أروى المحيسن

تردد مؤخرا مصطلح (براندنق المدن) أو ما يعرف بمسمى العلامة التجارية للمكان حيث بدأ بالظهور في منتصف القرن التاسع عشر، ويقصد به أنه يمكن للأماكن والمدن أن يكون لها هويات وعلامات تجارية ويتم تطبيق إستراتيجيتها لتسويق المدن استنادا على الأوضاع الاقتصادية، التركيبة السكانية والخلفية الثقافية لها.

ويمكننا القول بأن المدن والدول تتنافس لاستقطاب الموارد البشرية وجذب الاستثمارات، الأعمال والسياحة واستضافة الفعاليات الثقافية والترفيهية لتحسين وتنمية اقتصادها بأفضل الطرق واكتسبت هذه الإستراتيجية أهمية بالغة في عصر ما بعد الصناعة.

وأكبر مثال على أهمية دور العلامة التجارية للمدن في تحسين صورتها وتسويقها هي هوية مدينة نيويورك وشعارها المميز (I Love NYC) ذو أيقونة القلب الحمراء الذي قام بتصميمه المصمم العالمي مالتون جلاسير حيث كانت المدينة في سبعينيات القرن الماضي تعاني من ارتفاع نسبة الجريمة وانعدام السياحة مما هدد المدينة بالإفلاس لكن مع انطلاق الهوية الجديدة لها انتعش اقتصادها من جديد، يشار إلى أن البضائع الترويجية التي تحمل الشعار تحقق إيرادات سنوية للمدينة تقدر بـ 30 مليون دولار سنويا.. (وفقا لمقال نشرته إحدى الصحف البريطانية).

وقد حرصت رؤية المملكة 2030 بقيادة سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على تعزيز هوية مدن المملكة بإطلاق إستراتيجية المخططات الإعلانية لها وهوية مشروع نيوم (الحلم الجريء) التي أصبحت الوجهة للعالم الجديد وتجسد مستقبل الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة، وبدورها عكست هوية الوطن للعالم مدى التقدم والتطور والفخامة والأصالة،،

دمت يا وطني فخرا وعزا.

@arwaalmohaisin