تدعم العلاقات الدولية عبر انفتاحها على العالم واحترامها لثقافاته
● كيف ترى قطاع الآثار والمتاحف في وقتنا الحالي؟
- تطور علم الآثار والمتاحف كثيرا خلال العقود الماضية، وهو من العلوم التي تعتمد على أسلوب البحث والتحليل والتحري العلمي، إضافة إلى أن علم الآثار والاهتمام بالموروثات يرتبط بالعلوم المساعدة الأخرى، وهذا ما يجعل المنهج الأثري العلمي يرتكز على الخلق والإبداع في تفسير الكثير من ظواهر حياة الإنسان الاجتماعية والدينية والاقتصادية قديما من منظور علمي بعيدا عن التأويل، وبالتالي هو منهج علمي كغيره من العلوم يمكن أن يقدم للبشرية الكثير، ويساعد في فهمنا للتغيرات الاجتماعية والمعتقدات الدينية التي مر بها الإنسان خلال عصور تاريخية مختلفة.
● وما العلاقة بينهما؟
- الآثار والمتاحف مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا، لأن الآثار مواد صنعتها الحياة بمختلف مراحلها الماضية حتى نقطة توقفها، والمتاحف دور أو أماكن تضمها وتحتويها وترصدها عبر مشاوير السنوات التي مرت بها.
● ماذا عن دور المملكة في إثراء هذا الجانب؟
- من خلال رؤيه 2030 بدأت المتاحف تأخذ مكانة مرموقة وقوية من حيث الاهتمام بها، لأنها من مقومات السياحة، كما تولي المملكة اهتماما خاصا للحفاظ على المواقع الأثرية والثقافية، وتحفز صناعة المتاحف والترويج لها، لأن فقدان أي جزء من الأثر هو فقدان قيمة مهمة قد تضيف قيمة تاريخية كبيرة للمجتمع البشري، كما تخصص ميزانيات ضخمة للعناية بها، فالمتاحف ليست ترفا اجتماعيا بل لها عدد من الأدوار الرئيسية منها الاستثمار.
● ما الدور الذي تقدمه المتاحف؟
- من الشائع بين الناس أن دور المتاحف ينحصر في الحفاظ على الثروات التاريخية وتراث الشعوب ولكن ما يغيب عن البعض أن المتاحف لها أدوار أخرى بجانب الدور التعليمي والتثقيفي، فالبعد الاقتصادي شديد الأهمية إذ تعد المتاحف أحد مقومات التنوع الاقتصادي المستقل عن حركة النفط وتقلباتها، فبنظرة سريعة حول العالم، سندرك أن المتاحف من أهم المقومات التي يعتمد عليها قطاع السياحة في زيادة حجمه وعوائده التي يدرها على ميزانية الدولة، فالسياحة الثقافية لها جمهورها الخاص، وفي الغالب لا يخلو برنامج سياحي من زيارة المتاحف، كما أنها فرصة للتفاعل المباشر مع معروضاتها، وهو ما يترتب عليه إثارة الفضول والتساؤل لدى الزائر، ويدفعه إلى البحث والاستقراء في تاريخ هذه المعروضات وسبب نشأتها، وما إلى ذلك من أمور تثري الجانب الثقافي لدى الزائر، فالتفاعل المباشر أقوى تأثيرا ويبقى في الذاكرة لأمد طويل.
● ماذا عن الدور الدولي والاجتماعي للمتاحف؟
- للمتاحف دور في دعم العلاقات الدولية وتعزيز مكانتها عبر انفتاحها على العالم واحترامها لثقافاته، وهو ما يترتب عليه نقل للمعرفة واستفادة من تجارب الأمم الأخرى، وفتح آفاق للتعاون الثقافي والاقتصادي، إلى غير ذلك من أشكال التعاون، أما على مستوى الجانب الاجتماعي، فسنلمس حجم التأثير البارز الذي تحدثه المتاحف في المجتمع، وفي مقدمته تقوية مشاعر الفخر والانتماء لدى المواطنين، وزيادة فهمهم لتاريخ بلادهم وإنجازات الأولين من قبلهم، ما يحثهم على ترك بصمتهم أيضا، وكل ذلك ينعكس إيجابا على نسيج المجتمع وسلوكياته، فضلا عن بناء المتاحف لجيل جديد من المبدعين، ويجب على كل فرد أن يقدم مجهوده الشخصي في أي فضاء يستطيع من خلاله إظهار ونشر رسالته التراثية كي نحمي تراثنا من الاندثار.
