في مقال نشرته مجلة هارفارد بزنس رفيو، حذر كيفن أوكس، مدير تنفيذي ومؤلف كتاب «تجديد الثقافة.. 18 إجراءً قيادياً لبناء شركة راسخة» مما سماه «اكتناز المواهب»، حين يحتكر المدير الموظف الموهوب ليكون ضمن إدارته ويمنعه من التنقل لجهة أخرى، بل وقد يشوه سمعته حتى لا يخرج من سيطرته. وكانت نصيحة أوكس «اسمح لأصحاب الأداء المتميز بالتنقل ضمن الشركة للمساهمة في تحسين أدائها ونشر مهاراته وتطويرها عبر الاحتكاك مع تخصصات أخرى.»
الموظف الموهوب يمثل عملة نادرة في المنظمات، وبدراسة تفصيلية لـ 25 شركة عالمية، تبين أن 1 فقط من كل 7 موظفين في الشركات أي 15 % من القوى العاملة هم أصحاب الأداء البارز أو «النجوم»، وفي مقال نشر هذه النتائج في «هارفارد بزنس ريفيو» بعنوان «أفضل الشركات هي التي تستفيد من «نجومها الحاليين»، بين البحث أن بعض الشركات تعتمد على توظيف نجومها من أصحاب المواهب في المجالات، التي يمكنهم أن يحققوا فيها الأثر الأكبر على أداء الشركة.
بالمملكة كان برنامج تنمية القدرات البشرية محفزا لتطوير رأس المال البشري ليواكب سوق العمل، هذا وقد أنفقت السعودية المليارات في التعليم العالي والتدريب المهني لمواطنيها وحتى المقيمين.
وحتى يستفاد مما أنفقته الدولة في التعليم العالي والتطوير المهني ليساهم المؤهلين والموهوبين في تحقيق الرؤية، فإن النظم الإدارية بحاجة لمرونة أكبر في تحديث هيكلتها التنظمية لاستحداث مسميات تستثمر فيها داخليا الموهوبين المتعددي المهارات والخبرات والجدارات، وكذلك الاستفادة على مستوى وطني من خلال تدويرهم بين القطاعات المختلفة وفق إطار مؤسسي.
يتميز الخبير الداخلي من داخل المنظمة بامتلاكه خبرة أكبر في العمل الداخلي ضمن المؤسسة مع فهم الثقافة واللوائح المؤسسية السائدة، الأمر الذي يؤهله لأداء أكثر كفاءة، وقد أطلق الدكتور راسل قاسم عليه مسمى «موظف بلا حقيبة»، وهو يختلف عن المستشار، الذي بات مسمى مترهلا وتشريفيا بدون معايير واضحة، مقارنة مع الخبير الداخلي في المنظمة، الذي يستطيع أداء أدوار مختلفة، فقد يكون دوره إنجاز عمل مكتبي، أو إجراء دراسة، أو دعم فريق عمل، أو استكمال متطلبات إنشاء قسم معيّن، وغير ذلك من المهمات التي هي على درجة كبيرة من التنوع.
من ناحية أخرى، قد يواجه الموهبون التهميش الوظيفي والعنف المهني محاولة لإبعادهم من المشهد عندما يكونون مهددين للمديرين وباعتبارهم Overqualified، ويشمل ذلك عدم الاهتمام بتطويرهم أو تكليفهم بمهام تتناسب مع كفاءتهم وخبرتهم وقدرتهم على العطاء وحرمانهم من التدرج المهني والتعاقب الوظيفي كما هو مفترض في التطور المهني.
وحتى لا ندور في حلقة مفرغة، فإن هناك العديد من الحلول لتحفيز الموهبة في داخل بيئة العمل وتطوير الأداء ومن ذلك اقترح ما يلي:
1. تدوير الموظفين المتميزين داخل المنظمة في ثلاثة مناصب على الأقل خلال فترة محددة، وفق آلية تطوير تحفيزية تحفظ لهم مكانتهم وتقديرهم والتطور المهني.
2. تطوير الهيكلة التنظيمية لتشمل الخبراء الداخليين ضمن إطار العمل المؤسسي مع تحديد الصفات والمزايا المالية والمادية، التي يجب أن يتحلى بها الخبير لتكون محفزة لاستمراريته بهذا الدور، وحتى لا يتحول لمسمى مترهل وتشريفي.
