أنيسة الشريف مكي

صادف اليوم السادس عشر من نوفمبر، اليوم الدولي للتسامح، وهذا الوطن ولله الحمد يحرص دائما على نشر المبادئ الإسلامية بين أبنائه ومنها التسامح وترسيخ قيمه باعتباره منهج حياة، ووفقا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وارتفاع معدلات التسامح بين السعوديين، لتصل إلى 82 %، الأمر الذي يتوافق مع المؤشرات العالمية التي بحثت في حالة تماسك المجتمعات. وأظهرت الدراسة أن التجرد من العنصرية بين أوساط السعوديين بلغ نحو 90 %، مما انعكس إيجابيا على التعايش والتكامل والتلاحم بين أفراد وطبقات المجتمع.

لم لا يصل لـ 90 %، وقدوتنا ومثلنا الأعلى رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم، في التسامح والعفو «ضربه قومه عليه الصلاة والسلام فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

ففي مدرسة سيد البشر عليه الصلاة والسلام تعلمنا، وفيها تخرجنا.

«صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك» و«أفضل الإيمان الصبر والسماحة».

ديننا دين التسامح دين القيم الإنسانية والأخلاقية وقد جسد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الخلق في حياته في أحسن صورة: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، (فاصفح الصفح الجميل)، (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).

فقد كان -عليه الصلاة والسلام- ينطلق من هذا المبدأ حتى في تعامله مع أعدائه.

ونشر القيم والمبادئ الإسلامية فرض عين وواجب ديني على كل مسلم، إلا أن وسائل الإعلام كافة المشاهدة والمسموعة والمقروءة، بكافة أشكالها وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير لنشر القيم الأخلاقية للفرد والمجتمع للتأثير على السلوكيات والتصرفات الأخلاقية.

ماذا نريد من إعلامنا؟ نريد منهم التأثير الكامل للقضاء على السلبيات بحذفها وغرس كافة القيم الأخلاقية وبأسلوب محبب دون ضغوط. الهدف المساهمة في الإصلاح دون مبالغة.

نشر وتأصيل ثقافة السلام والتسامح والتعايش في العالم ومد جسور التواصل بين الأديان والثقافات المختلفة وتحقيق طموحاتها في التنمية والتطور ضرورة من ضروريات الحياة السعيدة، والمساهمة في الحوار بين تلك الأديان والثقافات وإدارة التحولات الاجتماعية المعقدة بينها ومواجهة موجات الكراهية والتطرف أمر واجب.

ووسائل الإعلام شريك إستراتيجي لنشر المعلومات أتمنى عليها نشر وبث روح التسامح والإخاء بشكل أوسع.

آمل منها تبني نشر وإبراز كل قيم التسامح والمحبة والتعاون وبناء عقلية الإنسان الواعي بشكل مكثف، فنشر ثقافة التسامح في المجتمعات ضرورة ملحة.

وحتى يتم تفعيل دورها في خدمة رسالة التسامح ونبذ التمييز والتعصب والكراهية والتطرف، آمل منها تحديد الأهداف والقوانين التي تعمل من خلالها كل المؤسسات والوسائل الإعلامية لتحقيق تلك الأهداف المشتركة للقضاء على الطائفية ونشر التسامح.

ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش مسئولية كل مسلم لتعزز تماسك النسيج المجتمعي بمختلف شرائحه ومكوناته المتنوعة.

Aneesamakki_hotmail.com