عبدالله إبراهيم العزمان

تزهو حياتنا بألوان مختلفة وزاهية وجميلة، كلون السماء الزرقاء، ولون الرمال الذهبية، ولون الأفق الساحر، وينعكس بريق هذه الألوان على شخصيتنا وطباعنا، لذا تجد أن الأشخاص يختلفون من حيث أنماطهم الشخصية، ويظهر هذا الاختلاف جليًا في ردود أفعالهم تجاه المواقف المختلفة.

النجاح في الحياة لا يرتبط فقط بذكاء الشخص ومهارته المهنية، بل هناك جانب مهم في الحياة، وهو فهم شخصيات الآخرين، لأن ذلك يعينك على التعامل معهم ويسهم كثيرًا في نجاح علاقاتك، ويعد ذلك الأمر من أهم وسائل النجاح في الحياة، فامتلاك القدرة على التواصل مع الآخرين أو ما يسمى بالذكاء الاجتماعي، يعطي صاحبها فرصا كثيرة للتفوق على أقرانه، ويعينه على رسم خطته بكل كفاءة.

ولكي يتميز المرء في بناءً العلاقات، فعليه أن يتعرف على طبيعة الأنماط الشخصية للناس، لأن الناس ليسوا عبارة عن أشكال جامدة لا تتغير، بل لهم سمات شخصية غالبًا ما تكوّن شخصياتهم واتجاهاتهم، ويمكن التعرف على ذلك من خلال مراقبة تصرفاتهم وردود أفعالهم تجاه المواقف المختلفة، عند ذلك ستكون قادرًا على فهم الناس وقادرًا على التعامل مهم والتأثير فيهم.

لذا قام أبقراط العالم اليوناني قبل أكثر من 2000 سنة، بتصنيف الناس إلى أربعة أنواع مختلفة بناء على التصرفات المختلفة لكل منهم، الذي عبر عنها بألوان أربعة، الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق.

فالأحمر، هو شخصية المسيطر، الذي يحب التحكم واتخاذ القرارات، وهو شخص محدد الهدف وموضوعي التفكير، يصرح بما يفكر فيه دون مراعاة لمشاعر الآخرين.

والأصفر هو شخصية الرجل الدقيق، الذي تجده يتميز بأنه محلل وناقد، ويهتم بالتفاصيل ويميل إلى العزلة، والأصفر لديه قدر كبير من البلاغة والفصاحة، ويعتبر في الغالب شخصية محبوبة، لأنه لديه الإمكانية لصناعة قدر من المرح والبهجة لغيره، ولديه الكثير من الأفكار، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل.

والأخضر، هو شخصية المبادر، والمحب للعلاقات والمنفتح عليها، تجده متفائلًا دومًا، ومفعمًا بالحماس، ولديه قدر كبير من الإبداع، وهذا النوع من الشخصيات يعتبر صديقًا حقيقيًا، جديرًا بالثقة ويمكن الاعتماد عليه، يهتم باختيار الأصدقاء المقربين، لذا تجد أن علاقاته حقيقة وصادقة ودائمة، كما تجده يقدر الحياة العائلية، لذا يعتبر هذا النوع شريكًا مثاليًا، وتجده غالبًا ما يطلب توضيحًا دائمًا للمهام الموكلة له، كما تجده يهتم بمراعاة مشاعر الآخرين، ولا يقدم نفسه عليهم، ولا يخوض مناقشات قد يخسر فيها الطرف الآخر.

واللون الرابع هو الأزرق، ويميزه أنه مثابر يسعى دائماً إلى ما هو أفضل، لديه ثقة كبيرة في نفسه، ولذا تجد أن هذا الشخص عادة ما يكون تأهيله العلمي عاليا، ولديه تعلق وإجادة للتقنية.

وخلاصة القول، لا يوجد لون من هذه الألوان أفضل من الآخر، ولا يوجد لون صرف لا تخالطه شائبة، بل إن الشخصية تتكون بقدر ما تشربت من سمات وانطبع عليها من درجة اللون الغالب، لذا عندما نتعرف على لون ونمط شخصيات الآخرين، يسهل علينا استخدام ما يناسبه من حديث ليسهل معه النقاش وتتمازج الألوان لتعطي رونقًا للحوار ولتزهو بذلك علاقاتنا وحياتنا.

قال غازي القصيبي:

ويشاء ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاء أنت من الأماني نجمةً

ويشاء ربُك أن يناولك القمر

@azmani21