عبدالله الألمعي

ماذا يكون الشخص من دون قيم؟

هذا سؤال قد راودني كثيرا ودائما أحاول الهرب من إجابة لأخرى لكي أجد الإجابة الكافية من أجل إراحة النفس والاقتناع التام بشأن هذه الجوهرة التي يجب أن تكون «فطرية» لأي إنسان في هذا العالم أجمع وهي «القيم» !

لم يكن هذا السؤال انكشف من داخلي من فراغ ولكن مواقف عديدة من أشخاص كثر جعلتني في حيرة دائمة حتى تجمعت أركان هذا السؤال للبحث عن هذه الإجابة.

تساءلوا في أنفسكم عندما يكون الشخص في فجوة اللاقيم ودون دائرة وقيود ولا بوصلة يتجه بها ولا يفرق بين نعم ولا وبين السيئة وضدها هل هو صدقا إنسان؟

وجدت أن القيمة الحقيقية للإنسان هي «القيم» التي تشكل تصرفاته، وتتكون أفكاره من صندوقه الأسود «القيم» ويجعل لها طريقا لمساعدته على اتخاذ قراراته بل هي قاموسه الحقيقي.

أحد الأصدقاء دائما أجد تصرفاته مخجلة، يفعل كل أمر يرغبه دون أن يكون الضمير حاضرا بتأنيبه ولا الذات تستثير بجلدها، وكأنه يعيش دون قيود، ولا يمتلك بداخله التنظيم الذاتي الذي حوله صديقي إلى فوضى ذاتية عارمة في حياته وعندما سألته عن قيمه أشار ضاحكا بسخرية بأن القيم ليست سوى سجن للذات توهمك بالحرية!

لم يدرك صديقي بعد أن هناك سجونا بألف حرية، وحريات بألف ألف سجن، ولم يشعر بأن الحرية التي يتوهمها هي أشبه بحريات البهائم !

إذن قيمتك الفعلية كإنسان هي بقيمك وحتى وإن عارضت قيم الآخرين وبغض النظر إن كانت هذه القيم سليمة أو غير ذلك الأهم أن تكون ذات قيمة وأن تشعر بأنك إنسان على هذه الحياة.

@asir_26