أكابر الأحمدي - جدة

قبلنا التحدي وسابقنا الزمن لتقديم مهرجان بمستوى عالمي .. محمد التركي:

أكد رئيس لجنة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي محمد التركي أن المهرجان يعد منصة انطلاق إلى العالمية باعتباره ملتقى لصناع السينما، مشيرا إلى تنوع الفعاليات وتخصيص برنامج للسينما التفاعلية في المهرجان، وإلى أهمية سوق المشاريع، كونها فرصة لاكتشاف الموجة الجديدة من الأعمال القادمة، وأضاف: إن التحدي كان كبيرا بإقامة فعاليات المهرجان في وقت يواجه فيه العالم أزمة صحية صعبة، لكن القائمين عليه قبلوا التحدي وسابقوا الزمن لتقديم مهرجان بمستوى عالمي، فهي بالفعل دورة البداية، لكن ذلك لا يعني أن تكون دورة متواضعة.

# ما أكبر الصعوبات التي يواجهها المهرجان؟المهرجان ما زال جديدا، وصناعتنا وإن كانت مزدهرة لكنها جديدة ونحن على إدراك تام بذلك، وإذا تحدثنا عن مهرجانات عريقة مثل كان والبندقية وبرلين، فهي عريقة لأنها بنت سمعتها على مدى عقود طويلة، لكن التحدي الذي قبلناه هو أن نسابق الزمن وأن نقدم مهرجانا سينمائيا بمستوى عالمي، نعم هي دورتنا الأولى، ولكننا قررنا منذ البداية أن ذلك لا يعني أن تكون دورة متواضعة، وبدأنا العمل على المهرجان في 2019، ولكننا مثل المهرجانات الأخرى واجهنا الأزمة الصحية الدولية التي أجبرتنا على تغيير خططنا، وكان إطلاق مهرجان سينمائي دولي تحديا كبيرا، ولكن التحدي الأكبر هو إطلاقه في هذه المرحلة تحديدا، لكننا عازمون على تقديم المهرجان بصورة تشرف المملكة.

# لديكم قسمان مهمان للغاية، أحدهما معني بالأفلام الدولية والآخر بالأفلام السعودية فقط، كيف تمت جدولتهما؟ المهرجان سعودي القلب، عربي الطموح، عالمي الحضور، وهذا يعني أننا نحتضن المواهب السعودية، ونرعى ونسهم في تعزيز السينما العربية، ونسعى إلى جذب أقطاب صناعة السينما العالمية، ومن ناحية الأفلام نريد تعريف العالم بأفلامنا، ونريد لها أن تنطلق من البحر الأحمر إلى العالم، ونريد أيضا أن نعرض تجارب عالمية، وأن نشجع على الاحتكاك والتبادل الفني والفكري، وفتح باب الحوار، فالمهرجان هو سفير السينما السعودية إلى العالم وهو أيضا ملتقى سينما العالم في السعودية.

# ما القواعد المتبعة في تقييم ومنح الجائزة؟تشرف على مسابقات المهرجان وجوائز اليسر ثلاث لجان تحكيم، واحدة لمسابقة البحر الأحمر للفيلم الطويل وتضم 5 أعضاء برئاسة المخرج الإيطالي العالمي جيوسبي تورناتوري، ولجنة تحكيم مسابقة الفيلم الأحمر للفيلم القصير برئاسة المخرج المصري مروان حامد، وأخيرا لجنة تحكيم السينما التفاعلية برئاسة المخرجة الأمريكية لوري أندرسون، ولكل لجنة خصوصية، سيشاهدون الأفلام ويناقشون ويختلفون ويتفقون، ثم سيقررون الفائز بجوائز المهرجان، ولا شك أن مهمتهم ستكون صعبة للغاية نظرا لمستوى الأعمال المشاركة في مسابقات المهرجانات، وسنكون بانتظار قراراتهم والإعلان عن الفائزين في حفل توزيع الجوائز.

