فاطمة عبدالرحمن، أكابر الأحمدي - الأحساء، جدة

قفزات نوعية في جميع المجالات الفنية والسينمائية والموسيقية والأدبية

حراك سيجني الوطن ثماره قريبا

اهتمام تاريخي باللغة العربية

العصر الذهبي للثقافة السعودية

قال الناقد د. عادل خميس: نشهد في هذا العهد المجيد حراكا ثقافيا متنوعا ومبهجا على كل الأصعدة، وتأتي الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل في مقدمة الأنشطة التي تدعم التسامح وتؤمن بالتعددية والاختلاف، وتحترم ذاتها كما تحترم الآخر، ومن هنا نجد أن الثقافة بمفهومها الواسع تتناول جوانب فنية وثقافية مختلفة، ولا تحصر نفسها في مفهوم النخبة ولا تضيق وظيفتها في الصراع الحضاري، بل إن الثقافة هي الوسيلة التي نتجاوز بها الحدود وتجتمع حولها الإنسانية لتعزيز القيم العليا كالعدالة والمساواة والحرية، ونتطلع في هذا العهد الميمون إلى أن تستمر هذه المسيرة الثقافية وأن يجني الوطن ثمارها في المستقبل القريب بإذن الله.

نوه أستاذ اللسانيات الحاسوبية المساعد بجامعة الملك خالد في أبها د. يحيى اللتيني باهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز الشخصي باللغة العربية، قائلا: حظيت اللغة العربية في عهد خادم الحرمين بمجهودات خاصة تؤكد أهميتها الكبيرة، وأنها تحتل أولوية في الإنجازات، وتمثل ذلك في عدها عنصرا من عناصر الرؤية التي ينبغي تواؤمها معها، وتكتسب اللغة العربية هذه الأهمية لدى الملك سلمان من المسؤولية التاريخية والدينية والإقليمية والحضارية للمملكة، فهي تشكل الهوية الحضارية للمنطقة وحاملة للثقافة، فضلا عن كونها الأداة الدينية التي حملت مشعل النور عبر الأجيال.

وأضاف: تمثلت الجهود في أعمال نوعية في عهد الملك سلمان تحاكي العوامل المؤثرة في العصر وتنعكس على الواقع، كإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يمتاز عن غيره باضطلاعه بأعمال حضارية متقدمة كالترجمة وعلومها ونقل المعارف وتعريب الألفاظ والمصطلحات المحدثة ودراسة اللهجات، وهو أمر كان غائبا عن كثير من المجامع، مع استخدامه التقنيات الحديثة في معالجة اللغة العربية بأدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج التطبيقات اللغوية الإلكترونية.

وتابع: كما أنشأ الملك سلمان متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام، الذي أطلقه معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية بالتعاون مع جامعة الإمام، ويوجد هذا المعهد في جامعة فرانكفورت الألمانية، ويعزز ذلك وجود اللغة العربية بما تحمله من إرث إسلامي كبير وتاريخي مع توظيف التقنية في هذا الإطار لما تملكه من أدوات التجويد والتطوير، إضافة إلى دعم دور الجامعات في البحث العلمي، وذلك بمدها بأحدث المراكز البحثية التقنية والعلمية التي تستحث العلماء وطلاب العلم على وضع المملكة في المكانة التي تستحقها بين دول العالم في البحث العلمي، والحفاظ على استقطاب طلاب المنح الذين يتعلمون اللغة العربية في الجامعات السعودية، ليعود هؤلاء السفراء لنشر اللغة العربية في بلدانهم، وتتسع خريطة العربية في العالم مرة أخرى.

ذكر الفنان التشكيلي راشد الشعشعي أن جموع الفنانين والعاملين بالفن والثقافة في المملكة شهدوا خلال تلك السنوات السبع نقلة نوعية في مستوى الفنون والثقافة نتيجة المجهودات التي تقدمها الحكومة الرشيدة تجاه المشهد الفني المحلي والعاملين به، والذين يشهدون عصرا ذهبيا للثقافة السعودية لم يسبق رؤيته من قبل، كما أشيد بما تقدمه الحكومة من دعم لوزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة والعمل الدؤوب الذي يبذلونه من أجل إقامة المشاريع الثقافية والفنية المختلفة، وإثراء المجال الفني ورفعه إلى المستوى العالمي المعاصر لينافس نظراءه في الدول العظمى.

