كلمة اليوم

* العلاقات والشراكة الإستراتيجية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها على المستويين الإقليمي والدولي، هي علاقات تعتمد على الاتزان والتعاون وتعزيز كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار وتعزيز الاقتصاد والأمن وجودة الحياة.. ويأتي استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد «حفظه الله»، في قصر السلام بجدة، يوم أمس، فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، وما تم استعراضه من أوجه العلاقات السعودية الفرنسية، ومجالات الشراكة القائمة بين البلدين، إضافةً إلى بحث آفاق التعاون الثنائي وفرص تطويره، وفق رؤية المملكة 2030، ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك.. فهو استقبال يعكس أيضا ذلك النهج الراسخ في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون، في علاقاتها الدولية ورؤيتها المشتركة مع فرنسا وبقية حلفاء المملكة.

* المملكة العربية السعودية وفرنسا تربطهما علاقات وشراكة إستراتيجية مبنية على الثقة، والاحترام المتبادل، وتعميق أواصر التعاون المثمر، للمحافظة على الاستقرار الإقليمي والدولي، وتبادل الرؤى ووجهات النظر، وعليه تحرص فرنسا على شراكتها مع السعودية وتعتبرها «حليفا وثيقا» يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة، وذلك من خلال التأكيد على دعوتها إلى ضرورة إشراك المملكة في مفاوضات الملف النووي الإيراني.. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرى أن استبعاد المملكة من مفاوضات الاتفاق النووي لإيران في العام 2015 كان خطأً جسيماً وأنه لا ينبغي أن يكون هنالك اتفاق نووي جديد بدون المملكة.

* تتعاون المملكة مع فرنسا في جهود محاربة الإرهاب، وترفض العنف والتطرف بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، ولعل اتفاق البلدين حول ضرورة إيجاد حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات الثلاث، وأهمية ممارسة ضغوط على ميليشيا الحوثي للدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة الشرعية، لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني التي تسببت بها الميليشيا، وتتوافق وجهات نظر الجانبين السعودي والفرنسي حول العديد من القضايا، ومنها أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية في لبنان كمطلب دولي لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للبنان، بعيداً عن التدخلات الخارجية، وأهمية بذل الجهود لدعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وضرورة العمل المشترك، وتعزيز التواصل والتشاور حيال التحديات التي تشهدها المنطقة، ومن ذلك مستجدات الأحداث في العراق.. هذا التوافق في وجهات النظر حول هذه القضايا العامة، يأتي ركيزة تنطلق منها العلاقات التاريخية بين المملكة وفرنسا.. كما أنه يأتي كأحد الأطر التي تشكل الأسس السياسية والدبلوماسية السعودية وأدوارها القيادية الرائدة والمسؤولة، التي تلتقي مع مكانة المملكة في المجتمع الدولي.