أمجاد سند - الدمام

تحصين ضد العدوى بالغضب أو الهياج أو الثورة أو المشاعر السلبية المتطرفة

نظام المناعة النفسية هو أحد عوامل الشخصية المسؤول عن مواجهة الضغوط والإنهاك النفسي؛ لتحقيق الصحة النفسية، ويمكن اعتبار المناعة النفسية بمثابة جهاز حماية وقائي، يقوي أسباب أو ميول وتوجهات البعد عن الاستهداف أو التعرض للإصابة النفسية، ويرفع من القدرة على التأقلم لدى الأفراد. وتقول الأخصائي النفسي والمحاضر بجامعة الملك عبدالعزيز، حنان الشعفل: المناعة النفسية تمثل عملية تحصين ضد العدوى بالغضب أو الهياج أو الثورة أو المشاعر السلبية المتطرفة، والأمراض النفسية من الآخرين وعدم التدهور إلى المستوى المنخفض الذين هم فيه، والبقاء سليما معافى، وهي بذلك عملية ترشيح للمشاعر والوجدانيات السلبية التي يمكن أن تنتقل إلى الفرد من الآخرين.

إصلاح شامل

وعن وظائف وخصائص المناعة النفسية، أوضحت أنها تتمثل في تحويل الفشل إلى نجاح، والتفسير والتبرير العقلاني المقبول والمقنع، والعمل على الإصلاح والتأهيل الشامل وليس مجرد التحسن الجزئي المؤقت، وتعزيز التخيلات الإيجابية، وإلغاء الاستجابة السلبية عند توقع أحداث سلبية، وضبط حركة الجهاز المعرفي نحو إدراك النتائج الإيجابية الممكنة، وتقوية عملية توقع إمكانية نجاح السلوك الإيجابي، والإسهام في تحقيق تغيرات إيجابية في حالة الفرد، وتؤكد فرص النمو والتطور، كما أنها تحمي الفرد من الضرر أو الأذى الوجداني، وتعمل على تقوية وتعزيز الاختيار الحر، وتساعد الأفراد على أن يشعروا بتحسن، وأنهم أفضل بعد أن عانوا عاصفة أو انفجارا نفسيا.

توقعات إيجابيةوأضافت: الأفراد المتسمون بالمناعة النفسية يشعرون بأن لهم تقديرا ومكانة خاصة، ويضعون لأنفسهم أهدافا وتوقعات إيجابية، يعتقدون أنهم قادرون على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة، وينظرون إلى الأخطاء والعثرات والمعوقات باعتبارها تحديات يجب مواجهتها، وليست محبطات يجب تجنبها، ويعون جيدا جوانب الضعف والقصور لديهم ولا ينكرونها، ويرون أنها قابلة للتغيير والتحسين، ويدركون جوانب القوة والتميز لديهم ويستمتعون بها، ويمتلكون مهارات جيدة في بناء العلاقات مع الآخرين.

خلل المعاييروعن أعراض ومظاهر فقدان المناعة النفسية، تابعت: هي ارتفاع القابلية للإيحاء، إذ يصبح الفرد مهيأ للاقتناع بكل الأفكار، حتى لو كانت غير صحيحة أو غير منطقية أو لا عقلانية وضارة، وحدوث خلل في معايير الحكم على الأشياء والمواقف، وفقدان الشعور بالسعادة والمتعة في الحياة، وفقدان السيطرة والتحكم في الذات، والإنهاك والاستنزاف النفسي، والانغلاق والجمود الفكري، والاستسلام للفشل، والانعزالية.

أنواع متعددةوأشارت إلى أن هناك أنواعا من المناعة النفسية، منها: مناعة نفسية طبيعية، وهي موجودة عند الإنسان في طبيعة تكوينه النفسي الذي ينمو من التفاعل بين الوراثة والبيئة، وهناك مناعة نفسية مكتسبة طبيعيا، ويكتسبها الفرد من الخبرات والمهارات والمعارف التي يتعلمها من مواجهة الأزمات والصعوبات السابقة، وهناك مناعة نفسية مكتسبة صناعيا، وهي تشبه المناعة الجسمية التي تنتج من حقن الجسم عمدا بالجرثومة المسببة للمرض بعد إضعافها للتقليل من خطورتها، وتبقى مناعتها في الجسم لمدة طويلة، كذلك هناك المناعة النفسية المكتسبة صناعيا، التي تتم عن طريق تعرض الفرد عمدا إلى مواقف مثيرة للقلق والتوتر والغضب المحتمل، مع تدريبه على التحكم في انفعالاته وأفكاره ومشاعره، وتعويده على طرد وساوس القلق وهواجس الخوف والجزع والغضب، وإحلال أفكار إيجابية ومشاعر مبهجة بدلا منها.

سلوكيات إيجابيةواختتمت حديثها بالقول: بالرغم من أن المناعة النفسية تعتمد على ما لدينا من أفكار ومشاعر لا إرادية، فإننا نستطيع تنميتها وتنشيطها من خلال تعديل طريقتنا في التفكير، وتحسين سلوكياتنا الإرادية، وتعويد أنفسنا على القيام بالسلوكيات الإيجابية التي تساعد على تغيير أو تعديل أفكارنا ومشاعرنا ومعتقداتنا السلبية المزعجة إلى إيجابية مريحة، عن طريق إدارة الذات وتعديل السلوك.

المتسمون بالمناعة النفسية يضعون لأنفسهم أهدافا وتوقعات إيجابية

ضعفها يعني فقدان متعة الحياة وانعدام السيطرة والتحكم في الذات

تنشيطها يكون بتعديل طريقتنا في التفكير وتحسين سلوكياتنا الإرادية

تنقسم إلى أنواع عديدة بين الطبيعي والمكتسب من خبرات الحياة