# كيف يسهم المهرجان في إثراء الساحة الثقافية والفنية بمنطقة جدة التاريخية وإبراز مؤهلات المنطقة الثقافية والتراثية؟

نحن فخورون بأن يكون المهرجان في مدينة تاريخية مثل جدة المصنفة إرثا إنسانيا عالميا وفق اليونسكو، ولعل لذلك دلالات كثيرة، فالسينما تجربة إنسانية، وهي لغة تجمع الشعوب والثقافات تماما كما اجتمعت في هذه المدينة العالمية، ومن الناحية اللوجستية فقد حرصنا على أن نكون ضيوفا على هذه المنطقة التاريخية، وأن تلعب جدة البلد دور البطولة في قصة المهرجان، بالطبع تطلب ذلك الكثير من التخطيط والتجهيز، ولكن فريق العمل بذلك فعل كل ما بوسعه لتحقيق ذلك، فجدة بلا شك مدينة مثالية لاحتضان مهرجان دولي كهذا، لأن لها تاريخا عريقا، ولأنها ملتقى للكثير من الحضارات والثقافات والأفكار، سواء كميناء بحري أو بوابة للحجاج أو محطة على طرق التجارة أو ملتقى للمخرجين والمثقفين من جميع أنحاء العالم اليوم، باختصار، المهرجان امتداد لتاريخ هذه المنطقة، ولعل أكبر دليل على ذلك ما نراه اليوم من حراك ثقافي وفني، مثل افتتاح المجمع الثقافي والفني «حي جميل» الذي سيستضيف عروض السينما التفاعلية.

# كيف سيعمل المهرجان على إضافة دعم التوزيع الدولي والإنتاج في «سوق المشاريع»؟ السوق فرصة لاكتشاف الموجة الجديدة من الأعمال القادمة، ورعايتها ودعمها وتقديمها للعالم باعتبار المهرجان ملتقى لصناع السينما من جميع أنحاء العالم، فهو منصة مثالية لعرض هذه المشاريع أمام المنتجين والممولين والموزعين، وهدفنا سواء في سوق المشاريع أو عبر أنشطتنا وبرامجنا الأخرى هو دعم الأفلام في كافة مراحلها الإنتاجية، من السيناريو إلى الشاشة، ولدينا أيضا مبادرة تمتد على مدار العام وهي معمل البحر الأحمر، وهو برنامج مكثف لتزويد المواهب بالخبرات والمعرفة التي تمكنها على المنافسة عالميا، ويتم اختيار 12 مشروعا وتطويرها وتجهيزها على مدى عدة أشهر، ثم تقديمها في المهرجان بهدف تشجيع حركة الإنتاج المشترك، سواء بين الدول العربية، أو بين العالم العربي وبقية أنحاء العالم، ولا شك أن العالم متلهف لسماع قصصنا والتعرف على سينما جديدة من سوق لم يألفها، لذا علينا استغلال هذه الفرصة من خلال تنمية المواهب من جهة، ودعمها في الوصول إلى المجتمع السينمائي الدولي من جهة أخرى.

# ما أبرز القضايا التي تأملون من السينما السعودية والعربية تناولها في المهرجان؟السينما هي نبض المجتمع والواقع، فيها إسقاطات على الهموم والمواضيع، ونافذة للتفاؤل، وهي مرآة للمجتمع طالما صنعها أبناؤه، لذا نريد أن نشجع المواهب السعودية والعربية على تقديم هذه القصص من وجهة نظرنا، لتكون هذه الأعمال صادقة في التعبير عنا، بعيدا عن المغالطات والنمطية والسطحية التي اعتدنا عليها، واختصار السينما السعودية والعربية في أفكار وقضايا ومواضيع معينة أمر مستحيل، لأنها بالفعل سينما غنية ومتنوعة سواء من ناحية الأسلوب أو المضمون، والدليل على ذلك ما ستشاهدونه ضمن برنامج المهرجان لهذا العام.

