* شجر العرعر يهمُّ كل مناطق المملكة، رغم أن موطنه في جزء من جبال الدرع العربي. كان يشكّل حوالي (60) من الغطاء النباتي لقمم وسفوح الجبال الممطرة المحاذية للبحر الأحمر. هذه الجبال هي الأساس لتغذية المياه الجوفية. فأصبح شجر العرعر محور وظيفتها، وتربتها وعاء ثمين لصيد وتجميع ماء المطر وخزنه. يتسرب الفائض إلى المناطق الداخلية، في رحلة على سطح المنحدرات الصخرية الصلدة العميقة تحت سطح التربة، فيواصل سريانه على سطحها لتغذية مكامن الطبقات الحاملة للمياه الجوفية. إنها عملية التغذية الطبيعية لكل المناطق الداخلية من بلادنا حفظها الله وأسقاها.
* هكذا يكون عطاء الجبال المطيرة بتوفير المياه الثمينة. يمتد جريانها ليصل هضبة نجد، ويتجاوزها إلى المنطقة الشرقية، ويعتمد هذا العطاء على غزارة الأمطار وسلامة بيئتها. غزارة هذه الأمطار تتحقق بالتعاون اللصيق مع البيئة. ومن هنا تأتي أهمية شجر العرعر، فوجوده مؤشر على سلامة البيئة الممطرة، وسلامة استدامة تغذية مخزون المياه الجوفية الإستراتيجية.
* وحتى نقف على آلية إمدادات هذه المياه للمناطق الداخلية، من المفيد معرفة بعض الحقائق الجيولوجية لأرض المملكة. حيث الصخور النارية الصلدة لجبال الدرع العربي تأخذ الشكل المائل نحو الشرق. وهذه نعمة عظيمة، وهبة ربانية يجب توظيفها كحقيقة لصالح البيئة والإنسان. أيضًا استغلالها واستثمارها لصالح المستقبل لتغذية المياه الجوفية الإستراتيجية.
* تمتد هذه الصخور النارية كفرشة من فوق سطح الأرض غربًا إلى تحت سطح الأرض شرقًا، وتشكل منحدرًا يخترق بطن الأرض، وتتمدد نحو الخليج العربي. وتصل إلى عمق حوالي (5500) متر تحت سطح أرض المنطقة الشرقية. هذه الشريحة السميكة من الأرض الجيولوجية تحمل كل الثروات الأحفورية من بترول ومياه. تسمى علميًا باسم: الصخور الرسوبية. وهي نتاج التحام فتات الصخور النارية مع مواد عضوية، مثل أوراق الشجر وبقايا كائنات ميتة، ثم تصلّبت في مراحل أخرى بفعل عوامل كثيرة، وكوّنت شريحة هذه الصخور المهمة والإستراتيجية، وتتميز بوجود مسامات في تكوينها تحمل كل الثروات السائلة.
* كانت هذه الفرشة الصخرية الصلدة، تحمل بحرًا ضحلًا فوقها، وكان يشكل ثلثي مساحة المملكة، والثلث المتبقي تشكّله مساحة الصخور النارية من الدرع العربي غرب المملكة. ثم كانت الترسبات، خلال (9) عصور جيولوجية مختلفة، بدأت قبل (600) مليون سنة، إلى أن اختفى هذا البحر الضحل قبل أقل من مليوني سنة، وحلت الصخور الرسوبية محله.
* بزيادة الأمطار على سفوح جبال الدرع العربي يزيد منسوب المياه الجوفية. وحتى تتحقق استدامة تلك الزيادة والتغذية، لابد من توافر شروط بيئية، منها الغطاء النباتي والتربة. وقد وجدت أن جميع الشروط البيئية آخذة في التآكل والانحسار، وهذا ما جعلني أرفع صوتي خلال العقود الماضية، محذرًا من وقوع كارثة بيئية يصعب مواجهتها في هذا الشريط المطير. إنها كارثة تنبئ بخسارته إلى الأبد.
* وثّقت جهودي وأفكاري العلمية، والتي تُنذر بوقوع الخطر، في (7) كتب، منها ثلاثة كتب تقدم مشروعًا لصالح البيئة والأجيال القادمة بمنطقتنا المطيرة. الكتاب الأول بعنوان: (إنقاذ المستقبل من العطش)، والثاني بعنوان: (كيف نحوّل المطر إلى مخزون إستراتيجي؟ بناء المستحيل). والثالث بعنوان: كارثة موت شجر العرعر وتأثيرها على مستقبل المياه الجوفية في المملكة العربية السعودية.
