n عندما كانت التربة تغطي سفوح جبال الدرع العربي، كانت موطنا للغطاء النباتي الكثيف والمتنوع ومنه شجر العرعر. فالتربة هي الوعاء الحامل والحافظ لمياه الأمطار وأيضا لجذور الغطاء النباتي. هذه التوليفة البيئية هي ميدان لحياة الإنسان ونشاطه. فالظروف المثالية لهذا الوعاء تحقق سلامة الغطاء النباتي وكثافته، وهذا يحقق فوائد في هذه الجبال المرتفعة، منها الرطوبة المرتفعة والمهمة لاستحلاب السحاب ولنمو النباتات ومنها شجر العرعر الأهم.
n حاليا انجراف التربة في جبال الحجاز والسراة، خاصة الجزء المطير منها، يؤثر سلبا على كامل الغطاء النباتي، حيث تظهر الطبقة الصلدة الصماء التي كانت التربة تغطيها، وهي طبقة لا تحتفظ بالماء، ولا تسمح للغطاء النباتي بالحياة والتكاثر.
n إن سبب جرف التربة بفعل مياه الأمطار يعود لنوعية تربة المنطقة المطيرة فهي طينية أقرب إلى الصلصال، يصعب على مياه الأمطار التسرب عبر حبيباتها إلى الأسفل، وبالسرعة الكافية، لمنع تجمع قطرات المطر على سطحها، عكس التربة الرملية تماما. كنتيجة تتجمع المياه على سطحها، وبفعل ميول سفح الجبال يتم جرف التربة مع جريان المياه إلى أودية بطون هذه الجبال.
n في نهاية المطاف تتجمع المياه، وتشكل «سيول» وفيضانات محملة بحبيبات هذه التربة النادرة والثمينة، وتجعلها إلى الضياع الأبدي. تربة لا يمكن تعويضها، وبهذا نفقد الغطاء النباتي برمته، وتتعرى جذور الأشجار. ليس هذا فقط، ولكن تفقد البيئة الجبلية الرطوبة بسبب موت غطائها النباتي، فتتعاظم درجات الحرارة وتصبح طاردة لنزول الأمطار.
n إنه وبسبب العوامل السابقة مع غيرها من الأسباب، مات الغطاء النباتي وجميع أشجار العرعر في الجزء (الشمالي الغربي) من سلسلة جبال الدرع العربي، المطلة على سهول تهامة والبحر الأحمر، ومنها بعض مناطق تبوك والجوف والمدينة المنورة. أيضا نجد هذه الظاهرة واضحة في جميع سفوح الجبال الغربية الحادة الانكسار، والمطلة على سهول تهامة غربا، من شماله إلى جنوبه.
n هذه السفوح الجبلية ضربها التصحر، فأصبحت سفوحا صخرية موحشة خالية من الغطاء النباتي، وخالية من شجر العرعر الذي كان ينمو في هذه المواقع المطيرة. هذه الصورة لهذا الوضع تنتشر حاليا في جميع سفوح الجبال الشرقية في الجزء الجنوبي الغربي من الدرع العربي.
n إن بقايا شجر العرعر في المملكة تنمو في شريط قمم جبال الجزء (الجنوبي الغربي)، وهذا ما تبقى من بيئة صالحة محتفظة بالتربة والغطاء النباتي في جميع مناطق الدرع العربي، الذي يمثل ثلث مساحة المملكة البالغة أكثر من اثنين مليون متر مربع. هذا الشريط يمثل المنطقة المطيرة، بعرض ضيق لا يزيد على عشرة كيلومترات، ويرتفع عن سطح البحر بأكثر من (2000) متر، ويمتد طولا من الطائف لأقصى نقطة في (جنوب غرب) المملكة.
n ظل هذا الشريط محتفظا بالتربة الطينية وبأشجار العرعر حتى وقت قريب، وذلك يعود إلى كثافة الاستيطان البشري في بيئة هذا الشريط، فأصبح أهله عبر التاريخ حراسا لبيئته. كنتيجة تأسس تراث مهاري علمي متراكم عبر القرون. تراث زراعي ومائي وبيئي يعتمد على إتقان إدارة البيئة المطرية والحفاظ على تربتها، بحسن إدارتها، بجانب إتقان إدارة مياه أمطارها وسيولها وفيضاناتها.