# رغم اهتمامكم بالسينما العالمية واستضافة عدد كبير من نجوم العالم فإن المهرجان اهتم بالسينما العربية والسعودية.. لماذا؟بلا شك نؤمن بأن السينما السعودية جزء لا يتجزأ من السينما العربية ولا فارق بينهما، وعلينا أن نشجع على منظومة متكاملة تدعم المبدعين في المملكة وبقية أنحاء العالم العربي، وإقامة شراكات فيما بيننا، ثم الانطلاق بأعمالنا وإنتاجاتنا إلى العالم، والحقيقة أن نجوم المهرجان هي الأفلام ذاتها، لذا نركز على فكرة تقديم منصة لاكتشاف المواهب الجديدة، لكننا في الوقت ذاته سعداء جدا باستضافة أقطاب صناعة السينما العالمية ونجومها لتعريفهم بما لدينا.

# هل توجد أفلام في دورة هذا العام تقدم بتقنية الواقع الافتراضي VR؟ بكل تأكيد، تم تخصيص برنامج «السينما التفاعلية» لعرض 21 فيلما يستضيفها حي جميل في جدة، 13 فيلما منها ضمن المسابقة الرسمية، وتم استحداث قسم خاص بالسينما التفاعلية ضمن جوائز اليسر، والسينما التفاعلية هي أكثر من مجرد سينما واقع افتراضي، لذا نطلق عليها أحيانا مسمى الواقع التقني، فهذه الأعمال تتعدى المفهوم التقليدي للفيلم لتصبح تجربة تفاعلية فريدة، وهي مشاريع فنية متكاملة، تجمع بين الصوت والصورة والحواس، وتفتح الباب على أساليب جديدة ومبتكرة.

# كيف توظفون علاقاتكم بالمهرجانات والجوائز السينمائية الدولية لدعم المهرجان والسينما العربية؟

المهرجان منصة انطلاق، وهو البداية والبوابة إلى العالمية، وهذا يعني أن نتعاون مع الهيئات والمؤسسات والمهرجانات الدولية، وأن نقيم شراكات إستراتيجية، وأن نبحث عن الفرص ونؤكد أن المواهب السعودية والعربية جاهزة للمنافسة عالميا، وهناك عروض أولى لأفلام محلية وعربية في المهرجان سنراها في مهرجانات مقبلة، وهناك فرص للشراكة والتعاون ستبدأ هنا، وعلى مدى الأشهر الماضية، شاركنا في الكثير من المهرجانات والمحافل السينمائية الدولية، وواصلنا سعينا لبناء شبكة من العلاقات وفرص التعاون، بعضها سنراه في دورتنا الافتتاحية، وبعضها قادم في المستقبل القريب، على سبيل المثال تربطنا علاقة قوية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعملنا بشكل وثيق مع مهرجاني كان والبندقية وغيرهما الكثير، كما استقطبنا مؤسسات ومعاهد دولية بما فيها «تورينو فيلم لاب» الإيطالية و«لا فيميس» الفرنسية.

# هل تتوقع تغير السينما السعودية بعد المهرجان؟المهرجان سيسهم في تسريع عجلة تطوير السينما السعودية وليس تغييرها، وبالتالي فهو جزء منها، وهناك الكثير من المبادرات والأنشطة والجهود التي نراها في جميع أنحاء المملكة، فالسينما السعودية لا تقتصر على البحر الأحمر فحسب، سواء هيئة الأفلام أو فيلم العلا أو إثراء أو حتى شركات القطاع الخاص التي دخلت هذا المجال، ونأمل أن يكون المهرجان جزءا من البنية التحتية ورافدا لهذه الصناعة.

المهرجان سفير السينما السعودية إلى العالم وملتقى الفنون الدولية بالمملكة

مهمة لجان التحكيم ستكون صعبة للغاية نظرا لمستوى الأعمال المشاركة

«جدة» مثالية لاستضافة المهرجان لأنها ملتقى الحضارات والثقافات والأفكار