الأول بالمملكة والخامس عالميا بمستشفى الإمام عبدالرحمن للحرس الوطني في الدمام
- يتفوق بـ 99 % على الجراحة التقليدية - يطيل العمر الافتراضي للمفاصل - يساعد الجراحين بصور «ثلاثية الأبعاد» - يسهم في عودة المرضى للحياة الطبيعية كشف استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري بمستشفى الإمام عبدالرحمن بن فيصل للحرس الوطني بالدمام د. خالد العسيري، أن نتائج إجراء العمليات بالروبوت الحديث وصلت إلى نسبة 99 % فيما يتعلق بإطالة العمر الافتراضي للمفصل الصناعي، تفوقًا على العمليات التقليدية وفق السجلات العالمية في أستراليا، وأمريكا، وأوروبا، التي قارنت إجراء العملية بشكل تقليدي وإجراءها بالروبوت. الذكاء الاصطناعي وأشار إلى أن جهاز الروبوت السابق والموجود في عام 2015 كان لبرنامج محدود لبعض أنواع المفاصل بدون التفاعل، باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما هو الآن في الروبوت الحديث، الذي أصبح فيه البرنامج تفاعليًا لأغلب المفاصل، إذ يتفاعل مع الجراح ويعطيه خيارات أفضل أثناء العملية. عمليات شائعة وذكر أن جراحة مفاصل الركبة أصبحت من العمليات الشائعة في العالم، ففي أمريكا تُجرى أكثر من 800 ألف عملية سنويًا، وكذلك أعدادا مقاربة في دول أوروبا، وأضعاف ذلك في آسيا، مشيرًا إلى أن أغلب المستشفيات التخصصية في العالم وكذلك في المملكة تجرى هذه العمليات فيها بشكل أسبوعي. تفاوت تشريحي وبين أن جراحة تبديل المفاصل، خاصة مفصل الركبة، يرتكز نجاحها على دقة الجانب الميكانيكي الحيوي الحركي، فالمفاصل في الغالب يكون لها تفاوت تشريحي من شخص لآخر، من حيث مقاسات المفاصل المختلفة، وزوايا الانحراف العظمية، وعمود ارتكاز ميكانيكي معين، يعطي المفصل اتزانه وحركته الحيوية، ويختلف عن الجراحات العادية، وهذا أهم ما جعل دخول الروبوت في عالم جراحة المفاصل حاجة ملحة وضرورية لتحقيق ذلك. جهاز الملاحة وأوضح د. العسيري أنه كان سابقا يتواجد جهاز الملاحة، والذي كانت بداياته في عام 2012، وفيه ينقل الجراح صور الأشعة المقطعية للمريض، إلى جهاز الملاحة؛ ليساعد الجهاز الجراح بشكل ثانوي في إجراء عملية تركيب المفصل، وتطور الأمر إلى أن ظهر الروبوت الأولي في عام 2015، ودخل بشكل قوي في مجال المفاصل. نتائج مبهرة وتابع: أصبح الروبوت الجراحي حاليًا متطورًا، وأدخل عليه الذكاء الصناعي للتفاعل مع الجراح، وظهرت النسخة الأولى في عام 2017، وفي 2018 بدأت الشؤون الصحية للحرس الوطني باستخدامه، ثم حاليًا أدخلت النسخة الحديثة من الروبوت الجراحي فائق الذكاء، وبدأ استخدامه في هذا العام بمستشفى الإمام عبدالرحمن بن فيصل للحرس الوطني، والذي عكس نتائج مبهرة لعمليات تبديل مفصل الركبة. أفضل النتائج ولفت إلى أن الروبوت الجراحي في المفاصل الصناعية يختلف عن أي روبوت آخر، فأغلب الروبوتات في التخصصات الأخرى يعمل الجراح من خارج غرفة العمليات بتجهيزات معقدة وأذرعة عديدة داخل غرفة العمليات، إلا أن روبوت جراحة المفاصل روبوت يدوي، يكون في يد الجراح طوال وقت العملية ويتفاعل الجراح والروبوت سويًا؛ لإعطاء أفضل النتائج. تهيئة المفاصل وأشار إلى أن أكثر مكان يواجهه الجراح في عمليات المفاصل الصناعية، هو تهيئة المفصل ليكون مقاربًا للمفصل التشريحي الأساسي للمريض، مؤكدًا أن الروبوت الحديث بالبرامج المدخلة إليه وبإضافة الذكاء الاصطناعي، يتعرف بطريقة مباشرة على التشريح المبدئي للمريض، دون