د. جاسم المطوع

مرت علي قصص كثيرة غريبة منها امرأة قالت لي يوما أنا دائما أدعو الله أن يرزقني زوجا كان (صايع وخربان ثم تاب)، فابتسمت وقلت لها دعاء غريب ولماذا تدعين بهذا الدعاء، قالت: لأني لا أريد أن يتزوجني رجل وأكتشف بعد الزواج أن له علاقات نسائية فاتعب في ملاحقته وتذهب متعتي في الاستمتاع بالزواج، قلت لها: دعاء غريب أول مرة اسمع مثل هذا الدعاء، فذهبت ولا أعرف إذا استجاب الله دعاءها أم لا.

وقصة ثانية عشتها لامرأة كبيرة بالسن تجاوز عمرها 85 سنة جاءتنى عندما كنت قاضيا وطلبت الطلاق من زوجها، الذي يرقد بالمستشفى، فقلت لها: لماذا الطلاق الآن وقد تجاوز زواجكما أكثر من 60 سنة، قالت: لأن الأطباء قالوا وفاته قريبة وأنا صبرت طول هذه الفترة من أجل الأولاد والصراحة أنا لا أريد أن أكون زوجته بالجنة، فابتسمت وقلت لها يعني تريدين الطلاق بالدنيا حتى لا يكون زوجك بالجنة، قالت: نعم فقد تحملته كثيرا في الدنيا ولا أريد أن أتحمله بالآخرة، وكانت مصممة على الطلاق.

وقصة ثالثة لامرأة علمت أن الإنسان كلما زاد الابتلاء عليه ارتفعت درجته بالجنة ورضا الله عليه، فدعت الله تعالى أن يرزقها زوجا بخيلا حتى تتحمل بخله وتصبر على هذه المصيبة فيكون صبرها سببا في دخولها للجنة، قالت لي وقد رزقني الله زوجا بخيلا ولكني تعبت كثيرا من بخله فيا ليتني لم أدع بهذا الدعاء.

وقصة رابعة لامرأة صارحها زوجها برغبته بأن يتزوج ثانية، فقالت له أنا مستعدة أن أزوجك زوجة ثانية وتم الاتفاق بينهما فرشحت له امرأة فذهب لمشاهدتها فأعجبته ثم خطبها واتفقا على أن يكون الزواج بعد سنة من الخطبة، فلما كتب الكتاب عليها كلما طلب منها أن يعمل العرس حتى يعيشا مع بعض تتعذر وتأجل اللقاء، فمرة تقول له أمي مريضة ومرة تقول له أريد أن أكمل الماجستير حتى أتفرغ لك، وهكذا ظل خمس سنوات وهو على أمل عمل العرس، وفي يوم من الأيام دخل منزله فسمع زوجته تتحدث مع هذه المرأة في كيفية التأجيل واكتشف أن الخطة هذه كلها مدبرة من زوجته حتى لا يتزوج امرأة أخرى ويعيش معها.

وقصة خامسة لامرأة اشتكت لي عن خيانة زوجها وهي تريد أن تتجسس عليه، فقلت لها أنا لا أرى التجسس حلا للمشكلة لأنه حرام شرعا ولأن موقفك سيكون ضعيفا لو واجهتيه، كما أن بعض الرجال لو علم أن زوجته تتجسس عليه يأخذ موقفا صارما منها وربما يطلقها، فانتظري حتى يكشفه الله لك أو ادعي الله أن يكشفه لك، فذهبت ثم عادت بعد أربعة أشهر وقالت لي أخذت بمقترحك فصبرت وجلست أدعو الله كل يوم بعد الصلاة وقد استجاب الله لي فكشف لي خيانته وواجهته وتمت علاج المشكلة والحمد لله.

وقصة سادسة وأخيرة لفتاة تعبت كثيرا من كثرة خلاف أمها مع أبيها يوميا وقد تسبب هذا الخلاف في أضرار نفسية لها ولإخوانها، فأرادت أن تعالج الخلاف بين والديها بطريقة ذكية، فمثلت عليهم بأنها مريضة نفسية فصار والديها مشغولين فيها حتى قالت لهم أريد فلانا أعرض مشكلتي عليه وذكرت لهم اسمي، فلما أحضروها لي قالت لي الصراحة أنا ما فيني شيء ولكني عملت هذه التمثيلية لأني أريدك أن تصلح بين أبي وأمي وتقول لهما إن كثرة خلافهما هو سبب مشكلتي، فمدحت ذكاءها وقمت بالواجب وتم علاج المشكلة بين والديها والحمد لله.

@drjasem