3. تخصيص تنظيم داخلي في القطاعات المهنية كانت عامة أو خاصة أو القطاع الثالث ضمن برنامج وطني مرتبط ببرنامج تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كأحد مشاريع الرؤية الوطنية.
DrLalibrahim@
الموظف الموهوب يمثل عملة نادرة في المنظمات، وبدراسة تفصيلية لـ 25 شركة عالمية، تبين أن 1 فقط من كل 7 موظفين في الشركات أي 15 % من القوى العاملة هم أصحاب الأداء البارز أو «النجوم»، وفي مقال نشر هذه النتائج في «هارفارد بزنس ريفيو» بعنوان «أفضل الشركات هي التي تستفيد من «نجومها الحاليين»، بين البحث أن بعض الشركات تعتمد على توظيف نجومها من أصحاب المواهب في المجالات، التي يمكنهم أن يحققوا فيها الأثر الأكبر على أداء الشركة.
بالمملكة كان برنامج تنمية القدرات البشرية محفزا لتطوير رأس المال البشري ليواكب سوق العمل، هذا وقد أنفقت السعودية المليارات في التعليم العالي والتدريب المهني لمواطنيها وحتى المقيمين.
وحتى يستفاد مما أنفقته الدولة في التعليم العالي والتطوير المهني ليساهم المؤهلين والموهوبين في تحقيق الرؤية، فإن النظم الإدارية بحاجة لمرونة أكبر في تحديث هيكلتها التنظمية لاستحداث مسميات تستثمر فيها داخليا الموهوبين المتعددي المهارات والخبرات والجدارات، وكذلك الاستفادة على مستوى وطني من خلال تدويرهم بين القطاعات المختلفة وفق إطار مؤسسي.
يتميز الخبير الداخلي من داخل المنظمة بامتلاكه خبرة أكبر في العمل الداخلي ضمن المؤسسة مع فهم الثقافة واللوائح المؤسسية السائدة، الأمر الذي يؤهله لأداء أكثر كفاءة، وقد أطلق الدكتور راسل قاسم عليه مسمى «موظف بلا حقيبة»، وهو يختلف عن المستشار، الذي بات مسمى مترهلا وتشريفيا بدون معايير واضحة، مقارنة مع الخبير الداخلي في المنظمة، الذي يستطيع أداء أدوار مختلفة، فقد يكون دوره إنجاز عمل مكتبي، أو إجراء دراسة، أو دعم فريق عمل، أو استكمال متطلبات إنشاء قسم معيّن، وغير ذلك من المهمات التي هي على درجة كبيرة من التنوع.
من ناحية أخرى، قد يواجه الموهبون التهميش الوظيفي والعنف المهني محاولة لإبعادهم من المشهد عندما يكونون مهددين للمديرين وباعتبارهم Overqualified، ويشمل ذلك عدم الاهتمام بتطويرهم أو تكليفهم بمهام تتناسب مع كفاءتهم وخبرتهم وقدرتهم على العطاء وحرمانهم من التدرج المهني والتعاقب الوظيفي كما هو مفترض في التطور المهني.
وحتى لا ندور في حلقة مفرغة، فإن هناك العديد من الحلول لتحفيز الموهبة في داخل بيئة العمل وتطوير الأداء ومن ذلك اقترح ما يلي:
1. تدوير الموظفين المتميزين داخل المنظمة في ثلاثة مناصب على الأقل خلال فترة محددة، وفق آلية تطوير تحفيزية تحفظ لهم مكانتهم وتقديرهم والتطور المهني.
2. تطوير الهيكلة التنظيمية لتشمل الخبراء الداخليين ضمن إطار العمل المؤسسي مع تحديد الصفات والمزايا المالية والمادية، التي يجب أن يتحلى بها الخبير لتكون محفزة لاستمراريته بهذا الدور، وحتى لا يتحول لمسمى مترهل وتشريفي.
3. تخصيص تنظيم داخلي في القطاعات المهنية كانت عامة أو خاصة أو القطاع الثالث ضمن برنامج وطني مرتبط ببرنامج تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كأحد مشاريع الرؤية الوطنية.
DrLalibrahim@