صفاء قرة محمد - بيروت

الكتائب: الأزمة نتيجة تنازلات ومساومات منظومة السلطة وانتهت بالاستسلام للميليشيا

أسبوع حكومي حاسم

ويرى مراقبون عبر «اليوم» أن «لبنان بات في مهب العواصف السياسية وصراعات المحاور، ولا أحد يعلم بمآل الأمور في الأيام المقبلة»، حيث علمت «اليوم» أنه «بعد عودة الرئيس نجيب ميقاتي إلى لبنان سيكون هذا الأسبوع حاسما تجاه الواقع الحكومي، وبالتالي فإن الترقب سيد الموقف لجهة القرارات التي سوف تتخذ على صعيد الحكومة مجتمعة لجهة الاستقالة من عدمها».

تهريب المخدرات

ويوضح الوزير السابق والقيادي في حزب القوات اللبنانية ريشارد قيومجيان، في تصريح لـ«اليوم»، أن «المعالجات في قضية الأزمة مع المملكة العربية السعودية لا تزال دون المستوى المطلوب من قبل الحكومة اللبنانية»، لافتا إلى أن «المطلوب كان منذ البدء استقالة الوزير جورج قرداحي، وليس التفاوض على هذه الاستقالة، ولهذا كان يتوجب أن يكون الأمر محسوما لدى الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، ووضع الموضوع على الخطى الصحيحة». وحول تهديد «حزب الله» للحكومة، يقول قيومجيان: «لقد مارس حزب الله التهويل والتهديد مع حكومة ميقاتي، إلا أن ما نتطلع إليه هو أكبر من الاستقالة لأنها قد تكون المدخل للمعالجات مع المملكة، لكنها ليست الأمر الذي قد يعيد الأمور إلى نصابها»، موضحا أن «ما هو المطلوب هو القيام بإجراءات على أرض الواقع وأن تحدد الحكومة اللبنانية النقاط الإشكالية مع «حزب الله» وأن تتحدث معه حيالها للبدء بالإجراءات المطلوبة بدءا بملف تهريب المخدرات والكبتاغون إلى الخليج ولا تنتهي بموضوع تدخل الحزب في اليمن».

منصة إعلامية

ويجدد القيادي في حزب القوات التأكيد على أنه «يتوجب على الحكومة أن تبدأ بالطلب من حزب الله بشكل واضح أن التدخل في الدول العربية وبشكل خاص في اليمن يسيء إلى علاقات لبنان وتحديدا مع دول الخليج، والطلب الصريح منه بوقف تدخله في اليمن والقيام بالانسحاب الفوري منها، لأن هذا التدخل فيه تجاوز للأمن الداخلي السعودي وهو بمثابة اعتداء عليها من قبل الحوثيين». ويقول: «للأسف أصبح لبنان قاعدة للحوثيين ومنصة إعلامية لهم وهذا هو لب الموضوع، لذلك يتوجب على الحكومة اللبنانية ألا تهاب حزب الله ولا تتغاضى عن الحقيقية».

ويجزم بأن «حزب الله يسيطر على القرار السياسي للدولة اللبنانية وبإمكانه تعطيل البلاد وشلها ساعة يشاء، إلا أن هنالك 75 % من الشعب اللبناني يريدون علاقات جيدة مع الدول العربية، لهذا لا نريد كلاما معسولا بل نريد أفعالا حقيقية بدءا من التوقف عن القيام بأفعال خاطئة بحق لبنان والسعودية»، معربا عن أسفه بأن «هنالك لعنة حلت على لبنان بهكذا مسؤولين من وزير سيئ إلى أسوأ وبدلا من أن تكون تصريحاتهم تساعد في إيجاد حل، لكن على العكس نجدها تزيد الأمور تعقيدا وآخرها تصريح وزير الخارجية بوحبيب الذي يعكس نوايا سيئة تجاه المملكة».

الخارجية الأمريكية

وفي تصريحات صحفية، اعتبرت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيرالدين غريفيث، أن «أنشطة حزب الله فاقمت معاناة الشعب اللبناني»، مجددة التأكيد أنه «منظمة إرهابية». وشددت على أن «الحزب المدعوم من إيران يشكل أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى مُفاقمة أزمات البلاد».

