نيوزويك

حذرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية من تحول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) إلى أداة لاحتواء الصين.

وبحسب مقال لـ «جان غيربر»، المحلل المتخصص في شؤون الدفاع، قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الناتو، في مقابلة أجرتها معه صحيفة فاينانشيال تايمز مؤخرا، إن صعود الصين يجعل الحلف العسكري أكثر صلة بالولايات المتحدة.

وتابع: في المقابلة أشار ستولتنبرغ إلى أن تحويل الناتو إلى أداة لاحتواء الصين هو وسيلة سريعة للولايات المتحدة لتحميل حلفائها الأوروبيين المسؤولية.

ونبه إلى أن تصريحات أمين الناتو الأخيرة ليست سوى الأحدث في حملته ذات الشقين لتحقيق التوافق داخل الحلف بشأن مسألة الصين.

وأضاف: من ناحية، هو يحاول إقناع واشنطن أن حلفاءها في الناتو يمكن أن يظلوا مصدر قوة للولايات المتحدة بعيدا عن القارة الأوروبية. وفي الوقت نفسه، فإن ستولتنبرغ لديه مهمة لا يحسد عليها تتمثل في إقناع جميع أعضاء الناتو البالغ عددهم 27، بأنهم يجب أن ينظروا إلى الصين على أنها «تحد منهجي».

ومضى يقول: قطع الأوروبيون شوطا طويلا في تبني موقف تصادمي أكثر ضد الصين يتماشى مع الولايات المتحدة، لكن لم يصل إلى حد وصف الصين «بالعدو» في قمة الناتو في يونيو.

وتابع: كما أرسلت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا سفنًا حربية إلى بحر الصين الجنوبي هذا العام، مما يتعارض بشكل فعال مع مطالبات الصين الإقليمية بأكبر ممر مائي ازدحاما في العالم دون تحد صريح.

وأردف: نظرا لأن الولايات المتحدة ترى على نحو متزايد أكبر تحد أمني لها في الصين، يبدو أن الحلفاء الأوروبيين يلاحظون ذلك وينظمون أنفسهم بشكل أوثق مع الولايات المتحدة. وأضاف: مع ذلك، فإن هذا الاستعداد الأوروبي المتزايد لمواجهة الصين على أعتابها، وليس من مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، له علاقة أقل بالتهديد العسكري المتصور الذي تشكله الصين على أوروبا، بل يتعلق بشكل أكبر بالقلق بشأن فقدان الضمان الأمني الذي تشكله الولايات المتحدة.

ومضى يقول: من المؤكد أن الصين تطرح مجموعة من التحديات على الدول الأوروبية، بما في ذلك ممارساتها التجارية غير العادلة وشرائها للبنية التحتية الحيوية في أوروبا من الاتصالات إلى الموانئ الوطنية.

واستطرد: لكن على عكس التهديد بالصراع التقليدي مع روسيا أو حتى استخدام الكرملين للغاز الطبيعي من أجل الابتزاز السياسي، لا تشكل الصين أي تهديدات أمنية مباشرة للقارة، عسكرية أو غير عسكرية.

وتابع: أدى قرب روسيا جغرافيا من دول الناتو، إلى جانب سجلها في إكراه جيرانها الأضعف، إلى زيادة الإنفاق العسكري في الناتو بنفس الطريقة التي أثار بها العدوان الصيني سلوكًا متوازنًا بين القوى الإقليمية مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وأضاف: على الرغم من ادعاءات ستولتنبرغ بأن «الصين تقترب منا» والحادثين المنفصلين لخوض البحرية الصينية في البحر الأبيض المتوسط وبحر البلطيق في عامي 2015 و2017، على التوالي، لا تمتلك الصين خططًا لأوروبا ولا قدرات لفرضها.

وأردف: وفقًا لذلك، لا يعتقد القادة الأوروبيون ولا المواطنون أن الصين قضية حاسمة بالنسبة للناتو.

ومضى يقول: من ناحية أخرى، فإن رد فعل الولايات المتحدة على صعود الصين له عواقب أمنية واضحة على القارة الأوروبية. كل الأدلة من الإدارات الثلاث الأخيرة في واشنطن أثارت قلق القادة الأوروبيين بشأن مستقبل التزام الولايات المتحدة بالدفاع عنهم.

وبحسب الكاتب، نظرًا لأن الالتزام الأوروبي باحتواء الصين لا تحركه المصالح الأمنية الصعبة، بخلاف إبقاء الولايات المتحدة راسخة في أوروبا فمن غير المرجح أن يغير حسابات الصين، ناهيك عن نتيجة المواجهة بخصوص تايوان. لكنه ما زال يلحق ضررا حقيقيا بحلف شمال الأطلنطي.