أفكار وخواطر
هل هناك حركة نقدية واعية حقيقية تواكب الإبداع وتعتني به وبأصحابه؟ سؤال مهم للغاية، فإذا كان المقصود بالحركة هو تحريك ما ركد في أنهارنا الثقافية العربية، فهي حركة غائبة تماما، لا أقول إنها «غائبة عن الوعي»، ولكنها غير حاضرة، فنقادنا الكبار الذين نعول عليهم في رفد حركتنا الثقافية الواعدة في كل ديارنا العربية «صامتون» وكأنهم يعيشون في كوكب آخر لا علاقة له بكوكبنا الأرضي من قريب أو بعيد، فهم لا يقرأون ما ينشر في الصحف العربية من نتاج أدبي، وإن قرأوا ما ينشر فإنهم لا يبالون به، بل يظنون أنه «لعب شبابي» سرعان ما تفتر حرارته، ويخمد لمعانه، وتنداح زوابعه في دهاليز النسيان، فهو لا يقدم ولا يؤخر شيئا في عالم الأدب الواسع الشاسع.
ظاهرة سيئة تلك، ولا أدري كيف أفسر استمراريتها غير أن وجودها حقيقة ساطعة لا تنكر، والدلائل واضحة قاطعة، والبراهين تطل بوجهها علينا صباح كل يوم، فإذا خرج مولود أدبي جديد لتوه من هذه المطبعة أو تلك نظر «الناقد» إلى اسم صاحبه ومكانته الاجتماعية، فإذا كان لامعا براقا فلا بأس من زيادة لمعانه وبريقه بنقد «موضوعي» هادف يرفع هذا الاسم إلى عنان السماء، فيشمر عن سواعده، ويبدأ في نقد هذا العمل الوليد، وقد يكون صاحب هذا العمل منتميا إلى «شلته»، فهو صديق حميم قبل أي شيء آخر، فلا بأس إذن من النظر في أمره «بصفة خاصة» حتى إن كان وليده الجديد لا يستحق «تدليلا أو تدليعا»، فلا بد والحالة هذه من نقد «موضوعي» يرفع من شأن هذا «الصديق»، ومن شأن وليده الجميل، أما إذا لم يكن صاحب الوليد الجديد من الفئتين المذكورتين، أعني من فئة الأسماء اللامعة البراقة، أو من الفئة المنتمية إلى «الشلة»، فما هي الدواعي الكامنة وراء تمجيد الناقد لهذا العمل الجديد؟ لماذا يضيع وقته في دراسة عمل لأديب «ناشئ» لم «يخرج من البيضة بعد»؟
mhsuwaigh98@hotmail.com
ظاهرة سيئة تلك، ولا أدري كيف أفسر استمراريتها غير أن وجودها حقيقة ساطعة لا تنكر، والدلائل واضحة قاطعة، والبراهين تطل بوجهها علينا صباح كل يوم، فإذا خرج مولود أدبي جديد لتوه من هذه المطبعة أو تلك نظر «الناقد» إلى اسم صاحبه ومكانته الاجتماعية، فإذا كان لامعا براقا فلا بأس من زيادة لمعانه وبريقه بنقد «موضوعي» هادف يرفع هذا الاسم إلى عنان السماء، فيشمر عن سواعده، ويبدأ في نقد هذا العمل الوليد، وقد يكون صاحب هذا العمل منتميا إلى «شلته»، فهو صديق حميم قبل أي شيء آخر، فلا بأس إذن من النظر في أمره «بصفة خاصة» حتى إن كان وليده الجديد لا يستحق «تدليلا أو تدليعا»، فلا بد والحالة هذه من نقد «موضوعي» يرفع من شأن هذا «الصديق»، ومن شأن وليده الجميل، أما إذا لم يكن صاحب الوليد الجديد من الفئتين المذكورتين، أعني من فئة الأسماء اللامعة البراقة، أو من الفئة المنتمية إلى «الشلة»، فما هي الدواعي الكامنة وراء تمجيد الناقد لهذا العمل الجديد؟ لماذا يضيع وقته في دراسة عمل لأديب «ناشئ» لم «يخرج من البيضة بعد»؟
mhsuwaigh98@hotmail.com