وقالت: «يتزايد اعتراف العالم بحقيقة الحزب كل يوم، فهو ليس مدافعا عن لبنان كما يزعم، إنما هو منظمة إرهابية مكرسة لدفع أجندة إيران الخبيثة». وتابعت: «حزب الله المدعوم من إيران منظمة إرهابية أجنبية وأنشطته الإرهابية وغير المشروعة تهدد أمن لبنان واستقراره وسيادته». ورأت أن «الحزب أكثر اهتماما بمصالحه ومصالح إيران الراعية له من مصالح الشعب اللبناني».

أما فيما يتعلق بالعقوبات الأخيرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على رجال أعمال وسياسيين لبنانيين، فأكدت أن «فرض العقوبات على هؤلاء الأفراد الثلاثة لم يجرِ بطريقة عشوائية، بل مدعومة بالأدلة». وطالبت الحكومة والسلطات اللبنانية بـ «محاسبة الفاسدين لأن المتضرر الأكبر من هذا الفساد المستشري هو المواطن اللبناني».

إسقاط المنظومة

من جهته، دعا النائب المستقيل ميشال معوض إلى إسقاط المنظمة السياسية الحاكمة في لبنان بالكامل، وقال معوض: «وكأنه لم تكن تكفينا تصريحات جورج قرداحي لتأتي التسريبات الصادمة لـ عبدالله بوحبيب». وقال في موقع تويتر: «لم يعد ينفع مع مثل هكذا حكومة استقالة وزير من هنا أو وزير من هناك، وبات المطلوب استقالة أو إسقاط منظومة متكاملة لسلطة يديرها حزب الله وتتبنى سياساته العدائية ضد المصالح اللبنانية وتتسبب بعزلته».

استعادة لبنان

أكد المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية، في بيان، أمس، أن «الأزمة التي اندلعت بين لبنان ودول الخليج ليست بنت لحظتها ولا تلخص بكلام وزير الإعلام، بل هي نتيجة مسار من التنازلات والمساومات أقدمت عليها المنظومة وانتهت بالاستسلام التام لإرادة حزب الله، عبر انتخاب حليفه لرئاسة الجمهورية وتغطية الحكومات المتعاقبة، التي خضعت لإرادته، ومنحه مع حلفائه الأكثرية النيابية عبر قانون انتخاب فصل على هذا المقياس». ورأى أن «حزب الله وبعدما سيطر على القرار السياسي في البلد، بدأ تنفيذ أجندته بعزله عن العالم وإبعاده عن أصدقائه وتغيير وجهه التاريخي، بهدف استخدامه ورقة تفاوض، فكيف لدولة تحترم سيادتها أن ترضى بوجود ميليشيا تخوض معارك خارج الحدود في سوريا واليمن وغيرها وتنشئ فروعا مسلحة في دول العالم، لتحقيق مصالح راعيها الإقليمي إيران، فيما أهل البلد يهجرون وتتم ملاحقتهم في الدول التي لجؤوا إليها». ورفض «منطق الرضوخ لمحاولة حزب الله إنجاز وضع اليد على الدولة، ويرى أن الحل الفوري لاستعادة لبنان من حكم الميليشيا وتواطؤ المافيا، هو بإعطاء الأولوية المطلقة لعملية الانتخابات، عبر حماية دولية تؤمن انتقالا سلميا للسلطة، فلا يكون تهربا منها لا بالمماطلة ولا بالردود ولا بالطعون».

تهريب المخدرات

رأى أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق والقيادي في حزب القوات اللبنانية فادي كرم، أن «حزب الله المتفلت من كل القيود والضوابط الوطنية في لبنان أوصله وحلفاءه إلى التطاول من على منبره ومنبر أتباعه، على الدول الخليجية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، وإلى العبث بالأمن القومي والسياسي والاجتماعي لتلك الدول، وذلك من خلال دعم وتدريب خلايا ومنظمات مسلحة، تكن العداء للعرب عموما، ولدول مجلس التعاون الخليجي خصوصا، ناهيك عن دعمه تهريب المخدرات إلى أراضيها وحمايته لكبار المهربين».