● كيف تكون لديك هذا الشغف بالمتاحف؟
- عشق التراث وحب الماضي بكل ما فيه والمحافظة على تراث الآباء والأجداد هاجس يراودني دائما، وهذا الشغف تكون من خلال وراثة هذه الهواية من والدي رحمه الله، فلقد كان من أشد المهتمين بجمع التراث والمحافظة عليه، كما أتطلع إلى التطوير وإقامة سلسلة متاحف تخدم الوطن والزائر والجيل القادم.
● ما الذي يحتاجه القطاع من وجهة نظرك؟
- المتاحف تحتاج إلى الدعم والتشجيع من خلال إيصال رسالتنا إلى العالم من الداخل حتى الخارج، فالإعلام أقوى عامل يمكن أن يخدم المتاحف ويروج لها، لأنه يعكس الصورة الحقيقية للبلد ولأهل المنطقة، ولدينا إرث تاريخي قوي، فنحن قد سبقنا العالم بتراث عالمي في جميع المجالات، لكنه في حاجة ماسة للدعم والالتفات إليه بشكل أقوى، وعلى وسائل الإعلام نقل تجاربنا مع التراث وحفظه للعالم، وإقامه المحافل والمؤتمرات عنه داخليا وخارجيا، وكان هناك سابقا برنامج عالمي تقوم به مملكتنا وهو «المملكه بين اليوم والأمس» وكان يقام كل عام في بلد من العالم، كذلك أتمنى تدريس «المتاحف» للطلبة ضمن المنهج الدراسي كجزء من مادة التاريخ.
● توجد جهود شخصية بإقامة متاحف خاصة.. هل تجدها كافية؟
- المتاحف الخاصة تعاني أشد المعاناة من خلال المحافظة على التراث والآثار، فهذه المجهودات الخاصة لا تكفي أن تقوم بواجبها، فيجب أن نتكاتف للمحافظة عليها من أجل الاستمرار، ونلاحظ الآن أن الدراسات البحثية منصبة على المتاحف، وهذا مبشر بمستقبل زاهر بإذن الله لتطوير المتاحف العامة والخاصة.
«الآثار» منهج علمي يساعد على فهم التغيرات الاجتماعية للإنسان عبر العصور
تدريس «المتاحف» ضمن مناهج مادة التاريخ يعزز الانتماء الوطني للطلاب
دعا الباحث التراثي محمد الحسين إلى تدريس «المتاحف» للطلاب في المناهج الدراسية ضمن مادة التاريخ، مؤكدا أن المملكة تولي قطاع المتاحف اهتماما كبيرا لأنه من أهم مقومات السياحة، مشيرا إلى أن المتاحف لها أدوار أخرى بجانب الدور التعليمي والتثقيفي، فالبعد الاقتصادي شديد الأهمية إذ تعد أحد مقومات التنوع الاقتصادي المستقل عن حركة النفط وتقلباتها، أما على مستوى الجانب الاجتماعي، فهي ذات تأثير كبير في دعم مشاعر الفخر والانتماء لدى المواطنين، وزيادة فهمهم لتاريخ بلادهم وإنجازات الأولين من قبلهم، وهو ما يمثل دافعا للجميع لترك بصمتهم أيضا، وكل ذلك ينعكس إيجابا على نسيج المجتمع وسلوكياته.
