عبدالعزيز العمري - جدة

مختصون: نموذج متبع في أكثر دول العالم تقدما لدفع عجلة التنمية

أكد مختصون أن استثمار الكفاءات البشرية واستقطاب المتميزين والمبدعين من أنحاء العالم، بمنحهم الجنسية السعودية، يعزز البيئة الجاذبة، بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية.

وأوضحوا لـ «اليوم» أن استقطاب المملكة للكفاءات لا يقلل مطلقًا من كفاءة المواطن، إذ إنها تعد ممارسة ونموذجًا متبعًا في أكثر الدول تطورًا وتقدمًا، الأمر الذي يسهم في نقل المعرفة في شتى المجالات لأبناء الوطن.

خطوة مهمة

وقال مستشار التوظيف والمهتم بشؤون الموارد البشرية والتطوير نايف العمري: إن استقطاب الكفاءات ومنح الجنسية السعودية من الخطوات المهمة للاستفادة من المتميزين والمبدعين والمفكرين، وكذلك العلماء؛ للإسهام في التطور والتقدم الذي تشهده المملكة، وتحقيق أهداف رؤية 2030، موضحًا أن الدول المتقدمة تشهد تنافسًا كبيرًا في البحث عن المبدعين والمتميزين، ولو كانوا في أقصى العالم؛ لأنهم يدركون أهمية العقول والكفاءات المتميزة في مجالات التطور العلمي والتقني، وكذلك البحثي.

نقل المعرفة

وأضاف: استقطاب المملكة للكفاءات لا يقلل مطلقاً من كفاءة المواطن، إذ إنها تعد ممارسة ونموذجا متبعا في أكثر الدول تطوراً وتقدماً، وكذلك سيسهم في نقل المعرفة في شتى المجالات لأبناء البلد، بالإضافة إلى أن العدد المعلن في خطوة منح الكفاءة الجنسية السعودية يعتبر قليلًا، ولا يقارن بالمستويات العالمية، ولن يكون له أي تأثير على تنافسية الكفاءة الوطنية في سوق العمل، متابعًا: القطاعات المهمة في عصرنا الحالي كقطاعات الطب والصناعة والطاقة والجيولوجيا وعلم الفضاء والذكاء الاصطناعي تعتبر من القطاعات، التي تميز الدول المتقدمة وتولي لها اهتماما كبيراً ومن باب أولى أن يكون للمملكة دور في ذلك عبر استقطاب الكفاءات ومنحها الجنسية.

مهارات مساهمةوأكدت الأكاديمية د. علياء المروعي أن التوجيه السامي بمنح الجنسية السعودية لأصحاب العقول المتميزة، أمر محفز لإتمام متطلبات الرؤية الوطنية 2030 في توظيف أهم المهارات المساهمة في بناء المجتمع ثقافيًا وعلميًا واجتماعيًا؛ لخلق بيئة عمل صحية داعمة للإبداع والابتكار، والمساهمة في تغطية احتياجات العالم في التطوير وتجويد حياة الإنسان.

مشروعات وبرامجفيما بينت الأكاديمية المتخصصة في السياسات السكانية والتنمية د. عبلة مرشد أن منح الجنسية لأصحاب الكفاءات سيضيف الكثير لمشروع المملكة التنموي، ومساعدة رؤية 2030 في بلورة أهدافها ومبادراتها المختلفة إلى مشروعات وبرامج عمل ومنشآت؛ لتكون منجزات متميزة ورائدة، تضيف في نوعيتها التخصصية وفي مستوى جودتها الإنتاجية للمنجزات.

قيمة فكريةوتابعت: سيسهم ذلك في تأهيل مزيد من كوادرنا الوطنية بالفكر النير والمهارات المتقدمة المتميزة، ويعمل على الارتقاء بقدراتهم ومواهبهم عندما يعملون مع هذه الفئات، واستقطاب العقول والكفاءات من السياسات التنموية المعهودة في الدول المتقدمة، وتعد مرتكزًا مهمًا لمساعدة الدول في تحقيق النهضة المطلوبة في مجالها، ولذلك يستقطب الأطباء والعلماء والمفكرين وجميع ذوي القدرات اللامعة من شتى أنحاء العالم؛ ليضيفوا قيمة فكرية وعلمية للدول التي تدعوهم.

