عبدالعزيز العمري - جدة

«أوميكرون» ليس أشد ضراوة من سابقيه

  • «أوميكرون».. الحديث عن جرعة لقاح رابعة سابق لأوانه
  • الصحة: الفيروس ليس أشد ضراوة من المتحورات الأخرى
  • أصحاب الأمراض المزمنة فقط قد يحتاجون لها
  • «التحصين» خفض معدل الوفيات عالميا.. ولا داعي للذعر
  • «التهويل الإعلامي» وراء انتشار القلق.. والإنفلونزا تتحور سنويا
  • «التنشيطية» في المرحلة الحالية هامة وآمنة


اتفق مختصون على أن اللقاحات المعتمدة لمواجهة فيروس كورونا والنسخ المتحورة منه، تؤدي دورها بشكل فعال في خفض حالات الوفيات والمرض الشديد، مشيرين إلى أنه من الممكن إعطاء جرعة رابعة لمن يعانون من أمراض مزمنة وحالات مرضية تستدعي رفع المناعة لديهم بشكل أكبر.

معدل الوفيات

وقال وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية د. عبدالله عسيري: بعد الموجة الأولى من الجائحة فإن معدلات الإماتة لم تعد أبدا إلى مستويات بداية كورونا، مشيرا إلى أن التحورات المتلاحقة لم تغير في أنماط المرض الشديد، والإنفلونزا تتحور مرة على الأقل كل عام، ولا أحد يهتم غير المختصين.

ودعا «عسيري» إلى التفاؤل وعدم الانسياق خلف كل ما يطرح حول فيروس كورونا ومتحوراته وما يصاحبه من تهويل إعلامي، مشيرا إلى أن اللقاحات أدت وتؤدي دورها في منع عودة الوفيات إلى مستويات الموجة الأولى، والخروج من الجائحة. وشدد على أهمية التركيز على حالات التنويم وأنماط المرض الشديد وليس عدد الفحوصات الإيجابية، وما يصاحب كل متحور من هالة إعلامية.

فعالية ضد المتحورات

وقالت استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة د. سناء الرحيلي إن اللقاحات المعتمدة تؤدي دورها بشكل فعال في خفض حالات الوفيات، فضلا عن فعاليتها ضد المتحورات، ويبقى الاحتياج إلى الجرعة التنشيطية لاستمرار فعالية اللقاح والحفاظ على المناعة المطلوبة.

وقالت: فيما يخص الجرعة الرابعة فلا يزال الوقت مبكرا، للحديث عنها، وتحتاج إلى المزيد من الدراسات، لتحديد الفئات المستهدفة، وهل ستجدي في رفع فعالية اللقاح ضد المتحورات بشكل أقوى مما عليه الآن أم لا.

وأضافت: مبدئيا قد تكون الجرعة الرابعة مهمة لمن لديهم بعض الحالات المرضية مثل مرضى السكر والغسيل الكلوي أو المرضى المصابون بضعف المناعة الشديد أو ممكن يتلقون أدوية قد تثبط من مناعتهم.

ضعف المناعة

وأوضح طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض د. عليان آل عليان أن التوصيات الأخيرة لمراكز السيطرة على الأمراض بشأن التطعيم، أشارت إلى أن البالغين الذين يعانون من ضعف المناعة بشكل معتدل أو شديد وتلقوا جرعتين يمكنهم الحصول على جرعة ثالثة معززة، ومن يعانون من ضعف المناعة بشكل معتدل أو شديد، قد يتلقون ما مجموعه أربع جرعات من اللقاحات المضادة لكورونا.

وقال: مع انتشار «أوميكرون»، فإن الحديث عن جرعة رابعة لعموم الناس، سابق لأوانه، خصوصا أننا الآن ما زلنا في خضم مواجهه هذا المتحور وجمع معلومات دقيقة عنه، ومن المتوقع أن يكون لقاح «كوفيد 19» من ضمن اللقاحات السنوية والمدمجة مع لقاح الإنفلونزا الموسمية.

تطوير اللقاحات

وذكرت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات أن ما نشرتة شركة فايزر، حول احتمالية إعطاء جرعة رابعة قريبا، مؤشر جيد لأن الشركة تمتلك تقنيات فائقة وسريعة في تطوير اللقاح لتزيد من فاعليته، متوقعة أن يصبح لقاح كورونا موسميا لأن الفيروسات سريعة الانتشار، والتطعيم خط الدفاع الأول لمواجهتها وتخفيف أعراضها.

وأضافت: «أوميكرون» لم يتجاوز حتى الآن الأعراض البسيطة، لكن ما يقلق هو سرعة الانتشار، مشيرة إلى أنه لم يتسبب في حالة وفاة واحدة بعد.

الجرعة التنشيطية

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. محمد العبدالعالي إنه تم رصد متحور «أوميكرون» في 70 دولة حول العالم، والبيانات لا تشير إلى أنه أشد ضراوة، مشيرا إلى أن اللقاحات قادرة على مواجهة آثاره.

وأكد «العبدالعالي»، خلال المؤتمر الصحفي لمستجدات فيروس كورونا، أمس، بمشاركة المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان سيف السويلم، أهمية الجرعات التنشيطية لمنع مضاعفات العدوى، مشيرا إلى متابعة الحالات في المملكة وحصر المخالطين والتقصي الوبائي وإجراء التسلسل الجيني.

لجان طبية

وقال إن الحديث عن جرعة رابعة من اللقاحات لا يزال مبكرا، وسيتم الإعلان عنها، بعد الحصول على توصيات خاصة من هيئات صحية ولجان وطنية تضم خبرات عالية، مضيفا «نحن أمام مراحل هامة للجائحة، تتطلب الحصول على الجرعات الكاملة لحماية الأفراد والمجتمع»، مشرا إلى أن تعزيز المناعة هو الأهم خلال هذه المرحلة.

وأوضح «العبدالعالي»، أن عدد الجرعات المعطاة بالمملكة، تجاوز الـ 48 مليونا، فيما تم تطعيم 22.8 مليون شخص بجرعتين، مشددا على أهمية إكمال اللقاحات لمن لم يكمل اللقاحات بالجرعتين والحصول على «التنشيطية» والاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

مستجدات الفيروس

وأعلن «العبدالعالي» تسجيل 51 ‏حالة جديدة لفيروس كورونا، ليصبح إجمالي عدد الحالات المؤكدة في المملكة 550240 حالة، منها 29 حالة حرجة، مشيرا إلى أن عدد المتعافين وصل إلى 529477 حالة، بإضافة 68 متعافيا جديدا، كما بلغ عدد الوفيات 8853، بإضافة حالة وفاة.

جولات مكثفة

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان سيف سالم السويلم إن الوزارة بالشراكة مع عدد من الجهات المختصة، كثفت الجولات الرقابية على قاعات الأفراح بمختلف مناطق المملكة، للتحقق من مدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية.

وقال: جرى تنفيذ 2356 جولة رقابية، رصدت 193 مخالفة وقائية من بينها عدم ارتداء الكمامات، وعدم توفير المعقمات، وغياب مواقع العزل، إضافة إلى عدم توافر ملصقات توعوية.