فهد سعدون الخالدي

تحاول بعض الجهات والأحزاب بل والأشخاص أن تسيء إلى بلادنا بادعاءات أصبحت مكشوفة لدى الرأي الذي أصبح يعرف مصادرها ودوافعها التي تتمثل في وقوف المملكة دائما أمام أطماع هؤلاء ومخططاتهم للهيمنة والنفوذ، وفرض إرادتهم على دول عربية عديدة بينها لبنان واليمن وغيرهما، فيما تقف المملكة أمام هذه المخططات مساندة القوى المخلصة لهذه الأمة التي يقتصر ولاؤها على أوطانها، ولا تبيع ضمائرها لأعدائها، ولا ترضى أن تكون أيادي مأجورة لقوى خارجية تسعى لتوظيفها لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أطماعها، ولا أن تكون وقودا للحرائق التي تحاول قوى طائفية وشعوبية إشعالها على حساب استقرار المنطقة وسلامة أوطانها وشعوبها، ومع أن هذه الأصوات التي تحاول الإساءة قليلة والحمد لله ومكشوفة أيضا، ومع أن أصواتا حرة من أبناء هذه الأوطان ترد على ادعاءات هؤلاء إلا أن مَن يتلقفها من ذوي المصالح والأهواء والمأجورين، الذين يرون في المملكة سدا أمام مصالحهم وفسادهم ما زالوا يرددون افتراءات الخصوم، ويحاولون أن يرفعوا أصواتهم بها ليشوشوا على الحقائق التي لا ترد عليها المملكة بالادعاءات، بل بالأعمال والإنجازات في كل ميدان، لأنها تعرف أن أي نجاح يغيظهم ويزيدهم إحساسا بالهزيمة أمامها، ويستغل بعض هذه الأصوات والمنابر المأجورة جهل العامة بكثير من المواقف ليؤكدوا مزاعمهم المتهافتة ومن ذلك على سبيل المثال ادعاؤهم أن عصابات الحوثي تدافع عن نفسها أمام قوى التحالف الذي تقوده المملكة متناسين أن الحوثي عصابة طائفية تابعة لنظام الملالي انقلبت على الشرعية اليمنية، واحتلت البلاد بالقوة المسلحة، ونهبت خيراتها، وأن هذه العصابة هي قلة مذهبية رضيت أن تعمل أجيرة لدى جهة أجنبية، وأن السعودية وقوى التحالف تقوم بمساعدة حكومة اليمن الشرعية المنتخبة، وبناء على طلبها على استعادة بلادها من هذه العصابة، وهي بذلك تدافع عن عدوان أجنبي على بلد شقيق، وليس كما يدعي أصحاب هذه الأصوات. ومن ذلك أيضا افتراءات زعيم حزب الشيطان في خطابه الأخير أن السعودية تنتهك سيادة لبنان لأنها كما يدعي طلبت استقالة قرداحي وهو ما لم يحصل أبدا فلم تطلب السعودية استقالة أحد، بل مارست حقها السيادي في سحب سفيرها بعد أن طال صبرها على تكرار الانتهاكات والإساءات لموقفها وأمنها، وعدم الاستجابة لطلبها مراقبة صادرات لبنان إليها بعد أن تكررت حالات تهريب الممنوعات من خلال عمليات التصدير، التي ثبت لها ولدول أخرى عديدة في المنطقة وغيرها أن حزب الشيطان يقف وراءها حتى وصل ذلك إلى كولومبيا في أمريكا الجنوبية، التي أعلنت حكومتها ذلك رسميا، ورفضت المملكة لهذه الأسباب استيراد البضائع المحشوة بالمخدرات، وهو قرار سيادي لأي دولة، بل واجب عليها. أما الذي ينتهك سيادة لبنان حقيقة فهو الذي يحشد ميليشيا من مائة ألف مرتزق، ويهدد بها أمن لبنان وسيادته ويخطف قراره في حماية مواطنيه، وينتهك حدوده كل يوم ويعلن على الملأ تبعيته لدولة أجنبية... كل هذه الافتراءات أصبحت مكشوفة، وهي تزداد انكشافا كل يوم لمزيد من قطاعات الرأي العام حتى في لبنان واليمن والعراق، حيث تعلو أصوات أبنائها على اختلاف مذاهبهم مستنكرة التدخل الأجنبي في بلادهم، وتنذر بإفلاس الأبواق التي تروجها، وأن مَن يطلقونها هم كناطح صخرة يوما ليوهنها.

@Fahad_otaish