واعتبر أن «مواقف حزب الله وحلفائه ضد المملكة وكل الخليج العربي، وكان آخرهم وزير الإعلام جورج قرداحي، تعكس نوايا ومخططات وأهداف إيران وفصائلها المسلحة في المنطقة العربية». ولفت إلى أن «الشعب اللبناني الرافض لأجندة حزب الله الإيرانية يتفهم غضب المملكة السعودية، ويتفهم الأسباب التي دفعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى اتخاذ قرارات حاسمة بوجه السلطة الحاكمة في لبنان، التي ما انفكت منذ 5 سنوات تغطي سلاح وتصرفات حزب الله، إلا أن هذا الشعب الغارق في جهنم السلطة اقتصاديا ونقديا واجتماعيا، يتمنى على دول الخليج الشقيقة والصديقة أن تفصل بينه وبين السلطة الحاكمة»، معتبرا بالتالي أن «أمام هذا الواقع المرير لا بد من التأكيد على أهمية طرح بكركي، بقيام مؤتمر دولي لتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية ولإنقاذه وشعبه من العبثية الإيرانية». وعن ضبابية موقف التيار الوطني الحر حيال تصريح الوزير قرداحي وقرارات دول مجلس التعاون الخليجي، ولفت كرم إلى أن «تيار السلطة باع نفسه وسيادة وعروبة لبنان لحزب الله، وسلم قراره ومصيره للمحور الإيراني، وذلك طمعا في حفنة من المناصب السلطوية، وأملا في إيصال رئيسه جبران باسيل إلى السدة الرئاسية خلفا لعمه الرئيس ميشال عون»، من هنا، يعتبر كرم أنه لا عجب في بيانات ومواقف ضبابية غير مفهومة، تصدر عن هذا التيار الجائع دوما للسلطة.

المطارنة الموارنة

كما دعا المطارنة الموارنة للإسراع إلى ترميم العلاقات مع دول الخليج وإزالة أسبابها، وعودة حركة التصدير والاستيراد معها، وإلى إيلاء الجانب المعيشي للمواطنين الأولوية بعد تفاقم أزمات المحروقات وما ينسحب عليها. وشددوا على «الأهمية القصوى لإقامة الانتخابات النيابية في مواعيدها ونناشد المخلصين الوقوف في وجه أي محاولة تعطيلية لها وصيانة حق الترشح والاقتراع باعتباره حقا دستوريا».

معوض: مطلوب إسقاط منظومة متكاملة لسلطة يديرها حزب الله ضد مصالح لبنان

قيومجيان: المطلوب من قبل الحكومة اللبنانية استقالة الوزير وليس التفاوض على الاستقالة

كرم: «التيار» باع نفسه وسيادة وعروبة لبنان وسلم مصيره للمحور الإيراني بحفنة مناصب

حزب الله يحمي مهربي المخدرات.. وإرسال شحنات الكبتاغون إلى دول الخليج

يوما إثر آخر يزداد السخط الشعبي على السلطة اللبنانية بكل مؤسساتها، ومع ما يجري من سقوط متتال لوزراء الحكومة العتيدة فقدت هذه الطبقة السياسية كل الاحترام من الشعب اللبناني والمحيط العربي، وقبل ذلك فالمجتمع الدولي عبَّر أكثر من مرة على عدم احترامه لهذه السلطة الغارقة في الفساد، ويعتبر اللبنانيون أن الكارثة حلت عليهم بسبب «حزب الله» أولا، ومن ثم تحالف «التيار الوطني الحر» معه الذي أمن للميليشيات الغطاء السياسي، مما حوَّل لبنان إلى ساحة للتهجم على الدول العربية عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا، فحكومة الرئيس نجيب ميقاتي ما لبثت أن تبصر النور حتى تساقطت أوراقها الواحدة تلو الأخرى بدءا من الوزير جورج قرداحي والتسجيلات الصوتية إلى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب التي تحمل في طياتها فكر وأخلاق ومبادئ وسياسة «حزب الله»، الذين ينسجمون مع مشروع ولاية الفقيه.