يقول الصينيون البيوت السعيدة لا صوت لها، أما أنا فأقول لن تسمع في البيوت السعيدة إلا أصوات الضحك.
بعد الانتهاء من مشاهدة مسلسل maid والذي تم عرضه على نتفلكس وهو غير مخصص من وجهة نظري لمن يبحثون عن التسلية، هذا المسلسل الذي قاربت مشاهدته ستة وسبعين مليون حساب في أول ثمانية وعشرين يوما من إصداره والذي كان صادما لمشاهديه وذلك بضرب قداسة فكرة أن أمريكا أرض السلام فهناك حيث يدعون أن حقوق الإنسان هي الرقم الصعب تتعرض أم للعنف، هذه القصة التي تتكرر يوميا دون أن يتحرك ساكن لأحدهم وليس ثمة أحد يستطيع أن ينصفها لأن الكدمات لا تغطي جسدها ولأنه حتى في الغرب المتقدم ما زالوا يحصرون الأذى في الجسد أما العنف النفسي والمعنوي فيسقط سهوا أو عمدا من حسابات جمعيات حقوق الإنسان.
المسلسل مقتبس من «غصة» حقيقية سجلتها صاحبتها واسمها «ستيفاني لاند» في مذكرات أدبية بعنوان «خادمة» صدرت في عام 2019 هذا الكتاب لا يثير شفقتك بل على العكس من ذلك فهو يركز على الجانب المضيء ويثبت أن بداخل كل شخص يائس إنسانا آخر يطارد حلمه مهما بدا ذلك ضربا من الخيال.
تبدو القصة رتيبة ومكررة لكن دعني أسألك عزيزي القارئ كم مرة سمعت أو وقفت ساهما مشمئزا عند سماعك وابلا من الشتائم وهو ينهال على زوجة جاركم أو على إحدى بناته؟
وهل خطر لك ذلك السؤال الذي لم تجد له إجابة لماذا لا تدافع عن نفسها؟ وكيف لها أن تضع حدا؟وهل هناك أسباب غائبة؟ من وجهة نظري غير المتواضعة أرى أنه لا مبرر في الكون يجيز العنف، وبين مقولة فرويد الإنسان عدو لأخيه الإنسان بالفطرة ورسالة المجتمع هي تهذيب هذه الغريزة، وبين قول حنة أرندت «العنف ليس رغبة إنسانية ولا غريزة» سيكون هذا الصراع مستديما ويتحول إلى عنف إن لم يتم ضبطه، وأغرب منطق وجدته كان للغزالي وجوهر نظريته هو أن الإنسان مطواع وقابل للتشكيل في تكوينه الطبيعي فهو ليس خيرا ولا شريرا في حالته الأصلية، ويصنع البشر من صفات مختلفة ما أن تتجسد حتى تحدد كيف سيصبح كل إنسان، ففي كل منا أربع صفات «السبعية والبهيمية والشيطانية والربانية» على التوالي.
السؤال هل نستطيع تجاوز العنف؟ وكيف؟
@raedaahmedrr
بعد الانتهاء من مشاهدة مسلسل maid والذي تم عرضه على نتفلكس وهو غير مخصص من وجهة نظري لمن يبحثون عن التسلية، هذا المسلسل الذي قاربت مشاهدته ستة وسبعين مليون حساب في أول ثمانية وعشرين يوما من إصداره والذي كان صادما لمشاهديه وذلك بضرب قداسة فكرة أن أمريكا أرض السلام فهناك حيث يدعون أن حقوق الإنسان هي الرقم الصعب تتعرض أم للعنف، هذه القصة التي تتكرر يوميا دون أن يتحرك ساكن لأحدهم وليس ثمة أحد يستطيع أن ينصفها لأن الكدمات لا تغطي جسدها ولأنه حتى في الغرب المتقدم ما زالوا يحصرون الأذى في الجسد أما العنف النفسي والمعنوي فيسقط سهوا أو عمدا من حسابات جمعيات حقوق الإنسان.
المسلسل مقتبس من «غصة» حقيقية سجلتها صاحبتها واسمها «ستيفاني لاند» في مذكرات أدبية بعنوان «خادمة» صدرت في عام 2019 هذا الكتاب لا يثير شفقتك بل على العكس من ذلك فهو يركز على الجانب المضيء ويثبت أن بداخل كل شخص يائس إنسانا آخر يطارد حلمه مهما بدا ذلك ضربا من الخيال.
تبدو القصة رتيبة ومكررة لكن دعني أسألك عزيزي القارئ كم مرة سمعت أو وقفت ساهما مشمئزا عند سماعك وابلا من الشتائم وهو ينهال على زوجة جاركم أو على إحدى بناته؟
وهل خطر لك ذلك السؤال الذي لم تجد له إجابة لماذا لا تدافع عن نفسها؟ وكيف لها أن تضع حدا؟وهل هناك أسباب غائبة؟ من وجهة نظري غير المتواضعة أرى أنه لا مبرر في الكون يجيز العنف، وبين مقولة فرويد الإنسان عدو لأخيه الإنسان بالفطرة ورسالة المجتمع هي تهذيب هذه الغريزة، وبين قول حنة أرندت «العنف ليس رغبة إنسانية ولا غريزة» سيكون هذا الصراع مستديما ويتحول إلى عنف إن لم يتم ضبطه، وأغرب منطق وجدته كان للغزالي وجوهر نظريته هو أن الإنسان مطواع وقابل للتشكيل في تكوينه الطبيعي فهو ليس خيرا ولا شريرا في حالته الأصلية، ويصنع البشر من صفات مختلفة ما أن تتجسد حتى تحدد كيف سيصبح كل إنسان، ففي كل منا أربع صفات «السبعية والبهيمية والشيطانية والربانية» على التوالي.
السؤال هل نستطيع تجاوز العنف؟ وكيف؟
@raedaahmedrr