ذي هيل

أكدت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية وجود 3 أشباح تطارد السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب مقال لـ «أندرو لاثام»، أستاذ العلاقات الدولية في كلية ماكاليستر، تتزايد الدعوات إلى الولايات المتحدة للقيام بشيء ما في أوكرانيا أو حولها أو لصالحها يوما بعد يوم.

ولفت إلى أن الدعوات تطالب واشنطن بالوقوف إلى جانب الحليف الأوكراني في وجه روسيا ومقاومة أساليب التنمّر التي يتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتدافع بطريقة أخرى عن شعوب أوروبا الشرقية المحبة للحرية حتى إلى درجة نشر القوات في المنطقة.

وأردف: قيل لنا إن عدم القيام بذلك لن يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة فحسب، بل سيقوّض مكانتها في العالم الأوسع أيضًا.

وأوضح أنه بالرغم من صياغة مثل هذه الدعوات بمصطلحات «السياسة الواقعية» أو سياسات القوة، إلا أن تلك الدعوات لا علاقة لها بالفهم الواضح للتوزيع الحالي للقوة في النظام الدولي الحالي، ومصالح الولايات المتحدة، وحدود القوة الأمريكية، والدوافع الروسية الفعلية أو أي شيء آخر يتطلبه نهج السياسة الواقعية المفهوم بشكل صحيح.

ونوه إلى أن تلك الدعوات مدفوعة بما يمكن تسميته أشباح الأنظمة العالمية السابقة.

وأشار إلى أن ما يعنيه هو أن مناقشات اليوم حول السياسة الخارجية بشكل عام وروسيا بشكل خاص تتشكل إلى حد كبير من خلال الأفكار التي ولدت في الظروف الفريدة للأنظمة العالمية السابقة: فترة ما بين الحربين، والحرب الباردة، وما بعد الحرب الباردة «لحظة أحادية القطب»، وكان ينبغي أن تموت مع انتهاء تلك الأنظمة، لكنها لم تنته.

ونبّه إلى أن أول الأشباح التي تطارد السياسة الخارجية الأمريكية قادم من فترة ما بين الحربين العالميتين وكان له تاريخ طويل في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية.

ولفت إلى أن هذا الشبح هو «الاسترضاء» الذي يشير عند استخدامه بالمعنى الجيوسياسي إلى الممارسة الساذجة المفترضة المتمثلة في تقديم تنازلات للمعتدي على أمل نزع فتيل الصراع ومنع الحرب.

وأوضح أنه يمكن العثور على هذا الشبح في الجهود الفاشلة لرجال الدولة الأوروبيين لاسترضاء أدولف هتلر في أواخر الثلاثينيات من خلال الاستجابة لمطالبه بأن تستسلم تشيكوسلوفاكيا لألمانيا.

وأردف: نظرا لأن هذا الامتياز كان له تأثير ضار في زيادة شهية هتلر الجيوسياسية، مما أدى في النهاية إلى الحرب العالمية الثانية، فقد دخل المصطلح في الأصل في قاموس العلاقات الدولية كجزء من التحذير الذي مفاده «لا تقدم تنازلات للديكتاتوريين غير الليبراليين، وإلا فإنك تشجعهم».

وذكر أن الشبح الثاني الذي يطارد المخيلة الجيوسياسية الأمريكية هو شبح الحرب الباردة.

ولفت إلى أن هذا الشبح هو «الاحتواء» الذي يعود إلى فترة الصراع الأيديولوجي ثنائي القطب، عندما بدأ صانعو السياسة الأمريكيون ينظرون إلى السياسة العالمية من منظور الولايات المتحدة الفاضلة التي تخوض صراعًا وجوديًا مع الاتحاد السوفيتي الشرير.

وأوضح أنهم في هذا الإطار طوّروا إستراتيجية الاحتواء، وهي جهد شامل للحد من اتصال الكتلة السوفيتية بالاقتصاد العالمي، وإحباط دبلوماسية موسكو وإحباط جهودها العسكرية لتوسيع نفوذها في الخارج.

وأردف: كان من شأن هذه الطريقة أن يضعف النظام الشيوعي السوفيتي أولاً ثم ينهار، لتنتهي الحرب الباردة بشكل فعال وبما يجعل العالم آمنًا للديمقراطية الأمريكية.

وتابع: الفكرة الشبح الأخيرة هي فكرة التفوق الأمريكي، وهي نتاج اللحظة أحادية القطب التي أعقبت الحرب الباردة عندما وجدت الولايات المتحدة نفسها القوة العظمى الوحيدة المتبقية. وانعكاسًا لوقائع تلك اللحظة، تبلورت فكرة جديدة في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وهي أن واشنطن يجب أن توسع «العالم الحر» الغربي الذي ظهر منتصرًا في نهاية الحرب الباردة إلى نظام دولي ليبرالي عالمي حقيقي.

وأردف: النتيجة الطبيعية لذلك كانت فكرة أن الولايات المتحدة كانت «الأمة التي لا غنى عنها»، الدولة الوحيدة التي كانت تتمتع بالسلطة والحق المطلق للدفاع عن هذا النظام الليبرالي ضد جميع التهديدات.