كتبت - نورهان عباس

التبادل التجاري المستمر بين الخليج وبريطانيا يطلق العنان للنمو الاقتصادي

* جهود متضافرة لجذب المستثمرين من الشرق الأوسط عامة ومن المملكة بصفة خاصة

أكد موقع «سيتي إيه إم» الإنجليزي، أن المسودات الحكومية البريطانية، أكدت أن هناك توجها من المملكة العربية السعودية للمساعدة في زيادة دفع الاستثمار بالمملكة المتحدة، وبصفة خاصة في السوق العقارية، ويأتي ذلك الاهتمام في أعقاب الاستثمار الرياضي الضخم، الذي قامت به المملكة بشراء صندوق الاستثمارات العامة لحصة تبلغ 80 % في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم هذا العام.

وقال الموقع الإنجليزي في المقال الذي ترجمته صحيفة «اليوم»: «تطلق الحكومة البريطانية جهوداً متضافرة لجذب المستثمرين من الشرق الأوسط، لشراء العقارات في أجزاء من المملكة المتحدة خارج لندن، مع الترويج لهذه الحملة كأداة محتملة لدعم جدول أعمال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون».

وأوضح مصدر كبير في وزارة التجارة الدولية البريطانية، أن اللورد جيري جريمستون، وزير الاستثمار البريطاني، كان يساعد «في تجميع» الفرص العقارية لكبار المستثمرين من دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية وقطر، كوسيلة لنشر الاستثمار الأجنبي المباشر في أجزاء أكبر من المملكة المتحدة.

وأردف المصدر، إن هذا يمكن أن يساعد في تشكيل ركيزة جديدة لأجندة الحكومة البريطانية، مع رفع مستوى الأجزاء المحرومة اقتصادياً في المملكة المتحدة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة لبدء مفاوضات بشأن صفقة تجارية لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، حيث تتعاون في تلك الصفقة مع الكتلة التجارية لدول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك: المملكة العربية السعودية، وقطر، وعمان، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وستبدأ المفاوضات خلال العام المقبل.

وحسب «سيتي إيه إم»، لطالما شكلت لندن وجهة جذابة للمستثمرين الأكثر ثراء في الشرق الأوسط، حيث تتمتع العقارات في مناطق مثل: نايتسبريدج، وكينسينغتون، وبايزووتر، ونوتينغ هيل، بشعبية دائمة لدى مستثمري المنطقة.

مع ذلك، قال مصدر حكومي إن صفقة البيع الأخيرة لنادي نيوكاسل يونايتد يمكن أن تكون مثالا واضحا على كيفية ضخ الاستثمار من دول مجلس التعاون الخليجي في مناطق شمال لندن، وذلك في ظل ضخامة وأهمية هذا الاستثمار.

وقال «سيتي إيه إم»: جعلت عملية الشراء نيوكاسل أغنى نادي كرة قدم في العالم، وستؤدي إلى استثمار مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية في لاعبين جدد.

ونقل الموقع عن صوفيا غاستون، رئيسة مجموعة الأبحاث البريطانية «فورين بوليسي جروب»: إنه لمن المشجع أن نرى الحكومة تفكر في كيفية عمل مشاريع رفيعة المستوى تخدم المستثمرين، وتسوق لبريطانيا عالمياً كذلك.

واستطردت: كان هناك الكثير من التركيز مؤخراً على الدعم المحلي للسوق البريطانية، والقدرات المحلية الأخرى، لكننا نحتاج أيضاً إلى جعل الاتصال العالمي والانفتاح أولوية في أي جهود لتغيير الاقتصادات المحلية.

وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم وزارة التجارة الدولية: تتمتع المملكة المتحدة بعلاقة قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وتمتد تلك العلاقة من المبادرات الخضراء إلى الخدمات المالية والتعليم، كما أن التجارة والاستثمار المستمر بين المملكة المتحدة والمنطقة لديهما القدرة على إطلاق العنان للنمو الاقتصادي والوظائف والازدهار في كل جزء من اقتصاد البلاد.

واختتم: المملكة المتحدة الوجهة الأولى للاستثمار من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، ونحن نرحب بالاستثمار الأجنبي الذي يحقق أهداف الحكومة البريطانية الأوسع نطاقاً، بما في ذلك الارتقاء بالاقتصاد، والنمو الصديق للبيئة، والابتكار، وخلق فرص العمل.