يوسف الحربي

جدة القديمة، البلد، شوارع وأحياء جدة، وكورنيشها وبكل التفاصيل حوّلت أنظار العالم إلى المملكة بعمقها التاريخي وخصوصياتها بعيدا عن كل التشويش لتثبت أحقيّة الإبداع بالصورة وبالفيلم هذه المساحة الإبداعية التي تختزل الواقع والأحلام والخيال والاستشراف.

في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي اختتم أمس الإثنين وما شوهد من اهتمام وتنظيم يفوق الوصف والأعداد الرائعة من الشباب، عكس التغيير وعمّم الشغف في الإنجاز والعمل والإبداع والتألق والتميّز محليا وعربيا ودوليا، هذا المهرجان الذي لم يكن ولن يكون مجرد حدث عابر، بل هو مناسبة واحتفالية وبرنامج واندماج جمع العالم واجتمع معه ليشهد دور الثقافة ويشاهد توحيد الإنسانية على لغة الابتكار والإبداع في الفن السابع انتصارا لكل الفنون على أرض السعودية.

أفلام من جميع أنحاء العالم وورش موازية وأنشطة فنية وسينما تفاعلية وعروض توزعت وانتشرت بين الممرات، وشوارع جدة القديمة قدمت المحترفين والمواهب تثير الكثير من الدهشة والإعجاب بكل هذا العمل الشامل وبهذه المبادرات المصاحبة للمهرجان الدولي.

هذا المهرجان أصبح فخرا ثقافيا بجودة عالمية وبخصوصية سعودية آمنت كل السواعد المتعاونة بالتغيير وبالكفاءات الوطنية بالطاقات الفاعلة وبالاستثمار في الفنون من أجل تحقيق التألق والتحليق أبعد بالسينما السعودية في مختلف عناصرها من حيث المحتوى والإخراج والكتابة البصرية والفنية والأدبية وتحسين الأداء وخلق صلة بين المحتوى والصورة ودعم الإنتاج والاستثمار.

لقد ساهم المهرجان في خلق حركية على الصعيد الثقافي فتحت الأبواب على مصرع الابتكار والإبداع والتواصل مع العالم برؤية وصلت عبر المشاركين من 67 دولة إلى كل العالم، حيث نجح المهرجان في دعم الاقتصاد والسياحة والثقافة وخلق لدى المجتمع درجات وعي بأن الثابت هو الهوية والأصل والانتماء لأن الصورة الأولى، التي تنعكس على الشاشة الفضية ليشاهدها كل العالم هي صورة السعودية بكل تفاصيلها وبحداثتها ونهضتها واستشرافها الدائم لروح التقدم والمواكبة عن طريق تمهيد الطرق الحقيقية للإبداع والمعرفة والعلم والابتكار التي هي اللغة التي يتواصل بها كل العالم وترتقي بها الأمم.

@yousifalharbi