خالد السبع يكتب:@khaled5Saba

إلى وقت قريب كان دور الجماهير هو حضور المباريات والدعم والمساندة داخل الملعب فقط، وهذه كانت الاستفادة الوحيدة التي تجنيها الأندية من مشجعيها وعشاقها.

مع الثورة التقنية وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الدور أكبر، والاستفادة الجماهيرية أكثر من سابقتها.

أصبحت الشركات تستهدف رعاية الأندية التي تتمتع بجماهيرية كبيرة، لترويج السلع التي تنتجها، وبالتالي دخل كبير لهذه الأندية التي أصبحت تتنافس بعدد جماهيرها كما تتنافس داخل الملعب.

أصبح المشجع العادي يعكس ثقافة ناديه من خلال ما يطرحه من رأي، أو ما ينشره في حسابه في منصات التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع النادي الذي يدعمه ويشجعه، وكذلك من خلال دعمه الإيجابي وتأثيره في خلق رأي عام إذا كان من «المؤثرين» في مثل هذه الوسائل.

في الآونة الأخيرة، تم استحداث مساحات حوارية في منصة «تويتر»، حيث أصبحت ملتقى لجماهير الأندية في الداخل والخارج، مما مكن الجماهير التي كانت تجد صعوبة في السابق في طرح آرائها، والالتقاء بالنجوم والإعلاميين والمؤثرين، ومكنتهم من إيصال صوتهم بكل قوة لصانع القرار، وأصبح رأيهم مسموعا لدى مسيري الأندية الرياضية في مختلف مناطق المملكة.

هذه المساحات أيضا أعطت الفرصة للجماهير من خارج الوطن للتقرب أكثر من الفرق التي يشجعونها، ومعرفة يومياتها أولا بأول. الجماهير الإيجابية كجماهير الهلال، استثمرت هذه المساحات بشكل إيجابي ومؤثر لتقديم الدعم المعنوي، وفي بعض الحالات المادي للنادي الذي يرتكز في قوته على جماهيره.

إيفا المواطنة الأمريكية التي تعشق المملكة العربية السعودية وتشجع الهلال، وجدت في مساحات «تويتر» ما تبحث عنه منذ زمن، وهو معرفة كافة تفاصيل الفريق من خلال هذه المساحات وكان لها ما أرادت من تواصل وقرب كبير.

ولأن استثمار هذا التطور التقني هو هدف من أهداف جماهير الهلال المثقفة، استطاعت استثمار وجود الدكتورة إيفا ووجودها في أمريكا بنشر كافة أخبار الهلال ومستجداته من خلال حسابها في تويتر، بل وذهب القائمون على هذه المساحة الهلالية إلى توجيه رسالة جميلة تعكس ثقافة وكرم السعوديين بشكل عام والهلاليين بشكل خاص، من خلال توجيه دعوة للدكتورة إيفا وعائلتها لزيارة المملكة وتأدية العمرة وزيارة مسجد الرسول، وكذلك زيارة نادي الهلال ومتجره الرياضي.

نعم هذا هو الدور الإيجابي الكبير في عصر التقنية الذي يقوم به جماهير الهلال، لدعم ناديهم بمختلف الطرق والأفكار المفيدة، والتي تضاعف من جماهيريته في الداخل والخارج.

الهلال أكبر من مجرد ناد رياضي، بل هو مدرسة يتعلم منها الجميع معنى المسؤولية الاجتماعية والوطنية، وعكس الصورة الجميلة للوطن.