الحاجة إلى تغذية الجهاز بالأشعة المقطعية، وأن وجود عدسات الحواس التي تنقل النقاط التشريحية للمفصل إلى الروبوت مباشرة أثناء العملية، يمكن جهاز الروبوت من التعرف على المفصل وإعطاء الجراح صورة حقيقية ثلاثية الأبعاد لشكل المفصل الحالي وكيف يكون التركيب المناسب للمفصل. أبعاد ثلاثية وأكمل د. العسيري أن جهاز الروبوت الحديث عند أخذ الرسم التشريحي لمفصل الركبة، يعطي الجراح أفضل الخيارات الموجودة بالنسبة لمقاس المفصل وتوازنه، ومستوى قطوع العظم اللازمة لتهيئة المفصل للزراعة، ويمكن الجراح من رؤية المفصل بأبعاد ثلاثية، قبل أن يتم قطع العظم النهائي لتثبيت المفصل، بالإضافة إلى اختبار المفصل وتوازن الأربطة الجانبية بعد تركيب المفصل ويعطي نتائج بأرقام واضحة بجزء من المليمتر. سهولة النقل وأكد أن ميزة هذا الروبوت الحديث أنه سهل التنقل، وأن أغلب أجهزة الروبوت تكون كبيرة وتحتاج إلى حيز معين، وتأخذ مساحة أثناء العمليات، ويصعب نقلها، إلا أن الروبوت الحديث من السهل نقله من غرفة العمليات إلى غرفة أخرى، وكذلك نقله من مستشفى إلى آخر، ولا يوجد به أي إشعاع، ما يطمئن بعد وجود أي ضرر على الطاقم الطبي والمريض، ونتائجه متميزة، مشيرًا إلى أن جراحات تبديل مفصل الركبة بالروبوت الحديث ساعد بشكل ملحوظ في تقليل الألم، ونسبة المضاعفات ما بعد العملية، واستعادة الثني الكامل للمفصل، بالإضافة إلى إمكانية الخروج من المستشفى في وقت قصير، والعودة للحياة الطبيعية. المستقبل الحقيقي وأضاف: أعتقد أن هذا الجهاز، ومن واقع النتائج المميزة، سيكون المستقبل الحقيقي لجراحة المفاصل، فبدأت أرى الاحتكاك في مفاصل الركبة لدى البعض في سن متقدم دون سن الـ 60 عامًا، وهؤلاء المرضى بحاجة للعودة إلى الحياة بطبيعة نشطة أكثر من غيرهم، وهذا الروبوت سيساعد المريض على ثني الركبة، ومنهم من يستطيع الثني بشكل كامل، ويستطيع السجود في الصلاة دون عوائق، إضافة إلى ممارسي الرياضة الذين كان يعيقهم المفصل التقليدي عن ممارسة الرياضة. خشونة مبكرة وقال د. العسيري: إن خشونة مفصل الركبة قد يكون ناتجا عن التقدم في العمر وهو الأغلب، وأن الغضروف الزجاجي في المفصل تقل كثافته مع تقدم الزمن، إضافة إلى وجود أسباب أخرى تؤثر على المفصل كالإصابات، أو الالتهابات بأنواعها أو مرض الروماتيزم، وهناك أسباب أخرى غير المرضية مثل زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة وجميعها عامل يؤدي إلى خشونة المفصل المبكرة. ممارسة الرياضة وأوصى الجميع بالاهتمام بصحتهم العامة، وممارسة الرياضة وخصوصا في سن مبكر للمحافظة على المفاصل، وكذلك تخفيف الوزن إذا كان متجاوز للمعدل الطبيعي، مشددًا على ضرورة استشارة الطبيب في حال وجود إصابات أو آلام في المفاصل، لتحديد التشخيص المناسب ومعالجته بشكل أفضل. وشدد على ضرورة عدم تردد المريض عندما يوصيه الطبيب بالمفاصل الصناعية، خاصةً أنها ساعدت الكثير من المرضى في العودة إلى حياتهم الطبيعية والاعتماد على أنفسهم، وذلك أفضل من أن يقعد المريض عن الحركة بسبب يمكن علاجه جراحيا. تقنيات مميزة واختتم د. العسيري بالتأكيد أن الشؤون الصحية بالحرس الوطني تحرص على متابعة كل جديد في مجال التقنيات الطبية واستخدام ما يعود بالنفع على صحة المرضى ونشر هذه التقنية لكافة الجراحين، ومواكبة رؤية المملكة 2030 في إدخال التقنيات المميزة في المجال الطبي وكل ما من شأنه الرقي بصحة المواطن في المملكة. |