n الأهم هنا أن إنسان هذا الشريط المطير من منطقة الدرع العربي حافظ على التربة، لأنه أدرك مبكرا أنها كنز لا يقدر بثمن. وعلى وجودها يتوقف وجوده في هذا الشريط الممطر. نتيجة لذلك وظفها وحافظ عليها وجعلها مكانا حيا مثاليا لتأمين أمنه المائي وأمنه الغذائي. هذه التربة كانت السبب في بقاء الإنسان في هذا الشريط، الذي وفر الماء والغذاء للإنسان، والرطوبة لكل أنواع الغطاء النباتي. كنتيجة، استمر شجر العرعر في النمو والحياة كمؤشر على سلامة مناطقنا المطيرة. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
twitter@DrAlghamdiMH
n حاليا انجراف التربة في جبال الحجاز والسراة، خاصة الجزء المطير منها، يؤثر سلبا على كامل الغطاء النباتي، حيث تظهر الطبقة الصلدة الصماء التي كانت التربة تغطيها، وهي طبقة لا تحتفظ بالماء، ولا تسمح للغطاء النباتي بالحياة والتكاثر.
n إن سبب جرف التربة بفعل مياه الأمطار يعود لنوعية تربة المنطقة المطيرة فهي طينية أقرب إلى الصلصال، يصعب على مياه الأمطار التسرب عبر حبيباتها إلى الأسفل، وبالسرعة الكافية، لمنع تجمع قطرات المطر على سطحها، عكس التربة الرملية تماما. كنتيجة تتجمع المياه على سطحها، وبفعل ميول سفح الجبال يتم جرف التربة مع جريان المياه إلى أودية بطون هذه الجبال.
n في نهاية المطاف تتجمع المياه، وتشكل «سيول» وفيضانات محملة بحبيبات هذه التربة النادرة والثمينة، وتجعلها إلى الضياع الأبدي. تربة لا يمكن تعويضها، وبهذا نفقد الغطاء النباتي برمته، وتتعرى جذور الأشجار. ليس هذا فقط، ولكن تفقد البيئة الجبلية الرطوبة بسبب موت غطائها النباتي، فتتعاظم درجات الحرارة وتصبح طاردة لنزول الأمطار.
n إنه وبسبب العوامل السابقة مع غيرها من الأسباب، مات الغطاء النباتي وجميع أشجار العرعر في الجزء (الشمالي الغربي) من سلسلة جبال الدرع العربي، المطلة على سهول تهامة والبحر الأحمر، ومنها بعض مناطق تبوك والجوف والمدينة المنورة. أيضا نجد هذه الظاهرة واضحة في جميع سفوح الجبال الغربية الحادة الانكسار، والمطلة على سهول تهامة غربا، من شماله إلى جنوبه.
n هذه السفوح الجبلية ضربها التصحر، فأصبحت سفوحا صخرية موحشة خالية من الغطاء النباتي، وخالية من شجر العرعر الذي كان ينمو في هذه المواقع المطيرة. هذه الصورة لهذا الوضع تنتشر حاليا في جميع سفوح الجبال الشرقية في الجزء الجنوبي الغربي من الدرع العربي.
n إن بقايا شجر العرعر في المملكة تنمو في شريط قمم جبال الجزء (الجنوبي الغربي)، وهذا ما تبقى من بيئة صالحة محتفظة بالتربة والغطاء النباتي في جميع مناطق الدرع العربي، الذي يمثل ثلث مساحة المملكة البالغة أكثر من اثنين مليون متر مربع. هذا الشريط يمثل المنطقة المطيرة، بعرض ضيق لا يزيد على عشرة كيلومترات، ويرتفع عن سطح البحر بأكثر من (2000) متر، ويمتد طولا من الطائف لأقصى نقطة في (جنوب غرب) المملكة.
n ظل هذا الشريط محتفظا بالتربة الطينية وبأشجار العرعر حتى وقت قريب، وذلك يعود إلى كثافة الاستيطان البشري في بيئة هذا الشريط، فأصبح أهله عبر التاريخ حراسا لبيئته. كنتيجة تأسس تراث مهاري علمي متراكم عبر القرون. تراث زراعي ومائي وبيئي يعتمد على إتقان إدارة البيئة المطرية والحفاظ على تربتها، بحسن إدارتها، بجانب إتقان إدارة مياه أمطارها وسيولها وفيضاناتها.
n الأهم هنا أن إنسان هذا الشريط المطير من منطقة الدرع العربي حافظ على التربة، لأنه أدرك مبكرا أنها كنز لا يقدر بثمن. وعلى وجودها يتوقف وجوده في هذا الشريط الممطر. نتيجة لذلك وظفها وحافظ عليها وجعلها مكانا حيا مثاليا لتأمين أمنه المائي وأمنه الغذائي. هذه التربة كانت السبب في بقاء الإنسان في هذا الشريط، الذي وفر الماء والغذاء للإنسان، والرطوبة لكل أنواع الغطاء النباتي. كنتيجة، استمر شجر العرعر في النمو والحياة كمؤشر على سلامة مناطقنا المطيرة. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
twitter@DrAlghamdiMH