وليد الأحمد

عندما سئل الصحافي السعودي الكبير عبدالرحمن الراشد في لقاء على بودكاست فنجان في يونيو الماضي عن قلة عدد السعوديين في قناة «العربية» وهو مديرها العام السابق ومؤسسها الفعلي، أجاب: «لأنها محطة عربية وليست سعودية». يقصد أن القناة إقليمية وليست محلية لذا فهي مصممة لمخاطبة كل العرب لا السعوديين الذين تعود لهم ملكيتها.

هذه الفلسفلة الإعلامية ليست جديدة ولم تولد مع قناة «العربية» بل سبقتها إليها مؤسسات إعلامية سعودية مثل MBC وART وOrbit وصحيفة «الحياة» وكانت ناجحة بامتياز بالنظر إلى صدارة تلك المؤسسات وتأثيرها في المشهد الإعلامي العربي قبل أن تغلق المؤسسات الثلاث الأخيرة فيما لا تزال الأولى هي المؤسسة الإعلامية الأكبر في المنطقة.

BBC البريطانية تشدد على هذه النقطة تحديدا «الشمولية والتنوع» في كادرها الصحافي وتكتب على صفحتها التعريفية «ملتزمون بإنشاء قوة عاملة شاملة تعكس تنوع المملكة المتحدة، بي بي سي للجميع ويجب أن تشمل الجميع مهما كانت خلفيتهم» مع صورة للعاملين من مختلف الأعراق.

ومع ذلك ظل الجدل يثار عن جدوى وصواب استثمار السعوديين في مؤسسات إعلامية إقليمية يشكل السعوديون فيها أقلية في كل مرة تصوب فيها سهام غادرة صوب السعودية من صحافي عربي ربى ولمع نجمه في تلك المؤسسات مسيئا وحاقدا وجاحدا لفضل مؤسسة سعودية في نجوميته وتقدمه المهني والشواهد كثيرة.

ومع تمسكي بأن المهنية هي المعيار الأهم في اختيار الكوادر العاملة في المؤسسة الإعلامية الإقليمية والمحلية بغض النظر عن الجنسية، إلا أن من المهنية والمسؤولية على المؤسسة قبل ذلك أن تختار إعلاميين محترفين وصادقين لمهنتهم لا إعلاميين مرتزقة أو طائفيين يدينون بالولاء لإيران وحزب الله. ومن المسؤولية عليها أن تمنع الشلليات لمصالح جنسية واحدة دون اعتبار لقيم المؤسسة الإعلامية ورسالتها. وإذا كانت الحاجة المهنية وندرة المؤهلين المحليين قبل 30 عاما هي الدافع لاعتماد الإعلام السعودي الإقليمي على غير السعوديين كما في حالة mbc فإن الكفاءات الإعلامية السعودية اليوم وافرة وزاخرة وقادرة على مخاطبة الجمهور العربي والتأثير فيه لأنها تملك وصفة النجاح الإعلامي «المهنية» و«صدق الرسالة».

woahmed1@