أفكار وخواطر
ثلاثة أنماط من النقاد يعالجون اليوم ارهاصات مبدعينا في كافة المجالات الأدبية والثقافية والفنية، أما النمط الأول من هؤلاء النقاد فهم يرفضون جملة وتفصيلا تلك الاتباعية النقدية المتعارف عليها ويعبون عبا من المدارس النقدية الغربية دون حساب أو ترو أو ضابط، وأكاد أقول إنهم «مغالون» كل الغلو في الأخذ من تلك المدارس بشكل تحول معه نقدهم إلى ما يشبه «الجداول الإحصائية الشكلية» إن جاز القول، بل إن هذا النقد يلغي الجوانب الوجدانية أو العاطفية من أعمال الأديب وهذا أمر لا يمكن استساغته أو التسليم به، أما النمط الثاني من أولئك النقاد «المتقوقعين على ذواتهم» فهم لا يعرفون شيئا عن المدارس الغربية، بل هم غائصون إلى ذقونهم في محبرة النقاد الكبار أمثال الجرجاني والآمدي وحازم القرطاجني وسواهم من عمالقة النقد العربي القديم، وأكاد أقول إن هذا النمط من النقاد خرجوا من عباءة هؤلاء النقاد في وقت تجاوز النقد المعاصر هؤلاء بمراحل وإن كانت مدارسهم جديرة بالدرس، فلا أقول بإلغائها، ولكن أقول بأن الميل إليها وحدها دون الميل إلى المدارس النقدية الحديثة أمر غير جائز.
بقي النمط الثالث من النقاد المعاصرين، فهؤلاء اختاروا منهج «الوسطية» فيما يتعرضون إليه من نقد، أي أنهم «مازجوا» بين النمطين أو الطريقتين النقديتين معا، فهم أخذوا بتلابيب الطريقة النقدية الاتباعية التي سار عليها النقاد العرب الأوائل ولكنهم «انفتحوا» انفتاحا عقلانيا في الوقت ذاته على الاتجاهات النقدية الغربية بكافة مدارسها بما قوى حدتهم وأضفى على دراساتهم المزيد من البهاء والقوة وعدم الجنوح إلى الغلو.
بقي النمط الثالث من النقاد المعاصرين، فهؤلاء اختاروا منهج «الوسطية» فيما يتعرضون إليه من نقد، أي أنهم «مازجوا» بين النمطين أو الطريقتين النقديتين معا، فهم أخذوا بتلابيب الطريقة النقدية الاتباعية التي سار عليها النقاد العرب الأوائل ولكنهم «انفتحوا» انفتاحا عقلانيا في الوقت ذاته على الاتجاهات النقدية الغربية بكافة مدارسها بما قوى حدتهم وأضفى على دراساتهم المزيد من البهاء والقوة وعدم الجنوح إلى الغلو.