محمد الأحمري

حينما تتواجد في إحدى برك السباحة ستلاحظ بلا أدنى شك أن الجميع يبقى قريبا من الأطراف الخارجية من تلك البركة، يفعلون ذلك لسبب وجيه وهو حينما لا يستطيع الإبقاء على حركته وتوازنه، ويكون جسده مرهقا ومتعبا يضطر للتشبث بإحدى دعائم تلك البركة ليمنح جسده توازناً خارجيا يعود بالراحة عليه.

وهنالك مثال وجيه للتشبيه بين الاستقرار فوق سطح الماء، والاستقرار في الحياة، بحيث يتطلب مجهودا غير منقطع ومستمر لتوفير التوازن المطلوب والعمل على النجاة من أسوأ السيناريوهات.

قد يتراءى للبعض أن الاستقرار قد يكون هو الحل الأمثل أو إستراتيجية متبعة في حياتهم، ولكن قد يعني ذلك أن تسعى للوقف عن المحاولة عن إبقاء نفسك متزنا داخل محيط ينتظر لحظة ضعفك وعدم اتزانك لتسقط سقوطا يتحتم عليه الهلاك،

هنالك فرق بين الإستراتيجية وعدم الإنتاجية هنالك مَن يمضي السنوات في تحقيق أهدافه بطريقة بطيئة ولكن وفق إستراتيجية سواء كانت إستراتيجية في غاية التعقيد أو في قمة البساطة، وبالرغم من ذلك لا ينفك عن الاستمرار والسعي في تحقيق هدفه وتتواجد لديه عزيمة على الالتزام بهذه الإستراتيجية مهما تطلبت من الوقت، بينما يظل البعض الآخر في وهم عدم الإنتاجية ظنا منه بأن ذلك حذر متطلب وصبر محمود، بينما هو بذلك يمنح نفسه عذراً جميلاً يرضي ضميره بعد التقدم ولو بخطوة واحدة للأمام في الاتجاه الصحيح.

لا بد أن يقرن مع الإستراتيجية توازن بين طاقة التنظير والتفعيل، وهذا مما يلاحظ أن الكثير جميل في الانتقاد وإبداء الرأي في أي أمر في شتى أمور الحياة، حينما تنتظر ممن يطيل ويفكر بنقدية تامة أن يستفيد من نقديته ونصحه وملامته المطلقة وانتقاده اللاذع لا تجد يخرج من فمه إلا ما اعتاد عليه مجموعة من الأعذار، التي يرضي بها ضميره، الذي لايزال يؤنبه باستمرار من مشقة وعناء بناء إستراتيجية والسعي لتحقيقها مهما تطلب ذلك.

البعض لا يقوى إلا على التدخل في شؤون الناس بينما قد تجده في طريق ينتهي به إلى الهلاك وقد لا يستجيب لنصحك، بل يقاومك ويرفض التطوير من نفسه أو أن يحث نفسه على بناء رؤية واضحة له ولمستقبله بل يعد ذلك من أمور الغيب، التي يجدر به عدم التدخل فيها، وحيث قال الله جل وعلا: (وقل اعملوا فسيرى اللَّه عملكم ورسوله وَالمؤْمنون) التوبة:105.

mo7ammad9991@gmail.com