أكابر الأحمدي - جدة

يحكي 5 قصص تدور تحت وطأة المعاناة والخوف.. المخرجة الأمير:

● حدثينا عن تجربة فيلم «بلوغ».. وهل سوف تتكرر؟

كانت تجربة تحدٍّ صعبة، ولم تكن سهلة إطلاقا، لكن بكل تأكيد سأستمر في صناعة هذه النوعية من الأفلام.

● ما سبب تقديم خمسة أفلام قصيرة في فيلم واحد على الرغم من إمكانية تقديم كل فيلم وحده؟

هذا نوع من الأفلام الطويلة يسمى «Anthology films»، تحكي قصصا قصيرة مختلفة تحت موضوع أو مضمون واحد.

● ماذا يعني اختيار اسم «بلوغ»؟

قد يعني أشياء كثيرة، فقد يعني البلوغ الوصول إلى الحد من التحمل، وقد يعني الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وقد يعني أيضا النضج والإدراك أو الوصول إلى الغاية، وكل هذه المعاني تحمل في مضمونها الكثير.

● كيف تم اختيار أبطال الأفلام الخمسة على الرغم من صعوبة تكوين فريق عمل؟

بالفعل استغرقنا بعض الوقت في اختيار الممثلين المناسبين للأدوار، خاصة أنه توجد صعوبة في إيجاد ممثلات في سن الأربعين، فهناك شح كبير في هذه الفئة.

● فيلم «الباص» فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلاب عام 2017.. أين أنتِ من الأفلام الوثائقية؟

«الباص» كان تجربة فريدة من نوعها، فتوقيت صناعته وعرضه كان قبل السماح للمرأة بالقيادة، ولن أنسى ردة فعل الجمهور وتفاعلهم مع القصة، وأصوات ضحكاتهم مع عفوية بنات الباص، واتضح لي عدم إدراك الجنس الآخر «الرجل» لصعوبة المواصلات على المرأة، وكانت بالنسبة إليه مشاهدة يوميات، فوجود فتيات في الباص شيء جديد تماما عليه ومثير للاهتمام.

● كيف ترين انطلاق مهرجان البحر الأحمر ودعمه للحراك السينمائي؟

أرى بأنه بداية رائعة لصناع الأفلام في المملكة، وأتاح لنا فرصة في عرض أفلامنا لمجموعة من صناع الأفلام المحليين، وصناع من حول العالم تتيح لنا بناء قاعدة قوية ننطلق منها.

● هل أفاد المهرجان صانعي السينما في المملكة؟

بكل تأكيد، فقد حرص المهرجان على تسليط الضوء على المواهب الشابة خصوصا المحلية.

● دعم صندوق البحر الأحمر عددا كبيرا من المشاريع السينمائية في الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر، وكنت من بين المدعومين.. كيف ترين هذا الدعم وما انعكاساته على المحتوى المقدم للجمهور؟

خطوة مهرجان البحر الأحمر في تأسيس صندوق الدعم كانت خطوة لابد منها، فالموهبة لا تكفي لصناعة الأفلام، وتوجد متطلبات مادية لصناعة فيلم بجودة ممتازة تسمح بالفيلم بالبزوغ في أفضل صورة، ولا توجد في المملكة صناديق دعم كثيرة فهي محدودة جدا، وهي بداية موفقة تسمح لصناع الأفلام بصقل موهبتهم بشكل جدي واحترافي، وصناديق الدعم هي البداية التي تمكن صانع الأفلام من تكرار الصناعة، ويقدم فيلما وراء فيلم حتى يبني جمهوره الخاص بذائقة ما.

● الانفتاح السينمائي الحالي.. كيف ترينه بعين مخرجة سعودية؟

أرى أن الفرص العادلة لكلا الجنسين مطلب لإعطاء الفرص للشباب والشابات، وتوفير مساحة واسعة بالتجارب والتعبير عن فنهم هي البداية.

● كيف ترين اهتمام السينما السعودية بقضايا المرأة؟

لا يفهم المرأة غير المرأة نفسها، وتوافر الفرص للشابات في الوقت الحالي أظهر عددا من الأفلام التي تسلط الضوء على قضايا المرأة بعيون امرأة أفضل من أي زمن آخر، أمثلة ذلك فيلم «من يحرقن الليل» إخراج سارة مسفر، التي تمكنت من سرد قصة قد لا يفهم البعض ما العقبة فيها، فهي تبدو مشكلة بسيطة، لكن أي فتاة عاشت تجربة مماثلة ستجد المعنى بين السطور وغيرها الكثير من الأفلام.

● إلى أي مدى استطاعت السينما السعودية التعبير عن قضايا الواقع المحلي؟

إلى حد كبير.. فلا يخلو أي فيلم محلي منها من مناقشة قضايا المجتمع.

● كيف ترين كثرة عدد المخرجات السعوديات؟

لا أجد في ذلك مشكلة، فالساحة الفنية تتسع للجميع.

● تحجز الأفلام القصيرة مكانا مميزا على شاشات عرض المهرجانات، لكن البعض يراها لا ترقى إلى مستوى المهرجانات السينمائية العالمية.. ما رأيك؟

كل صانع أفلام بدأ بفيلم قصير، فهو لا يقل قيمة عن الفيلم الطويل، وللأفلام القصيرة مكانة عالية في المهرجانات العالمية بما فيها مهرجان الأوسكار، وأرى أن الفيلم القصير فن بحد ذاته.

● هل أفادت المهرجانات العربية الأخرى الفيلم السعودي؟

نعم، مهرجان القاهرة السينمائي مثلا يقوم بدور كبير في تسليط الضوء على المواهب السعودية على مستوى الوطن العربي.

● أي لقب تفضلين؛ المخرجة أم الكاتبة؟

أحب كلا اللقبين، وأحب إخراج الأفلام التي أكتبها.

● أخرجتِ الكثير من الأفلام الوثائقية والروائية، ما أهم الفوارق بين الوثائقي والروائي؟

أخرجت فيلما وثائقيا واحدا، وكل أفلامي الأخرى روائية، والأفلام الوثائقية توثيق لقصص واقعية لشخصيات حقيقية تعيش هذه القصص، أما الأفلام الروائية فهي من وحي الخيال، وقد تكون قصصا واقعية، لكن يعاد سردها بخيال المخرج والكاتب.

السينما السعودية نجحت إلى حد كبير في التعبير عن قضايا الواقع المحلي

«البحر الأحمر السينمائي» سلط الضوء على نقاط كثيرة بعيون المرأة

قالت المخرجة نور الأمير إن عنوان فيلمها «بلوغ» يرمز إلى الكثير من المعاني، فهو يعني الوصول إلى الحد الأقصى من التحمل، والانتقال من مرحلة إلى أخرى، ويعني أيضا النضج والوصول إلى الغاية، وكلها معانٍ تنعكس على مضمون الفيلم، ووصفت تأسيس مهرجان البحر الأحمر «صندوق الدعم» بأنه خطوة كان لابد منها، لأن الموهبة لا تكفي وحدها لصناعة الأفلام، وإنما توجد متطلبات مادية لصناعة فيلم بجودة ممتازة.

الموهبة وحدها لا تصنع أفلاما جيدة.. وضرورة توافر المتطلبات المادية

المهرجان أتاح لصناع الأفلام السعوديين فرصة الانطلاق إلى العالمية