أمينه النمر

إن الوثوق هو في الحقيقة مهارة نكتسبها وننميها بارادتنا. حتى تكون شخصاً ناجحاً في عملك؛ يجب أن تتعلم أن تثق بمن حولك، وأن تفوض لهم بعض مهامك، وأن تكون مسؤولاً عن نتائج أعمالهم. يجب أيضا أن تثق بقائد عملك، وأن تتفهم بعض قرارته التي ربما لا تبدو لك صائبة أحياناً. الأهم من ثقتك بالآخرين هو ثقتك في نفسك.

الجيد في الموضوع هو أن الثقة مهارة يمكن تنميتها باتباع طرق كثيرة. كما قال الروائي ارنست هيمنقواي «أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كنت قادراً على الوثوق بأحدهم هي أن تثق به». درب نفسك على الوثوق شيئاً فشيئاً و ابدأ بالأمور الصغيرة أولاً. امنح نفسك الثقة وردد دائماً «أنا أستطيع ولا يوجد عائق أمامي». يقول الرسام والكاتب النيوزلاندي بيتر تي مكينتير «لا تأتي الثقة من خلال كونك دائماً على حق، بل تأتي من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ». ثانياً اختر فريق عملك بعناية حتى تستطيع أن تثق بهم، وتعرَّف عليهم بشكل كاف. كن مستمعاً جيد وتقبل أفكارهم. «المشكلة ليست في الثقة، ولكن في سوء اختيارك لمن تثق فيهم لذلك كن حذراً» يقول المؤلف ليونس باولنغ. هيئ نفسك دائماً لتقبل الفشل وخيبات الأمل واعتبرها درساً من دروس الحياة لا عائقاً يمنعك من التقدم. صحح أخطاءك واعد الكرَّة ولا تقف متردداً خائفاً من خوض تجربة جديدة. اخلق جواً من الشفافية في فريق عملك وكن مثالاً يحتذى به. عندما تخطئ تحمل نتيجة الخطأ أمام الجميع واعترف بأنك لا تعرف عندما تواجه مشكلة جديدة. باعترافك وتحملك المسؤولية سوف تشجعهم على التعامل بصدق وذلك بالتالي سيقلل احتمال إصابتك بخيبة أمل في المستقبل. اعط دائماً إرشادات واضحة ومفصلة حتى تضمن أن النتائج المرجوة سوف تحقَّق. في النهاية إن أجمل صور الثقة وضحها لنا الله -تعالى- في بناء العلاقة بين العبد وربه حين قال «وعلى الله فليتوكل المؤمنون (سورة المائدة)، فإن لم تستطع أن تثق بالعباد، فثق برب العباد وبأنه من يرعاك.