فهد سعدون الخالدي

كثيرون لم تفاجئهم أقوال قرداحي وأنا واحد منهم، فقد اعتدنا على مثل هذه الأصوات التي تسحج لقوى محلية وإقليمية، وتبدل مواقعها حسب مصالحها، ولكن المفاجأة أن تجيء هذه الأقوال من شخص يتولى المسؤولية في دولة شقيقة يعرف القاصي والداني مواقف المملكة منها، وما قدمته لها على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بل كانت عراب الحل السياسي للحرب الأهلية التي حصدت أرواح اللبنانيين من كافة الطوائف ولم تنته إلا بعد جهد جهيد لجمع الأطراف المتقاتلة في مؤتمر الطائف الذي انتهت به الحرب الأهلية اللبنانية إلى توافق وأمن وسلام استمر عدة عقود حتى عادت الأيدي الطامعة بالنفوذ في المنطقة لاستغلال الخلافات الطائفية والمذهبية وتوظيفها لتحقيق مصالحها، واستطاعت أن تلقى من بعض أبناء البلاد عونا على أطماعها بالعزف على أوتار التعصب المذهبي وإثارة النعرات وبالإدعاء بالمقاومة وتحرير القدس في الوقت الذي توجهت فيه أسلحتها إلى كل الجهات إلا القدس التي لم يكن لها منها إلا حصار أبنائها في مخيماتهم وتهجيرهم مرة أخرى كما حصل في تجمعات ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين من قبل الأنظمة التي يدافع قرداحي عن جرائمها. أما اليمن الشقيق الذي يدعي قرداحي محبة الخير لأهله فإن من يؤيدهم قرداحي لم يجلبوا له إلا القتل والدمار والتبعية لنظام الملالي، أما الحرب العبثية كما يسميها قرداحي التي يدافع فيها التحالف العربي عن اليمن الشقيق بطلب من حكومته الشرعية فإن دول هذا التحالف هي التي طالما مدت يد العون لهذا البلد المنكوب بالعصابة التي يتعاطف معها القرداحي فما من مسجد ولا مدرسة ولا مستشفى ولا طريق ولا مطار ولا جامعة إلا وكان للمملكة العربية السعودية خاصة وأغلب دول الخليج العربي يد في إعمارها وبنائها وهي أكثر حرصا ممن ينحاز إليهم قرداحي ضد الأطراف التي لا تريد لليمن الشقيق إلا الأمن والخير والسلام بينما يبحث غيرها عن الهيمنة والنفوذ. والغريب أن أقوال قرداحي تجيء في الوقت الذي توجه قوى لبنانية مخلصة النداء للعودة إلى الحضن العربي، وتلح على عودة الدور السعودي بشكل خاص في جمع اللبنانيين، ومد يد العون الذي اعتادوا عليه للبنان لأن أوهام الدعم والمساعدة ومحبة لبنان الذي تدعيه أطراف أخرى قد اتضح زيفها وعدم صحتها، وبدأت أصوات حتى الذين خدعهم هؤلاء تعلو بالشكوى من هيمنتها وكذب ادعاءاتها بحب لبنان وأهله، خاصة وأن تهديدات زعماء تلك القوى الشريرة أخذت توجه للشعب اللبناني ملوحة بما تملكه من قوى عسكرية وأسلحة لم توجه لمقاومة العدو وتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة في شبعا، ولا تحرير القدس وفلسطين الذين يتخذونها ستارا لجرائمهم وأطماعهم كما يدعون.. المهم أن قردا..حي بتصريحاته الأخيرة أثبت أنه وزير لإعلام القوى الطامعة التي يتحيز لها، وليس وزيرا للبنان الذي يعرف الذين وقفوا معه دائما، والذين بالوقوف معهم والعودة إلى صفهم تكمن مصلحته وأمنه واستقراره، ولذلك يحرص قرداحي ومشغلوه أن يعمقوا الخلاف بين لبنان وأشقائه فهل هذا حقا صوت وزير إعلام لبنان؟؟

@Fahad_otaish