مجدي البانوبي

@MagdyElbanouby

قبل أيام قليلة أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة شركة «نيوم»، عن إنشاء مدينة «نيوم» الصناعية «أوكساجون» والتي ستعد أكبر تجمع صناعي عائم في العالم كخطوة جديدة ونوعية ضمن مخطط «نيوم» الرئيسي الهادف لتقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية وإعادة تعريف طريقة حياة وعمل البشرية في المستقبل.

تصنيف أوكساجون بوصفها المنظومة الأولى العائمة وأكبر هيكل لتطور «الاقتصاد الأزرق»، كواحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية في العالم لم يأت من فراغ، وإنما بما تحويه من مركز تصنيع متقدم مستدام وميدان للبحث العلمي والابتكار وبيئة عمل مختلفة ومميزة لريادة الأعمال، ودعم الموقع بالطاقة النظيفة بنسبة تصل إلى 100 %، وبناء ميناء بحري يربط المدينة بالعالم، دعما للتطور العالمي من خلال الاستثمار الأزرق، عبر الاعتماد على الثورة المائية في تحقيق التنمية المستدامة، بما يواكب التنمية الصناعية المستقبلية، إضافة لتحقيق الأمن البيئي باستخدام التقنية المتطورة.

خبراء الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة أجمعوا على أن «أوكساجون» ستحدث ثورة في الاعتماد على الطاقة المتجددة وتصفير نسبة الانبعاثات الكربونية، بما يجعلها نموذجا مهما يحتذى به في العالم، ومحط أنظار المستثمرين والمؤسسات الاقتصادية الدولية، بوصفها مشروعا عملاقا يعكس اهتمام المملكة بالاقتصاد الأزرق عبر الاعتماد على البحار لتحقيق التنمية المستدامة، ومحاربة التلوث، استكمالا لما بدأته في «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، لمساعدة الدول الأخرى في تقليل انبعاثات الكربون، ومضاعفة الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة.

«أوكساجون» بما ستوفره من تجربة عيش استثنائية متجانسة مع الطبيعة في موقع مثالي على البحر الأحمر، قفزة عملاقة تكمل عقد المشروعات التنموية التي انطلقت بالمملكة في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» وتجسيد للرؤى الحكيمة والنظرة المستقبلية والطموح الكبير لسمو ولي العهد، وستكون عاملا مساعدا في النمو الاقتصادي وجعل «نيوم» واحدة من أكثر المراكز اللوجستية تقدما في العالم ووجهة رائدة في الاقتصاد المتجدد والمتنوع المرتكز على تقنيات حديثة وفق معايير نوعية متعددة بما يقود بدوره إلى خلق فرص عمل جديدة ودعم التجارة الإقليمية.

المتتبع لمسيرة «رؤية المملكة 2030» بعد مرور خمس سنوات على إطلاقها، يلاحظ بوضوح تركيزها في أعوامها الخمسة الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، فيما انطلقت بمرحلتها التالية إلى متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر، والآن بدأت مرحلة جني الثمار.