مما عُرف بالتجربة والملاحظة أنه في ليس كل وقت يطاوعك القلم، وليس في كل وقت تراودك الأفكار، وهذا هو شأن الكثير مما يعشقون الكتابة سواء المحترفون منهم أو الهواة.
الكتابة موهبة، وهي تحتاج إلى تدريب وصقل، وعدم التوقف حتى لا يفقد الكاتب تدفق الكلمات ورشاقة الأسلوب. لأنه إذا أهملها لبضعة أسابيع، فسيحتاج إلى إحماء (تسخين) وتدريب للعودة كسابق عهده أو إلى الأفضل.
ومن الأمور التي تطرأ على الكاتب ما يسمى (بحبسة الكاتب) وهي تأتي فجأة بلا مقدمات حتى لو كان مَن حولك أحداث يومية متنوعة تحاول الكتابة عنها.
وهذه (الحبسة) هي أمر طبيعي تحدث بين الفينة والأخرى. وهي تشبه ما قاله الفرزدق: تمر علي أيام لخلع ضرسي أهون علي من قول بيت شعر واحد!
وهناك ما يسمى (قفلة الكاتب) وهذا أشد من حبسة الكاتب لأنها قد تمتد لشهور أو سنوات!! حيث يعجز الكاتب عن تقديم شيء جديد من الإبداع أو التجديد. وفي هذه المرحلة يتباطأ إنتاجه أو يتوقف، ويجد صعوبة شديدة بالمجيء بأفكار خلاقة. وهذه الحالة لها عدة أسباب قد تكون نفسية أو تشتت الذهن بسبب أحداث ومواقف صعبة. ومنها نفاد وضعف الإلهام والدافع في تلك الفترة.
وهناك حالة أيضا يسميها البعض (متلازمة الصفحة الفارغة) أو ممكن أن نطلق عليها (الصفحة البيضاء) أي أنك تفتح صفحة جديدة في دفترك أو جوالك أو حاسبوك ثم تتوقف طويلا أمام الصفحة الفارغة أو الشاشة فلا تعرف ماذا تكتب ومن أين تبدأ؟ يقول عنها الشاعر محمود درويش: «هل يصيبك هذا العقم المفاجئ؟ هل يجتاحك الإحساس بالهزيمة النهائية إذا توقفت أسبوعا واحدا عن الكتابة إلى درجة تنسى معها أنك قد أنتجت كثيرا هذا العام؟».
ولعل من أول الحلول لمثل هذه الحالة (حبسة الكاتب) أو (الصفحة البيضاء) هو ألا تتعسف الكتابة بمعنى لا بد من قليل من الصبر لأن القلم سوف يسيل مرة أخرى، وسيعبر عما في خلدك على شكل فكرة أو خاطرة أو مقدمة لمقال، ولكن الاستعجال لأن البحث عنها بشدة يفقدك التركيز. إن الأمر يحتاج إلى مساسية وهدوء لأن الكتابة مع العسر لا تخرج الكلمات من القلب أو من الفكر، بل تصبح شبها للآلة فاقدة للمعنى وليس فيها الحس ولا الأسلوب الماتع.
الأمر الآخر المهم أنه حين تأتي الخاطرة قيدها ولا تتوقف عند الأخطاء اللغوية والإملائية أو محاولة تعديل الجُمل بالصيغ النهائية، بل دع القلم يجري بالأفكار المنسابة لأن التردد في كتابة الكلمات يوقف سيل الأفكار، فدعها تسيل كالماء ينساب بهدوء ورويّة.
وتوقف أيضا عن النقد الداخلي المقلق للفكرة أو للكلمات أثناء الكتابة لأن ما تكتبه الآن هو مسودة أولية ويصح فيه كل أنواع الأخطاء، فهناك شوط ثان وأشواط أخرى للمراجعة والتعديل وضبط إيقاع الأسلوب.
ونقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي ابدأ بالفكرة أولا، ثم اكتب ثانيا حتى لو أحسست بثقل الكلمات لأن من المهم عدم المماطلة لأنه يخلق جوا من التوتر، واعتبر المسألة مؤقتة وليست دائمة. واستمع إلى وجهة نظر الروائي الأمريكي ستيفن كينج، حيث قال: التوقف عن الكتابة بحجة الصعوبة عاطفية أم إبداعية كانت هي فكرة سيئة. أحياناً عليك المتابعة حتى عندما لا ترغب بذلك.
