند أدنى شك في ارتكابهم نشاطًا غير قانوني، ليس لديهم مستشار قانوني ويقبعون في الزنازين حتى يتم إنشاء نظام قضائي رسمي.سجون طالبانوأضافت الصحيفة الأمريكية: بينما كان يستمع إلى شكاوى سجنائه، ضحك قاري زكي، مسؤول سجون طالبان، رغم اعترافه بالتكتيكات المشكوك فيها.

وقال زكي: مَنْ سيقبل الجرائم التي يرتكبونها؟ الجميع يعتقد أنهم أبرياء. قدم الناس شكاوى بشأنهم، لذلك تم القبض عليهم.

ومضى التقرير يقول: أظهر المسلحون بوادر العودة إلى الأساليب الوحشية التي استخدموها لفرض النظام في ظل حكمهم السابق، وفي مدينة هيرات الغربية، أعدم مقاتلون مَنْ يشتبه في أنهم خاطفون وعلقوا جثثهم على رافعات طويلة أمام الجمهور، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمقاتلي طالبان وهم يجلدون مجرمين مزعومين.

وتابع: حتى في العاصمة، حيث يسلط العالم الأضواء على المسلحين، ظهرت تقارير عن المتهمين باللصوص، الذين يتم عرضهم في الأماكن العامة، ووجوههم ملطخة بالدهن الأسود، كما تم حشو منتج أحد تجار المخدرات المحتجزين في فمه ونشر صورته على وسائل التواصل الاجتماعي كتحذير.

وأردف: في مقابلات أجريت حول كابول، قال قادة الشرطة والمقاتلون علانية «إنهم يريدون من قيادتهم أن تفرض أنواع العقوبات الصارمة، التي كانت سارية من عام 1996 إلى عام 2001، حتى تمت الإطاحة بطالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر»، الجميع يدعمون الشنق في هرات.

وتابع: في الوقت الحالي، لدى طالبان مخاوف أكثر إلحاحا، يفهم مولوي زبير مؤتمن، مسؤول عن منطقة 9 في كابول، ذلك.

ونقل عن أقوى مسؤول تنفيذي للقانون في المدينة، قوله: لقد شكلنا حكومة كاملة قبل السيطرة على كابول، إن الاختلاف الرئيسي الآن هو أن سكان المدن كان يشعرون بأن استخدام الكحول أمر ديمقراطي، والزنا ديمقراطي، والسرقة والاختطاف من حقوقهم في ظل النظام السابق، سوف يستغرق الأمر وقتًا لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى حياتهم الطبيعية.

داعش خراسانومضى التقرير يقول: من بين مقاتليه بعض الذين يعرفون كابول من زاوية أخرى كانوا جواسيس لطالبان في العاصمة لسنوات، لكن فترة ولاية مؤتمن حتى الآن اتسمت بالفشل في مجال واحد بعينه وهو وقف تنظيم داعش في خراسان.

وتابع: كان مقاتلوه هم مَنْ كانوا يؤمنون مطار كابول في الأيام الأخيرة من الانسحاب العسكري الأمريكي عندما قتل انتحاري من تنظيم داعش خراسان 13 من أفراد الخدمة الأمريكية وما لا يقل عن 170 أفغانيًا.

وأردف: منذ ذلك الحين، يقول قادة ومقاتلو طالبان إنهم يبحثون عن خلايا داعش في خراسان.

ونقل عن أشرف، قائد شرطة المنطقة 12، قوله: إن رجاله ألقوا القبض مؤخرًا على 6 إرهابيين مشتبه بهم في مداهمة ليلية، بناءً على جمع معلوماتهم الاستخبارية.

ومضى التقرير يقول: في أغسطس، بعد وقت قصير من تفجير المطار، قال قائد بارز في طالبان «إن المسلحين يراقبون المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها من أشكال الاتصال لمحاربة داعش».

وتابع: لكن من غير الواضح مدى التنسيق القائم بين مناطق الشرطة في العاصمة، حيث جاء مقاتلو طالبان من أجزاء مختلفة من البلاد، وكل منهم مدين بالفضل لقادته المباشرين، مما يسمح لداعش بشن هجمات بسهولة.

وأضاف: كما وجد الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية ونظراؤهم الأفغان صعوبة في منع التفجيرات الانتحارية والهجمات الأخرى من قبل كل من طالبان وداعش.