كلمة اليوم

• العلاقات الدبلوماسية بين الدول شأن لا يقبل المساومة أو الكيل بمكيالين أو حتى التقاعس، فحين تكون دولة مثل لبنان حريصة على استمرار علاقات جيدة مع دولة ذات تأثير اقتصادي وسيادي دولي مثل المملكة العربية السعودية، فهذا يعني أن تراعي موازين مواقفها وآرائها الصادرة عن من يمثلها بصفة رسمية.

• نعم.. المملكة العربية السعودية في علاقتها مع لبنان كانت ولا تزال تراعي الأبعاد التاريخية للعلاقات الدبلوماسية التي جمعت البلدين لسنوات، كذلك كيف أن المملكة، ومن مبدأ نهج راسخ مع بقية دول الجوار، بذلت الدعم والمبادرات لضمان استقرار لبنان من الناحية المادية وكذلك السياسية رغم ما يشوب هذا الملف من تشعبات بسبب سلوكيات ميليشيات حزب الله الإرهابية.. وعليه لم يكن قرار المملكة تجاه لبنان سوى نتيجة طبيعية لذلك التقاعس من لدن الحكومات اللبنانية التي رغم تعاقبها في عهد الرئيس الحالي، لم تقم بأي تصرف من شأنه ردع الإساءات الصادرة عن بعض المسؤولين في لبنان، وهنا يدرك اللبنانيون أكثر من غيرهم أن ذلك لن يحصل ما لم يتم اتخاذ موقف حازم تجاه ميليشيات حزب الله.

• العجز الكبير للموقف الرسمي اللبناني الحالي يضع حرية لبنان وسيادته أمام حقيقة الوضع المؤلم الراهن الذي وصل إليه لبنان وما يبدر عن من يفترض أنهم يمثلونه بصفة رسمية ويهدد علاقته مع أكبر الداعمين له عبر التاريخ.. فمتى يستفيق لبنان ويعود إلى رشده والحضن العربي بعيدا عن أي تدخلات أو عبث ميليشيات خارجة عن القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.

• موقف المملكة وبقية المواقف الرسمية المعلنة من دول خليجية وعربية والتي جاءت تضامنا مع المملكة العربية السعودية في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة، مواقف تعكس حجم الرفض لهذه السلوكيات والتصرفات المحبطة من قبل الحكومة اللبنانية، ناهيك عن أن استمرار مثل هذا التقاعس لن يكون له إلا عواقب مؤلمة تتبلور في علاقات الدولة اللبنانية مع جيرانها وحلفائها، فهل يمكن السماح باستمرار ميليشيات إرهابية في العبث بمصير شعب بأكمله وحرمانه من فرص الحياة الطبيعية وذلك بسبب مواقف حكومته المتخاذلة.