* تحمل هذه الكتب الخطوط العريضة لفكرة مشروع إنقاذ المستقبل من العطش، وإنقاذ شجر العرعر من الموت. وتقدم مشروعًا لاستثمار مياه الأمطار وتعظيم شأنها، وتفعيل إدارتها وتنميتها لصالح البيئة والأجيال القادمة. وتدعو أيضًا إلى إحياء التراث المهاري البيئي والمائي في مناطقنا المطيرة وتوظيفه. إنه تراث أسس لعلم إدارة مياه الأمطار، ولعلم إدارة مياه السيول، ولعلم إدارة الغابات وتنميتها، وعلم إدارة التربة. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
@DrAlghamdiMH
* هكذا يكون عطاء الجبال المطيرة بتوفير المياه الثمينة. يمتد جريانها ليصل هضبة نجد، ويتجاوزها إلى المنطقة الشرقية، ويعتمد هذا العطاء على غزارة الأمطار وسلامة بيئتها. غزارة هذه الأمطار تتحقق بالتعاون اللصيق مع البيئة. ومن هنا تأتي أهمية شجر العرعر، فوجوده مؤشر على سلامة البيئة الممطرة، وسلامة استدامة تغذية مخزون المياه الجوفية الإستراتيجية.
* وحتى نقف على آلية إمدادات هذه المياه للمناطق الداخلية، من المفيد معرفة بعض الحقائق الجيولوجية لأرض المملكة. حيث الصخور النارية الصلدة لجبال الدرع العربي تأخذ الشكل المائل نحو الشرق. وهذه نعمة عظيمة، وهبة ربانية يجب توظيفها كحقيقة لصالح البيئة والإنسان. أيضًا استغلالها واستثمارها لصالح المستقبل لتغذية المياه الجوفية الإستراتيجية.
* تمتد هذه الصخور النارية كفرشة من فوق سطح الأرض غربًا إلى تحت سطح الأرض شرقًا، وتشكل منحدرًا يخترق بطن الأرض، وتتمدد نحو الخليج العربي. وتصل إلى عمق حوالي (5500) متر تحت سطح أرض المنطقة الشرقية. هذه الشريحة السميكة من الأرض الجيولوجية تحمل كل الثروات الأحفورية من بترول ومياه. تسمى علميًا باسم: الصخور الرسوبية. وهي نتاج التحام فتات الصخور النارية مع مواد عضوية، مثل أوراق الشجر وبقايا كائنات ميتة، ثم تصلّبت في مراحل أخرى بفعل عوامل كثيرة، وكوّنت شريحة هذه الصخور المهمة والإستراتيجية، وتتميز بوجود مسامات في تكوينها تحمل كل الثروات السائلة.
* كانت هذه الفرشة الصخرية الصلدة، تحمل بحرًا ضحلًا فوقها، وكان يشكل ثلثي مساحة المملكة، والثلث المتبقي تشكّله مساحة الصخور النارية من الدرع العربي غرب المملكة. ثم كانت الترسبات، خلال (9) عصور جيولوجية مختلفة، بدأت قبل (600) مليون سنة، إلى أن اختفى هذا البحر الضحل قبل أقل من مليوني سنة، وحلت الصخور الرسوبية محله.
* بزيادة الأمطار على سفوح جبال الدرع العربي يزيد منسوب المياه الجوفية. وحتى تتحقق استدامة تلك الزيادة والتغذية، لابد من توافر شروط بيئية، منها الغطاء النباتي والتربة. وقد وجدت أن جميع الشروط البيئية آخذة في التآكل والانحسار، وهذا ما جعلني أرفع صوتي خلال العقود الماضية، محذرًا من وقوع كارثة بيئية يصعب مواجهتها في هذا الشريط المطير. إنها كارثة تنبئ بخسارته إلى الأبد.
* وثّقت جهودي وأفكاري العلمية، والتي تُنذر بوقوع الخطر، في (7) كتب، منها ثلاثة كتب تقدم مشروعًا لصالح البيئة والأجيال القادمة بمنطقتنا المطيرة. الكتاب الأول بعنوان: (إنقاذ المستقبل من العطش)، والثاني بعنوان: (كيف نحوّل المطر إلى مخزون إستراتيجي؟ بناء المستحيل). والثالث بعنوان: كارثة موت شجر العرعر وتأثيرها على مستقبل المياه الجوفية في المملكة العربية السعودية.
* تحمل هذه الكتب الخطوط العريضة لفكرة مشروع إنقاذ المستقبل من العطش، وإنقاذ شجر العرعر من الموت. وتقدم مشروعًا لاستثمار مياه الأمطار وتعظيم شأنها، وتفعيل إدارتها وتنميتها لصالح البيئة والأجيال القادمة. وتدعو أيضًا إلى إحياء التراث المهاري البيئي والمائي في مناطقنا المطيرة وتوظيفه. إنه تراث أسس لعلم إدارة مياه الأمطار، ولعلم إدارة مياه السيول، ولعلم إدارة الغابات وتنميتها، وعلم إدارة التربة. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
@DrAlghamdiMH