شهد بالحداد - الظهران

المبادرة ستصبح نموذجا فريدا لموسم مستدام يدار من قبل المجتمع كاملا

أكدت المشرف على مبادرة «الشرقية تبدع» هديل العيسى، أنه من المتوقع أن تترسخ فكرة المبادرة وتنمو خلال السنوات الثلاث القادمة، بحيث تصبح نموذجا فريدا لموسم مستدام يدار من قبل المجتمع بشتى أفراده وقطاعاته، وتكون ذات ملامح تنعكس بشكل ملموس ومؤثر على المنطقة كل عام.

جاء ذلك خلال حفل ختام المبادرة يوم السبت الماضي في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وهي مبادرة إبداعية ثقافية مجتمعية تهدف إلى تفعيل الجانب الإبداعي لدى أفراد المجتمع، وخلق بيئة محفزة، مكتشفة ومطورة للمواهب، عبر مبادرات وأفكار ومواد إبداعية مختلفة.

وشهدت المبادرة هذا العام في نسختها الثانية مشاركة أكثر من 150 جهة، عبر أكثر من 200 فعالية ومبادرة إبداعية في 10 مسارات متنوعة، ومنحت المبادرة فرصا متعددة للمنطقة لاستكشاف أفكار جديدة وطرق مبتكرة في التفكير وبمشاركة قطاعات مختلفة، أبدع كل منها بطريقته الخاصة.

أفكار شابة

وتحدثت العيسى حول بدايات «الشرقية تبدع»، فقالت: منذ عام احتفينا بانطلاق المبادرة التي كانت وليدة أفكار شابة تسعى لأن ترى المنطقة الشرقية مقصدًا للسياحة الإبداعية التي انطلقت تزامنًا مع موسم «تنوين» أكبر حدث إبداعي في المملكة، وجاءت الفكرة أثناء فترة استثنائية خلال جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، ولاحظنا ركودا ورتابة تسببت فيهما الجائحة، وكانت الفكرة أن نقدم شيئا مختلفا يكسر هذه الرتابة وينعش المنطقة ولو بشكل تجريبي، والأهم ألا يقدمه «إثراء» فقط، فكانت فكرة «الشرقية تبدع» التي تم العمل والتخطيط لها خلال أسبوعين فقط، وكان الهدف الأول هو كيف نتحرك كمجتمع متكامل معًا لرفع اسم المنطقة الشرقية لأن تكون وجهة للسياحة الإبداعية.

تفاعل رائع

وتابعت: التفاعل خلال النسخة الأولى فاق التوقعات عبر 66 جهة مشاركة، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 70 معلما ومعلمة، فكانت النسخة الأولية تجربة أثبتت أن لها قابلية النمو والتأثير، ومن هناك انطلقنا، وها قد تضاعفت المشاركات في النسخة الثانية وزاد الأثر، وفي هذا العام تم تطوير الفكرة وتطبيقها كنموذج فعلي بشكل أكثر تنظيما وتوسعا، فالشرقية تبدع لم تأت لتقدم شيئا مختلفا، لكنها أتت بشكل مختلف من المجتمع إلى المجتمع لنتحدث معا بصوت واحد في واحدة من أكبر الشراكات المجتمعية التي قادها نحو 150 شريكا من الجامعات والشركات الكبرى والجهات المجتمعية وغير الربحية، والمشاريع الناشئة والمطاعم والمقاهي والأندية والفرق المجتمعية، بالإضافة إلى إلهام أكثر من 150 معلما ومعلمة لطلابهم من خلال الحصص الدراسية.

شراكات بارزة

وأوضحت أن الوصول من خلال الشراكات البارزة وذات الأثر الكبير والجهات المختلفة والأفراد من جميع القطاعات يعد نجاحا باهرا، وتحقق من خلاله الوصول إلى الهدف الأسمى من المبادرة، وهو تفعيل الجانب الإبداعي والتفاعل المجتمعي وخلق بيئة إبداعية، وأضافت: أحد أهم أسباب نجاح «الشرقية تبدع» منذ بدايتها هو أننا جميعا باختلاف تخصصاتنا وقطاعاتنا ومجالات اهتمامنا مؤمنون بأن الشرقية تبدع، والمبهر في الأمر أن كل من تواصلنا معه أو بادر بالتواصل معنا للمشاركة كان يتحدث بنفس اللغة والحماس والشغف، ليقدم للمنطقة بعضا من إبداعه، فكانت المبادرة تكبر بشكل تلقائي عبر تفاعل الجميع.

منصة إبداعية

وحول الهدف من المبادرة، قالت: الإبداع هو أحد أهم الركائز الأساسية في إثراء، ولاحظنا أنه لضرورة تحريك القطاع الإبداعي والمبدعين في المنطقة، كان لابد من خلق مبدأ «التشارك» بين الجهات والقطاعات المختلفة، لذلك تساعد المبادرة على أن تكون هناك منصة واضحة في المنطقة الشرقية تدعم الإبداع والمبدعين وتتشارك فيها جميع الجهات بالمنطقة، وقد أسهم المركز في هذا المجال عبر تقديم أكبر حدث إبداعي في المملكة وهو موسم «تنوين»، لكن الشراكات مهمة لمضاعفة التأثير.

شرائح كبيرة

وأكدت أن المبادرة حققت مبتغاها في الوصول إلى شرائح كبيرة ومختلفة في المجتمع وبمختلف الاهتمامات والتوجهات، وقالت: أعتقد أن المبادرة وصلت إلى الملايين، وذلك يعود إلى الجهات الكبيرة المشاركة في هذه النسخة، بالإضافة إلى تفاعل الأفراد والمجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان ذلك رائعا ومبهرا وملهما جدا، ونطمح في النسخة القادمة أن تتضاعف الأرقام والتأثير.

تساؤلات مهمة

واختتمت حديثها بالقول: نتمنى أن تكون المبادرة سببا في أن يسأل الفرد نفسه «ما هي بصمتي الإبداعية؟» و«كيف أجعل الشرقية تبدع؟» والسؤال الأهم هو: «كيف نرى الأعوام القادمة؟»، فجميعنا سفراء هذه الرسالة التي نتمنى أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، فالإبداع ليس حصريا على مجال أو قطاع معين، بل كلنا معني والرسالة عامة للجميع، خاصة لكل في مجاله.

منحت فرصا للمنطقة لاستكشاف إبداعات جديدة وطرق تفكير مبتكرة