امتزاج الحضاراتمن ناحيته، قال المختص في تطوير الموارد البشرية سلطان الضالع: لا تتقدم الحضارات والثقافات إلا بامتزاجها مع حضارات وثقافات مختلفة، كذلك تقدم ونمو الدول والمنشآت أيضًا، بمساعدة العقول والكفاءات، لذلك وجود كفاءات غير متجانسة يعرف باسم التنوع، وهو عبارة عن امتزاج مجموعة أفراد من خلفيات مختلفة سواءً بالعرق أو العمر أو الثقافة أو اللغة، فهو يساعد على الوصول إلى أفكار وحلول استثنائية، وذلك بفضل المفاهيم المختلفة المتأثرة في التنوع الديموغرافي، مؤكدًا أن تجنيس الكفاءات هو أحد أساليب تسابق الأمم على امتلاك العقول والجدارات لتقدمها في شتى المجالات.

بيئة جاذبةوأشار المستشار في قطاع الموارد البشرية والتدريب والتنمية الاجتماعية عبدالقادر مكي إلى أن هذه الموافقة السامية الكريمة جاءت تماشيًا مع رؤية 2030، الهادفة إلى تعزيز البيئة الجاذبة التي يمكن من خلالها استثمار الكفاءات البشرية، واستقطاب المتميزين والمبدعين من أنحاء العالم للعيش على أراضي السعودية، بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على البلاد في المجالات المختلفة.

تعزيز الكفاءاتوأضاف: يشمل الأمر الملكي تجنيس المتميزين والمبدعين من علماء الطب والصيدلة والرياضيات وتقنية المعلومات والطاقة النووية والمتجددة والصناعة والنفط والغاز والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتطبيقات والبيانات الضخمة وهندسة البرمجيات والروبوتات والحواسيب عالية الأداء والنانو والبيئة والجيولوجيا وعلوم الفضاء والطيران، إضافة إلى الموهوبين والمبدعين في المجالات الثقافية والرياضية والفنية، وغيرها من المجالات التي تسهم في دعم وتعزيز الكفاءات السعودية ونقل المعرفة، وكذلك في المجالات التي تحتاج إليها السعودية نظراً لطبيعتها الجغرافية مثل العلماء المتميزين في تقنية تحلية المياه وتحقيق الأهداف والتطلعات في تسريع عجلة التنمية، بما يعود على الوطن والمواطنين بالخير والنفع العام.

حرب شرسةوشدد الخبير في الموارد البشرية م. أحمد الغامدي على ضرورة النظر إلى اتجاهين مهمين آخذين في التزايد بشكل متسارع جدًا على مستوى العمل عالميًا، الأول أن هناك حربًا شرسة على الكفاءات والمواهب الكبيرة من قبل المنشآت، التي تُشكل قاطرة الابتكارات والتقدم الصناعي والتقني، والثاني أن التنوع والشمول أصبحا من أساسيات قوة المنشآت والدول، لما يقدمانه من إثراء كبير على المستوى المعرفي والتنوع في الخبرات والتجارب.

رؤية واضحة

وتابع: بالنظر إلى اتجاه المملكة نحو تجنيس أصحاب الكفاءات المميزة، فهو قرار أكثر من صائب، وفي الاتجاه الصحيح، فعندما نرى أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، التي لديها تسعة من أصل أكبر شركات قيمة عالميًا، نجد أنه من الأسباب الرئيسية التي جعلتها تصل لهذه المكانة، هو التنوع والشمول الذي تتمتع به، كذلك كثير من دول أوروبا مثل ألمانيا على سبيل المثال، وغيرها من الدول التي تحتل مقدمة الدول المبتكرة والمصنّعة عالمياً، وهذا القرار بالطبع لن يؤثر سلبا على أصحاب الكفاءات الوطنية، بل بالعكس سيجعلهم أكثر قدرة على التميز، فسوق العمل يحتاج من الكفاءات الكثير، وهذا القرار يسعى إلى تجنيس أفضل الكفاءات العالمية في المجالات، التي تسعى المملكة إلى تحقيق الريادة فيها عالمياً، ما يعكس رؤية واضحة في عملية الاستقطاب والتجنيس تراعي أن تكون الكفاءات المستقطبة إضافة حقيقية لرؤية 2030.