زيارتها تعزز مشاعر الفخر والانتماء وتزيد فهم التاريخ وإنجازات الأولين
عودة برنامج «المملكة بين أمس واليوم» ضرورية للترويج لتراثنا في العالم
- تطور علم الآثار والمتاحف كثيرا خلال العقود الماضية، وهو من العلوم التي تعتمد على أسلوب البحث والتحليل والتحري العلمي، إضافة إلى أن علم الآثار والاهتمام بالموروثات يرتبط بالعلوم المساعدة الأخرى، وهذا ما يجعل المنهج الأثري العلمي يرتكز على الخلق والإبداع في تفسير الكثير من ظواهر حياة الإنسان الاجتماعية والدينية والاقتصادية قديما من منظور علمي بعيدا عن التأويل، وبالتالي هو منهج علمي كغيره من العلوم يمكن أن يقدم للبشرية الكثير، ويساعد في فهمنا للتغيرات الاجتماعية والمعتقدات الدينية التي مر بها الإنسان خلال عصور تاريخية مختلفة.
● وما العلاقة بينهما؟
- الآثار والمتاحف مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا، لأن الآثار مواد صنعتها الحياة بمختلف مراحلها الماضية حتى نقطة توقفها، والمتاحف دور أو أماكن تضمها وتحتويها وترصدها عبر مشاوير السنوات التي مرت بها.
● ماذا عن دور المملكة في إثراء هذا الجانب؟
- من خلال رؤيه 2030 بدأت المتاحف تأخذ مكانة مرموقة وقوية من حيث الاهتمام بها، لأنها من مقومات السياحة، كما تولي المملكة اهتماما خاصا للحفاظ على المواقع الأثرية والثقافية، وتحفز صناعة المتاحف والترويج لها، لأن فقدان أي جزء من الأثر هو فقدان قيمة مهمة قد تضيف قيمة تاريخية كبيرة للمجتمع البشري، كما تخصص ميزانيات ضخمة للعناية بها، فالمتاحف ليست ترفا اجتماعيا بل لها عدد من الأدوار الرئيسية منها الاستثمار.
● ما الدور الذي تقدمه المتاحف؟
- من الشائع بين الناس أن دور المتاحف ينحصر في الحفاظ على الثروات التاريخية وتراث الشعوب ولكن ما يغيب عن البعض أن المتاحف لها أدوار أخرى بجانب الدور التعليمي والتثقيفي، فالبعد الاقتصادي شديد الأهمية إذ تعد المتاحف أحد مقومات التنوع الاقتصادي المستقل عن حركة النفط وتقلباتها، فبنظرة سريعة حول العالم، سندرك أن المتاحف من أهم المقومات التي يعتمد عليها قطاع السياحة في زيادة حجمه وعوائده التي يدرها على ميزانية الدولة، فالسياحة الثقافية لها جمهورها الخاص، وفي الغالب لا يخلو برنامج سياحي من زيارة المتاحف، كما أنها فرصة للتفاعل المباشر مع معروضاتها، وهو ما يترتب عليه إثارة الفضول والتساؤل لدى الزائر، ويدفعه إلى البحث والاستقراء في تاريخ هذه المعروضات وسبب نشأتها، وما إلى ذلك من أمور تثري الجانب الثقافي لدى الزائر، فالتفاعل المباشر أقوى تأثيرا ويبقى في الذاكرة لأمد طويل.
● ماذا عن الدور الدولي والاجتماعي للمتاحف؟
- للمتاحف دور في دعم العلاقات الدولية وتعزيز مكانتها عبر انفتاحها على العالم واحترامها لثقافاته، وهو ما يترتب عليه نقل للمعرفة واستفادة من تجارب الأمم الأخرى، وفتح آفاق للتعاون الثقافي والاقتصادي، إلى غير ذلك من أشكال التعاون، أما على مستوى الجانب الاجتماعي، فسنلمس حجم التأثير البارز الذي تحدثه المتاحف في المجتمع، وفي مقدمته تقوية مشاعر الفخر والانتماء لدى المواطنين، وزيادة فهمهم لتاريخ بلادهم وإنجازات الأولين من قبلهم، ما يحثهم على ترك بصمتهم أيضا، وكل ذلك ينعكس إيجابا على نسيج المجتمع وسلوكياته، فضلا عن بناء المتاحف لجيل جديد من المبدعين، ويجب على كل فرد أن يقدم مجهوده الشخصي في أي فضاء يستطيع من خلاله إظهار ونشر رسالته التراثية كي نحمي تراثنا من الاندثار.
