محمد العصيمي

لمن لا يعلم فإن المدعو جورج قرداحي قدم عرابين خيانة كبرى للنظامين الإيراني والسوري منذ سنوات، وبالتحديد منذ بدأ قتال النظام السوري لشعبه. كان أمام كل مايكروفون وعلى كل شاشة يدافع عن نظام بشار الأسد ويبرر للأجندة الإيرانية في سوريا، ويسفه كل من يقفون ضد الاعتداءات والصلف الفارسي في المنطقة. لم يكن موقفه هذا خافيا، ولم يحاول حتى أن يبطنه أو يلتف عليه. ومع ذلك بلعه الإعلام المحسوب علينا من جديد وقدمه باعتباره الإعلامي العربي المرموق، الذي لا يشق له غبار، مثله مثل غيره من السابقين، الكارهين والمنقلبين على كل معروف قدمته لهم المملكة أو دول الخليج.

أنا شخصيا تعبت من الصراخ في كل مقالة وكل تغريدة، وكل لقاء تلفزيوني، محذرا من هؤلاء (العرب المتأيرنين) الذين يلغون في مياهنا. قلت، وعدت وزدت، بأن قرادحة الفرس لا رجاء فيهم ولا أمل، وأن كل مسؤول يتولى منصبا قياديا إعلاميا عليه أن يسارع لوضع إستراتيجيات وخطط جادة لتأهيل أبناء وبنات بلدان الخليج ليحلوا محل هؤلاء (المنافقين)، لكي ننتهي منهم ونأمن خناجرهم المسمومة المشحونة غلا وحقدا وحسدا وكرها.

الآن نحن أمام نموذج (طازج) لهؤلاء المنافقين والأفاقين والكارهين، فهل نتعظ ونحاسب أنفسنا ونعيد النظر في مؤسساتنا الإعلامية لنخرج منها المشبوهين والمؤدلجين والمحسوبين على الأجندة الفارسية الإيرانية وميليشياتها؟ هل سنعمل، كما ذكرت في تغريدة مؤخرا، على وضع إستراتيجيات إعلامية لإحلال أبناء وبنات المملكة ودول الخليج محل هؤلاء الذين يأكلون ويتضخمون من كيسنا وإمكانياتنا ثم ينقلبون علينا ويشتموننا ويوالون أعداءنا؟

لا نريد أن نفاجأ غدا بـ (قرد) آخر يطعننا من الخلف لأنه خائن وجبان و(معلم نذالة). تعبنا من هؤلاء، ومن الثقة العمياء بهم، ومن إعطائهم فرصا إعلامية ذهبية، أبناؤنا وبناتنا أحق بها.

@ma_alosaimi