مطلق العنزي يكتب:

جورج قرداحي، مقدم برامج تليفزيونية، اكتسب نجومية، ومجداً إلى حين. وثبت لاحقاً أن شهرته لمعان صفري، وأنه مجرد «مؤدٍ» يفتقر لأي عمق فكري، فبعد أن نزعت الحجب، وجدناه يعمه بجهل فاضح ممزوج بعباطة، ويفتقر للدبلوماسية. والأفدح مبتلى بـ«الوقاحة» أيضاً. والأفضل له أن يكون جاهلاً، على أن يكون نكاراً خداعاً معتدياً أثيماً. وأسوأ ابتلاءاته أنه «مدمن» على سموم حزب الله وشعوذات حسن نصرالله.

قال قرداحي في تصريحه الشهير، إن الحوثيين «يدافعون» عن أنفسهم ضد «العدوان» السعودي الإماراتي. وهذا تبن فاضح لخطاب الحوثيين وإعادة إنتاج للدعاية الإيرانية، وترسيم نفسه ترساً في الآلة الدعائية للحرس الثوري. وجدد رأيه وتبناه «رسميا» بعد توزيره، فأشعل أزمة بين بلاده ودول الخليج.

يفترض أن قرداحي يعيش على سطح الكوكب، ويعرف أن الحوثيين هم الذين أعلنوا «رسمياً» الحرب على المملكة، واستعرضوا قواتهم على الحدود السعودية مهددين بغزوها، وبعدها لم تجد المملكة بداً إلا أن تتدخل بقيادة تحالف عربي، وأيضاً بدعوة من الحكومة الشرعية في اليمن. ونجحت «عاصفة الحزم» في تحرير معظم الأراضي اليمنية وحشر الحوثيين في «غيتو» صنعاء.

وفوق ذلك، الحوثيون قوات مسلحة إيرانية تتلقى أوامرها من طهران وتدافع عن مصالح إيران، ولا يهمهم لا يمن ولا يمنيين. وهم يمنيون بالاسم فقط. وتمنعهم إيران من الجنوح للسلم وتأمرهم بمواصلة الحرب بأي ثمن.

وقرداحي عبيط، إذ تحدث عن «سيادة» لبنان، وتساءل: «ألسنا دولة ذات سيادة؟»، وهذا حق وتنظير رائع لو لم يكن مخادعاً، لأنه قصد فقط، ردود الفعل السعودية والخليجية على تصريحاته. ولو أنه «سيادي» وطني صادق، الأولى أن يرفض التدخل الإيراني العلني المفضوح، الذي يستبيح أراضي لبنان وحدوده وأجواءه وسواحله وحكوماته، ويذل مواطنيه ويدمر اقتصاده وعلاقاته، بل شكلت حكومة لبنان وجرى توزير قرداحي نفسه بتدخل إيراني. والضباط الإيرانيون ووكلاؤهم، يسرحون ويمرحون في مناطق واسعة من لبنان، بينما لا يجرؤ لا قرداحي، ولا رئيس لبنان، ولا رئيس الحكومة، ولا أي وزير بدخول المحميات الإيرانية في لبنان إلا بإذن الحرس الثوري.

* وتر

لبنان ممزق الأمشاج والأفئدة..

إذ تشهر الخلايا الظلامية خناجرها..

وتأخذ وطن الشمس رهينة..

وتغله في طباق بالظلام..

@malanzi3