● كيف تكون لديك هذا الشغف بالمتاحف؟
- عشق التراث وحب الماضي بكل ما فيه والمحافظة على تراث الآباء والأجداد هاجس يراودني دائما، وهذا الشغف تكون من خلال وراثة هذه الهواية من والدي رحمه الله، فلقد كان من أشد المهتمين بجمع التراث والمحافظة عليه، كما أتطلع إلى التطوير وإقامة سلسلة متاحف تخدم الوطن والزائر والجيل القادم.
● ما الذي يحتاجه القطاع من وجهة نظرك؟
- المتاحف تحتاج إلى الدعم والتشجيع من خلال إيصال رسالتنا إلى العالم من الداخل حتى الخارج، فالإعلام أقوى عامل يمكن أن يخدم المتاحف ويروج لها، لأنه يعكس الصورة الحقيقية للبلد ولأهل المنطقة، ولدينا إرث تاريخي قوي، فنحن قد سبقنا العالم بتراث عالمي في جميع المجالات، لكنه في حاجة ماسة للدعم والالتفات إليه بشكل أقوى، وعلى وسائل الإعلام نقل تجاربنا مع التراث وحفظه للعالم، وإقامه المحافل والمؤتمرات عنه داخليا وخارجيا، وكان هناك سابقا برنامج عالمي تقوم به مملكتنا وهو «المملكه بين اليوم والأمس» وكان يقام كل عام في بلد من العالم، كذلك أتمنى تدريس «المتاحف» للطلبة ضمن المنهج الدراسي كجزء من مادة التاريخ.
● توجد جهود شخصية بإقامة متاحف خاصة.. هل تجدها كافية؟
- المتاحف الخاصة تعاني أشد المعاناة من خلال المحافظة على التراث والآثار، فهذه المجهودات الخاصة لا تكفي أن تقوم بواجبها، فيجب أن نتكاتف للمحافظة عليها من أجل الاستمرار، ونلاحظ الآن أن الدراسات البحثية منصبة على المتاحف، وهذا مبشر بمستقبل زاهر بإذن الله لتطوير المتاحف العامة والخاصة.
«الآثار» منهج علمي يساعد على فهم التغيرات الاجتماعية للإنسان عبر العصور
تدريس «المتاحف» ضمن مناهج مادة التاريخ يعزز الانتماء الوطني للطلاب
دعا الباحث التراثي محمد الحسين إلى تدريس «المتاحف» للطلاب في المناهج الدراسية ضمن مادة التاريخ، مؤكدا أن المملكة تولي قطاع المتاحف اهتماما كبيرا لأنه من أهم مقومات السياحة، مشيرا إلى أن المتاحف لها أدوار أخرى بجانب الدور التعليمي والتثقيفي، فالبعد الاقتصادي شديد الأهمية إذ تعد أحد مقومات التنوع الاقتصادي المستقل عن حركة النفط وتقلباتها، أما على مستوى الجانب الاجتماعي، فهي ذات تأثير كبير في دعم مشاعر الفخر والانتماء لدى المواطنين، وزيادة فهمهم لتاريخ بلادهم وإنجازات الأولين من قبلهم، وهو ما يمثل دافعا للجميع لترك بصمتهم أيضا، وكل ذلك ينعكس إيجابا على نسيج المجتمع وسلوكياته.
زيارتها تعزز مشاعر الفخر والانتماء وتزيد فهم التاريخ وإنجازات الأولين
عودة برنامج «المملكة بين أمس واليوم» ضرورية للترويج لتراثنا في العالم