وأضاف: تضم المملكة العديد من المشاريع التي تعنى بالثقافة المحلية وتعمل بالتوازي في آن واحد، فقد رأينا مشاريع وهاجة في وزارة الثقافة، خاصة جاكس وبينالي الدرعية، وغيرها من المعارض والفعاليات في بوابة الدرعية ونيوم ومسك وإثراء وغيرها من المشاريع والجهات التي تعنى بتطوير الجانب الفني، وتسليط الضوء عليه وإبراز المواهب السعودية ودعمها، فقدمت الحكومة دعمها للجهات التي تهتم بدعم الشباب السعوديين لتطوير وتقديم أعمال تسهم في رفع ثقافة المجتمع الفني في جميع المجالات، ونشيد بهذه الفترة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ المشهد السعودي الثقافي، وبكل حب ووفاء نهنئ بذكرى البيعة، آملين دوام التقدم والنماء والازدهار، مؤمنين بأن القادم سيكون حافلا بالتطور في كافة المجالات عامة والمجال الفني خاصة.

انفتاح سينمائي وصل إلى العالمية

أشاد الكاتب والناقد عباس الحايك بتطور السينما في عهد الملك سلمان وانفتاحها على الثقافات العالمية، مشيرا إلى أنه رغم أن بدايات السينما السعودية كانت مبكرة، فإنها كانت تعتمد على الاجتهادات الفرضية وإيمان أصحاب التجارب بالسينما والأفلام، وكان الأمر يقتصر على الأفلام القصيرة، وكانت المهرجانات هي حاضنة هذه الأفلام، لكن منذ انطلاق رؤية المملكة 2030 في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حققت السينما السعودية قفزات هائلة جدا، فمن يتصور أن تفتتح صالات السينما في المملكة ونشاهد فيلما سعوديا، فها نحن نشهد عروض أفلام سعودية على شاشات السينما، مبينًا أن الحراك السينمائي يشهد نشاطا لافتا في الوقت الحالي، وأصبحت السينما هيئة مختصة، إضافة إلى مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي يعد مشروعا سينمائيا حقيقيا، فهو يعمل على مدار العام لتطوير وإنتاج وعقد شراكات مع جهات ومهرجات سينمائية عالمية، فكل هذا الحراك كانت نتيجته الجوائز التي حصدتها السينما السعودية في المهرجانات بالخارج.

واستكمل حديثه قائلا: هناك إيمان حقيقي من الحكومة الرشيدة بأن السينما هي قوة ناعمة قادرة على مواجهة الصورة النمطية للشعب السعودي، وفعلا استطاعت كسر هذه الصورة وتقديم واقع مغاير لما في الأذهان عن المجتمع السعودي، بإمكانات فنية عالية وسيناريوهات مبدعة وأداء مبهر وإخراج متمكن، وبأفلام وصلت إلى العالمية، ولأننا ما زلنا في العتبات الأولى، فبالتأكيد ستكون السينما السعودية هي الحاضرة والمميزة والمبدعة في المستقبل.

أكدت المخرج المسرحي إيمان الطويل أن ذكرى البيعة تمثل حدثا تاريخيا مهما يدعونا إلى الفخر بقيادتنا الرشيدة والاعتزاز بوطننا الغالي، وهي مناسبة غالية على جميع أبناء هذا الوطن، إذ شهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، نقلة كبيرة وتطورات كثيرة، فأطلقت المشاريع التنموية في شتى المجالات ومختلف القطاعات على امتداد أراضيها الشاسعة، وهي في مجملها إنجازات عملاقة متكاملة تسهم في رفعة الوطن والمواطن ودفع عجلة الاقتصاد الوطني وتنميته، ويعد عصر الملك سلمان عهدا للازدهار والتتويج الثقافي وتأصيل الهوية الوطنية والانفتاح على الثقافات العالمية.

