عبدالعزيز العمري – جدة

كشف مختصون أن متحور «أوميكرون» الجديد أقل حدة وخطورة من «دلتا»، الذي يعد الأخطر، حتى الآن، في سلسلة متحورات كورونا، مشددين على أن اللقاحات لا تزال أفضل وسيلة دفاع لنا في هذه الفترة الحرجة.

وأوضحوا لـ«اليوم»، أن هذه النسبة لا تقلل من خطر هذا المتحور، خاصة وأن «دلتا» كان بنفس هذه الدرجة في بداياته، مشيرين إلى تواصل الدراسات حول العالم، لمعرفة الآثار التي قد يسببها «أوميكرون» ومدى استجابته للقاحات الموجودة حالياً.

التسلسل الجيني

وأوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية د. عبدالله عسيري أن عمليات التسلسل الجيني، في آخر 60 يوما، كشفت نسبة تحور 99.8 ٪ لـ«دلتا»، و«ألفا» أقل من 0.1 ٪، و«بيتا» أقل من 0.1 ٪، و«جاما» أقل من 0.1 ٪، و«أوميكرون» أقل من 0.1 ٪.

وقال طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض د. عليان آل عليان إنه منذ اكتشاف متحور أوميكرون وجميع أنحاء العالم في تخوف ورهبه من هذا المتحور، لعدم اتضاح الرؤية الكاملة، وبعض الدراسات ذكرت أن نسبة التحور أقل من 0.1 %. مقارنة بمتحور دلتا الذي شكل نسبة 99.8 %.

ولفت إلى أن هذه النسبة لا تقلل من خطر هذا المتحور، وخصوصا أن متحور دلتا كان بنفس هذه الدرجة في بداياته، ولكن من المتوقع أن يكون هذا المتحور أقل حدة وخطورة من «دلتا»، مشددا على أن اللقاحات لا تزال أفضل وسيلة دفاع لنا في هذه الفترة الحرجة.

عوامل الخطورة

وذكرت استشاري الباطنة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى د. فاطمة الشهراني أن خطورة أوميكرون، تزداد في الكثافات السكانية مع التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية، ولا شك أن نسبة المتحورات في العينات التي أجري لها التسلسل الجيني حول العالم تشير إلى أن المتحور الجديد مختلف عما سبق، ولا يختلف ضرره عنهم.

وأضافت: ما زالت الدراسات تتواصل حول العالم، لمعرفة الآثار التي قد يسببها متحور أوميكرون ومدى استجابته للقاحات الموجودة حالياً.

شدة العدوى

وأوضحت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات أن المتحورين دلتا وألفا يتشاركان نفس الخصائص من ناحية شدة العدوى والخطورة على العكس من بيتا وجاما، الأقل عدوى وخطورة، والمتحور الحالي «أوميكرون» لوحظ أنه يفوق المتحورات الأخرى، في العدوى والانتشار بـ3 أضعاف، لكن لم يتم البت حتى الآن عن مدى خطورته، ولم يتم ذكر أي حالة وفاة مرتبطة بالإصابة به.

من جهتها، قالت أخصائية علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي د. حنان الدعيلج إنه ما زال «دلتا» هو المتحور الأكثر خطورة، والأكثر انتشارا خلال الـ60 يوما الأخيرة، وما زالت حالات الإصابة بالمتحور الجديد أوميكرون قليلة جدا كبقية المتحورات، مشيرة إلى أن نسبة الإصابة بألفا وبيتا وجاما، لا تتعدى 0.1 %، وتشير الملاحظات والإحصائيات المبدئية إلى أن المتحور الجديد أسرع انتشارا مقارنةً بسابقيه.

وأضافت: نحن بحاجة إلى فترة من أسبوعين إلى 3 أسابيع لتحديد درجة خطورة الأعراض والمضاعفات عند الإصابة به، ولا يوجد، حتى الآن، ما يشير إلى عدم القدرة على احتواء المتحور الجديد والوقاية منه بالإجراءات المتبعة حاليا.

جرعات اللقاح

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. محمد العبدالعالي، إن عدد جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، في المملكة تجاوز الـ 47 مليونا، في حين تلقى أكثر من 22 مليونا و500 ألف شخص للجرعتين، وهذا المستوى يعطي المزيد من الاطمئنان الذي نجني ثماره.

وشدد، خلال المؤتمر الصحفي لمستجدات الفيروس، أمس، على أهمية الاحترازات الوقائية وتمسك المجتمع بها، والتي تمثل صمام أمان - بعد توفيق الله - ثم ما تقوم به الجهات من واجبات.

ودعا متحدث الصحة الرسمي كل من يتهاون بتلك الاحترازات إلى الانضمام للمجتمع الواعي بالتقيد بالاحترازات واستكمال اللقاحات للوقاية من الفيروس بالإضافة إلى الحصول على الجرعة التنشيطية لتعزيز استكمال مستوى التحصين. وأوضح أن الجرعة الواحدة لا تكفي، خاصة مع وجود المتحورات، والجرعة الثانية ترفع مستوى المناعة إلى مستوى مقاوم وكافٍ لصد الفيروس ومتحوراته ومضاعفاته وشدة المرض إلى مستويات كبيرة، وبعد مدة الـ 6 أشهر لا بد من تعزيز تلكما الجرعتين بجرعة ثالثة لتخفيف الآثار الناتجة عنه. كما شدّد على أهمية ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والفعاليات كون الوضع الحالي يستلزم ذلك من باب التقيد بالاحترازات الوقائية.

مستجدات الفيروس

إلى ذلك، أعلن «العبدالعالي»، تسجيل 35 حالة جديدة لفيروس كورونا ليصبح إجمالي عدد الحالات المؤكدة في المملكة 549.912 حالة، كما بلغ عدد الحالات النشطة 2012 حالة نشطة، فيما بلغت الحالات الحرجة 39.

وأضاف إن عدد المتعافين في المملكة - ولله الحمد - وصل إلى 539.056 حالة، بإضافة 45 متعافيا، كما بلغ عدد الوفيات 8844، بإضافة حالتي وفاة جديدتين.