بدر الصيوان

لعلي لست ممن يتابعون كرة القدم بشغف ولكن مباراة الأسبوع الماضي بين الهلال السعودي وبوهانج الكوري الجنوبي مباراة مميزة جدا ولها وقعها الخاص، والفرحة التي رسمتها على وجوه السعوديين على وجه الخصوص والعرب بشكل عام تكاد لا توصف، حيث حقق الهلال السعودي والذي يلقب (بالزعيم) كأس آسيا للأندية للمرة الرابعة على التوالي بعد فوزه الساحق بثنائية نظيفة على نظيره الكوري الجنوبي على استاد الملك فهد.

تألق النجم ناصر الدوسري كان جليا منذ بداية المباراة، حيث ما أن أعلن الحكم صافرة البداية حتى هزت ركلة الناصر شباك الفريق الكوري بهدف يسجل كأسرع هدف في تاريخ نهائيات كأس آسيا خلال الـ 20 ثانية الأولى من عمر المباراة.

كان الهدف الأول حقيقة صاعقا للخصم وهز ثقته بنفسه ليسارع مدرب بوهانج برسم خطة وتوزيعة جديدة للاعبين الكوريين في بداية الشوط الثاني، لكن هيهات... هيهات فالزعيم مصمم على النصر خصوصا أنه في أرضه وبين مشجعيه فكان لهم بالمرصاد.

حاول الفريق الكوري الاستحواذ بشكل أكبر على الكرة وضغط بشدة لتحصيل هدف التعادل إلا أن الهلال وعبر حارسه الصنديد محمد المعيوف كان سدا منيعا تكسرت على أعتابه طموحات بوهانج الكوري.

لم يستكن الهلال لضغوط بوهانج بل سرعان ما عاد من جديد ليشكل هجمات جديدة شرسة تكللت بانقضاض النسر موسى ماريجا على مرمى بوهانج بهدف هز شباكهم من جديد في الدقيقة 62 من الشوط الثاني ليؤمن الهلال النصر الذي وضعه نصب عينيه منذ بداية البطولة، وليتوج الهلال في نهاية المباراة للمرة الرابعة في بطولة كأس آسيا لعام 2021 بعد أن حققه في بطولات 2019 -1999-1991، ليعد فريق الهلال السعودي على أثرها أكثر فريق من بين أندية آسيا تحصيلا لهذا اللقب.

إن تاريخ نادي الهلال حقيقة حافل بالإنجازات والانتصارات فعلى المستوى المحلي حصل على لقب الدوري السعودي الممتاز 17 مرة، وكأس ولي العهد السعودي 13 مرة على سبيل المثال لا الحصر.

أما على المستوى الدولي فقد حصل الهلال على كأس الكؤوس الآسيوية مرتين ودوري أبطال العرب مرتين وكأس السوبر الآسيوي مرتين أيضا.

وبالعودة لأجواء الفرحة اكتست الرياض باللون الأزرق والأعلام الزرقاء تعبيرا وابتهاجا بهذا النصر الرياضي العظيم.

وكما عودنا معالي المستشار/ تركي آل الشيخ فإنه لم يدخر جهدا لتعزيز هذه الفرحة حيث أعلن عبر حسابه الرسمي على تويتر أن موسم الرياض سيحتفل بفوز الزعيم بحفلات سيحييها نخبة من الفنانين والنجوم أمثال محمد عبدة وراشد الماجد وأصالة نصري.

حقيقة لم تقتصر هذه الفرحة على السعوديين وحدهم بل شاركهم أشقاؤهم في الدول العربية كلها حيث تزينت الأبراج في الإمارات العربية المتحدة باللون الأزرق تعبيرا عن فرحهم، وعبر الشعب الكويتي بأبراج الكويت العزيزة على قلوبنا، والبحرين الشقيقة والحبيبة الجارة وعبروا أيضا عن هذه الفرحة من خلال تجولهم بسياراتهم في الشوارع حاملين أعلام الهلال يهتفون للزعيم والله وعملوها الرجالة.

@baderalsiwan