وأضافت: يتضح اهتمام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بالثقافة وخدمة التراث بمفهومه الواسع داخل المملكة وخارجها، من خلال رئاسته الكثير من المؤسسات والهيئات الثقافية والتراثية منذ أن كان أميرا، وأيضا تبنيه العديد من الجوائز والكراسي الثقافية والتراثية التي تحمل اسمه، وعلاقته -أيده الله- بالثقافة بأنواعها ليست بالغريبة، فهو رجل ثقافة مخضرم ورجل إعلام من الطراز الأول، عُرف بقربه من الإعلاميين والكتاب واهتمامه بفكرهم، فهو صاحب الحنكة القيادية والفكر النير المشرق، جعل أبواب النقاش والحوار مفتوحة بشفافية من خلال اهتمامه العميق بالثقافة والتاريخ، ولا ننسى أن له حوارات عديدة مع رجال الفكر والثقافة والإعلام، فهو الأب الروحي للمثقفين خصوصًا في الثقافة التاريخية، وقائد مقدام وزعيم تاريخي لا يمكن أن تختزل ثقافته العطرة في سطور.

تقدم لا يمكن اختزاله في سطور

أشار المشرف على نادي السينما في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء المنتج قاسم الشافعي، إلى أن ذكرى البيعة من الذكريات الوطنية العظيمة التي يهتم بها أبناء المملكة، لما تحمله من مشاعر تغمر قلوب الشعب، موضحا ما تعكسه هذه المناسبة من قوة التلاحم بين القيادة والشعب، ومشيدا بما تحقق خلال السنوات الماضية من إنجازات نوعية متتالية ومشاريع تنموية شاملة، وفق رؤية المملكة 2030، والذي يعكس مدى اهتمام قائد مسيرتنا -يحفظه الله- بالوطن والمواطن.

وأضاف إن المملكة تعيش عصرا ذهبيا في مختلف المناحي، كما تشهد قفزات نوعية على كل الأصعدة وتحظى الثقافة باهتمام بالغ، إذ تحولت المملكة إلى ورش عمل وبناء تسعى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن، وأصبحت الثقافة السعودية تشكل عنصرا من عناصر التأثير عربيا وإسلاميا ودوليا، خاصة مع ما تملكه من عناصر مؤثرة تتمثل في الموروثَين العربي والإسلامي، وفيما أنتج من ثقافات متنوعة على مدار الدولة السعودية بعهودها الثلاثة.

تأثير عربي ودولي

أشاد عدد من المثقفين بالطفرة الثقافية الكبرى التي شهدتها المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والتي تمثلت في تحقيق إنجازات ملموسة على الصعيدين المحلي والعالمي، وتميزت بالشمولية والتكامل وتمثلت في أعمال نوعية تحاكي العصر وتنعكس على الواقع، وذلك ضمن مشاريع أثرت المجال الفني، وأبرزت المواهب السعودية، ما أسهم في رفع ثقافة المجتمع الفني في جميع المجالات الفنية والسينمائية والموسيقية والأدبية.

أوضحت المشرف على صالون الدنيا الثقافي وعضو المجلس البلدي في المنطقة الشرقية الكاتبة دنيا الجبر، أن الاحتفاء بذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، يكتسب قيمته ومصداقيته عندما يترجم إلى إنجازات شهد لها كل الوطن بأنها إنجازات ذات سمات وخصائص متميزة، وأنها بذلك تشكل علامات فارقة في مسيرة الوطن، وتحولا نوعيا في مستويات الارتقاء به نحو آفاق من السياسات الجديدة، وبخاصة ما يتصل بالفكر والثقافة والترفيه، فقد رسمت المملكة خريطتها الجديدة بأيدٍ شبابية وسواعد قادرة على الإبداع والإنجاز، كما أنها فرصة للإشادة بجهود القائد في دعم مجالات عدة أسهمت في رقي المجتمع السعودي، إذ أولى الملك سلمان «يحفظه الله» اهتماما واضحا بالثقافة والمثقفين، فهو يؤمن بأن الفكر والثقافة يقدمان للعالم رؤية نحو المستقبل، وهذا ما تعبر عنه إنجازاته ذات البعد الثقافي.

علامات فارقة وآفاق جديدة