آمنة عيسى الحربي

تغيير القناعات نحو الأفضل هو بداية الطريق نحو التغيير الايجابي، وهو تطور السلوك الإنساني السليم. ومع مرور الوقت والسنوات، نكتشف زيف الكثير من القناعات وتلاشيها، وأنها لم تكن إلا مجرد أفكار متوارثة تناقلناها ولم تكن صحيحة.

وهذا أمر صحي؛ ويدل على الوعي والنضج العقلي والاجتماعي، لاسيما أن القناعات السلبية تعيق تطور الشخص والمجتمع.. خصوصاً إذا كانت مرتبطة بالمجموعة، وقد رأينا في سنوات مضت العديد من القناعات السلبية التي أخرتنا كثيراً عن التطور والحراك المجتمعي، وجعلتنا في دائرة ضيقة خنقتنا!!

ولكن في الفترة الأخيرة شهدنا تغييراً ملحوظاً في القناعات والرؤى المستقبلية، ولمسنا ثمارها، ولم نكن نتوقع أن التقبل للتغيير سيكون بهذا الحجم الملحوظ على كافة المستويات والأصعدة.. والأمثلة كثيرة بهذا الصدد؛ كقيادة المرأة للسيارة والنظرة للمرأة على أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية وتحمل شؤون حياتها؛ ناهيك عن تنوع أوجه الترفيه التي كانت تقابل سابقاً بتجريم كامل، وتقبل الآخر والتعايش معه بدون التعصب لعرق أو دين.. مما جعلنا نشعر بالانتماء لهذا الوطن والإحساس بالوطنية دون تمييز، ودون نعرات.

ولو تأملنا في الواقع المعاش لوجدنا أن الأغلبية يسير مع القطيع دون تمعن، خشيةً من المواجهة؛ حتى ولو لم يكن مقتنعاً، وينتظر من الآخرين أن يباركوا قرارته.. وإذا وجد انتقاداً غير رأيه وعطل مشاريعه بسرعة، وهذا الأمر يدل على عدم الوعي الكافي وضعف الشخصية؛ لأن الإنسان الواثق من نفسه والذي يرتكز على مهارات عالية لا ينتظر تأييداً من أحد، ويتصرف بحسب ما يمليه عليه العقل والمنطق، وبحسب ما يحقق طموحه واحتياجاته دون أن يلتفت للوراء.

وفي النهاية نقول إذا كانت أفكارك وقناعاتك لا تتعارض مع الدين والثوابت فلا تأبه لرأي الآخرين؛ واستمر في التغيير الإيجابي دون تراجع.

وإذا وجدت بعد فترة من الزمن أنك كنت رهيناً لقناعة معينة ولم تكن على صواب، فاستبدلها بأخرى تكون قناعةً صائبةً ومجديةً؛ وتفتح لك آفاقاً أوسع.