د. محمد باجنيد يكتب:

وصلتني دعوة خاصة من مركز الملك عبدالعزیز الثقافي العالمي «إثراء» لحضور مؤتمر عرض نتائج دراسة الحالة الثقافیة والإبداعیة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا، مع نظرة تفصیلیة عن المشھد الثقافي السعودي، والمشاركة في جلسة حواریة مع نخبة من المشاركین الدولیین والإقلیمیین والمحلیین، وذلك تزامنًا مع موسم الإبداع «تنوین» في نسخته الرابعة، وذلك يوم غد الجمعة 29 أكتوبر 2021، في تمام الساعة الثالثة عصراً، وسیكون من بین الحضور قادة الثقافة والإبداع في عدد من الجھات الحكومة في المملكة، ومبدعون دولیون وسعودیون مثل: المدیر الإبداعي لشركة أدیداس «كریس لو»، والمدیر المؤسس لمؤسسة الخط «ھدى أبيفارس» وغیرھما. وذلك مع انطلاقة الموسم، الذي ستقام فعالیاته أثناء إجازات نھایة الأسبوع للفترة من 27 أكتوبر حتى 13 نوفمبر 2021م. وستتم مشاركة البیان الصحفي قبل إطلاق الحدث، إلى جانب العدید من المواد الصحفیة.

هذا المؤتمر يأتي ليقرأ رواية الإبداع الجميلة، ويستلهم مساراتها الجديدة بشهية عبر أجندته الزاخرة بأصناف ملونة من الإبداع؛ مستلهماً ما حدث في أمريكا، حيث وادي السيليكون بابتكاراته وإضافاته وشغف مؤسساته وشركاته بالمعرفة والإبداع، وكيف بدا لاعباً أساسياً في دخول أمريكا والعالم في مجتمع المعرفة، وكيف تحولت اتجاهات الاقتصاد والصناعة والثقافة والاجتماع إلى حقبة بشرية جديدة في معطياتها قائمة على تمكين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنيات المعلومات بتطبيقاتها الواسعة المختلفة. وكذلك ما قدمته ألمانيا بتطبيقاتها المدهشة لنشر العلوم المختلفة بين الناس عندما أطلقت فكرة «الحوار حول العلوم»، عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل لتبادل المعرفة واستلهام الإبداع.. ثم تبعتهما دول أخرى سعياً وراء إيجاد المجتمع المبدع، الذي يسهم في تقديم إضافة حضارية تبدأ بتغيير نمط التفكير وإبراز مكامن القوة والضعف عبر توجه نقدي واضح ومدعوم يتبنى الأفكار ويحولها إلى سلوك عام يوجد الفرص بما ينعكس على جودة الحياة ونمو الاقتصاد وازدهار التنمية.

وأكبر تأكيد على ذلك النتائج المذهلة، التي تحققت من تجربة وادي السيليكون هو ازدياد دخل الفرد الأمريكي إلى نحو 4200 دولار سنوياً في نمو متصاعد منذ عام 2009، حتى تجاوز 100 ألف دولار في عام 2017، وارتفاع معدلات التوظيف بتزايد مستمر خلال الأعوام العشرة الماضية بمعدل نمو بلغ 29 في المائة، إذ زاد عدد الوظائف بين عامي 2017 و2018 إلى أكثر من 35 ألف وظيفة.

هذا المثال وغيره الكثير يؤكد مدى قيمة المجتمع الإبداعي في رفع مستوى المعيشة، واستحداث الفرص وتعزيز النهضة، وهو ما تسعى إليه المملكة من خلال «رؤية 2030» الطموحة، التي تسعى إلى إيجاد مجتمع حيوي ونشط وشغوف بالمواكبة والتجديد والإثراء، وهو التوجه الذي ينتهجه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي عبر دوره الجوهري الكبير في تعزيز المعرفة والإبداع في المجتمع، وصناعة المناخ، الذي يثري الموهبة ويحتفي بالفن والفكرة والابتكار.

«إثراء» واجهة بلادنا المهمة والمتميزة في صناعة الموهبة ومشاركة الإبداع.

bajunaidm@hotmail.com