ماجد عبدالله السحيمي

الأسبوع الماضي حقق نادي الهلال إنجازا للوطن قبل أن يكون إنجاز للهلاليين، فحمل كأس أكبر قارات الدنيا على كتفه بكل شموخ محققا كعادته سطوته على ذهب سجلات التاريخ الذي تعود على زياراته فلا يكاد يجف حبر إنجاز في صفحاته إلا ولحقه إنجاز آخر، الزعيم جاء شامخا مكشرا عن كل أنيابه، حتى وإن لم يقدم فنيا ما يرضي محبيه إلا أن النتيجة في النهاية ناجح مع مرتبة الشرف، علق البعض بأن الأموال والضخ المالي للنادي الكبير ساهم في هذا الإنجاز ولو أعطي أي ناد آخر لفعل كما فعل الهلال، ولو الافتتاح حولنا قليلا لوجدنا عددا من الأندية تطفح أرصدتها من الأموال والضخ السخي من رجالاتها ولم تحقق ربع ما حققه الهلال والسبب لا يعود فقط للمال لأنه مهم بل أيضا للفكر والإرث، المال والفكر والإرث كلها تواجدت في الزعيم مجتمعة فأحدها لا يكفي، المال تحقق من خلال رجالات الهلال عبر الزمن ثم من خلال رفع قيمة الهلال سوقياً كالرعايات والمداخيل ثم من خلال فكر إداري محنك يفكر في مصالح الهلال وتحقيق أهدافه الاستراتيجية، هذا هو سمو الهلال الذي لم يفكر في النزول إلى دون ذلك، فالطموحات والهموم سامية عن كل أهداف هشة ومؤقتة هدفها الضحك المؤقت. إرث الهلال توارثه رجاله، فكانوا يصنعون عتباته إلى المجد جيلا بعد جيل، كلهم همم إلى الأمام ورؤوس هدفها السماء وكلٌ بطريقته، إلا أن خط النهاية واحد هو الأول والأول فقط.

قلدوا الهلال في كل شيء في المال والملعب والإعلام ولم يفلحوا، فمهما أخذت من الأدوات فلن تحقق ما يحققه الفكر الأهم والمتوارث عبر حقبات إدارية متعاقبة تسلم راية الإنجاز للإدارة الجديدة، ثم هم أول من يبارك لها بإنجاز جديد، قالوا عن الهلال مدلل ومجامل و و و، وأقول منذ عقود كل شيء تغير إلا هذا الكلام الأجوف الفارغ، وبقي الهلال ناجحا في مختلف الظهور تغير التاريخ والجغرافيا والهلال البطل الأول، فأصبحت كل أقاويلهم بضاعة مائدة لتجارة خاسرة أكل عليها الزمن وشرب.

يحيا الهلال أمام كل العاشقين. لم يقلل الهلاليون من أحد ولم يقم أحد منهم بإيماءات ساخرة ولم يتجاهل أبطاله السابقين، بل حتى أجانبه القدامى يتسابقون للحضور لتشجيعه هم وأبناؤهم متوشحين بالأزرق. كل هذا العمل لم يكن وليد مجاملة من حكم أو مسؤول بل عمل جبار دؤوب عبر عقود الزمن. إن كان مثلث برمودا مرعبا فكذلك الهلال مثلث أزرق مرعب لخصومه، فكر ومال وإرث، هذه أضلاع المثلث الأزرق الثلاثة.

آخر ما أقول رحم الله الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي أسس نادي الهلال وليس معه نافذة من نوافذ السعادة على حياتنا كهلاليين ومنصفين للهلال.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.

‏ @Majid_alsuhaimi