ومن خلال التجربة كل ما تحتاجه في وقت الحبسة هي (الفكرة)، فابحث عنها كثيرا من حولك أو في داخلك ولا تلتف إلى الوراء، وستجد أن الأفكار تتهادى رويدا رويدا، وسوف تستعيد اللياقة الكتابية، فكأن العقل محرك يحتاج إلى تسخين ثم ينطلق مسرعا وواثقا.
abdullaghannam@
الكتابة موهبة، وهي تحتاج إلى تدريب وصقل، وعدم التوقف حتى لا يفقد الكاتب تدفق الكلمات ورشاقة الأسلوب. لأنه إذا أهملها لبضعة أسابيع، فسيحتاج إلى إحماء (تسخين) وتدريب للعودة كسابق عهده أو إلى الأفضل.
ومن الأمور التي تطرأ على الكاتب ما يسمى (بحبسة الكاتب) وهي تأتي فجأة بلا مقدمات حتى لو كان مَن حولك أحداث يومية متنوعة تحاول الكتابة عنها.
وهذه (الحبسة) هي أمر طبيعي تحدث بين الفينة والأخرى. وهي تشبه ما قاله الفرزدق: تمر علي أيام لخلع ضرسي أهون علي من قول بيت شعر واحد!
وهناك ما يسمى (قفلة الكاتب) وهذا أشد من حبسة الكاتب لأنها قد تمتد لشهور أو سنوات!! حيث يعجز الكاتب عن تقديم شيء جديد من الإبداع أو التجديد. وفي هذه المرحلة يتباطأ إنتاجه أو يتوقف، ويجد صعوبة شديدة بالمجيء بأفكار خلاقة. وهذه الحالة لها عدة أسباب قد تكون نفسية أو تشتت الذهن بسبب أحداث ومواقف صعبة. ومنها نفاد وضعف الإلهام والدافع في تلك الفترة.
وهناك حالة أيضا يسميها البعض (متلازمة الصفحة الفارغة) أو ممكن أن نطلق عليها (الصفحة البيضاء) أي أنك تفتح صفحة جديدة في دفترك أو جوالك أو حاسبوك ثم تتوقف طويلا أمام الصفحة الفارغة أو الشاشة فلا تعرف ماذا تكتب ومن أين تبدأ؟ يقول عنها الشاعر محمود درويش: «هل يصيبك هذا العقم المفاجئ؟ هل يجتاحك الإحساس بالهزيمة النهائية إذا توقفت أسبوعا واحدا عن الكتابة إلى درجة تنسى معها أنك قد أنتجت كثيرا هذا العام؟».
ولعل من أول الحلول لمثل هذه الحالة (حبسة الكاتب) أو (الصفحة البيضاء) هو ألا تتعسف الكتابة بمعنى لا بد من قليل من الصبر لأن القلم سوف يسيل مرة أخرى، وسيعبر عما في خلدك على شكل فكرة أو خاطرة أو مقدمة لمقال، ولكن الاستعجال لأن البحث عنها بشدة يفقدك التركيز. إن الأمر يحتاج إلى مساسية وهدوء لأن الكتابة مع العسر لا تخرج الكلمات من القلب أو من الفكر، بل تصبح شبها للآلة فاقدة للمعنى وليس فيها الحس ولا الأسلوب الماتع.
الأمر الآخر المهم أنه حين تأتي الخاطرة قيدها ولا تتوقف عند الأخطاء اللغوية والإملائية أو محاولة تعديل الجُمل بالصيغ النهائية، بل دع القلم يجري بالأفكار المنسابة لأن التردد في كتابة الكلمات يوقف سيل الأفكار، فدعها تسيل كالماء ينساب بهدوء ورويّة.
وتوقف أيضا عن النقد الداخلي المقلق للفكرة أو للكلمات أثناء الكتابة لأن ما تكتبه الآن هو مسودة أولية ويصح فيه كل أنواع الأخطاء، فهناك شوط ثان وأشواط أخرى للمراجعة والتعديل وضبط إيقاع الأسلوب.
ونقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي ابدأ بالفكرة أولا، ثم اكتب ثانيا حتى لو أحسست بثقل الكلمات لأن من المهم عدم المماطلة لأنه يخلق جوا من التوتر، واعتبر المسألة مؤقتة وليست دائمة. واستمع إلى وجهة نظر الروائي الأمريكي ستيفن كينج، حيث قال: التوقف عن الكتابة بحجة الصعوبة عاطفية أم إبداعية كانت هي فكرة سيئة. أحياناً عليك المتابعة حتى عندما لا ترغب بذلك.
ومن خلال التجربة كل ما تحتاجه في وقت الحبسة هي (الفكرة)، فابحث عنها كثيرا من حولك أو في داخلك ولا تلتف إلى الوراء، وستجد أن الأفكار تتهادى رويدا رويدا، وسوف تستعيد اللياقة الكتابية، فكأن العقل محرك يحتاج إلى تسخين ثم ينطلق مسرعا وواثقا.
abdullaghannam@