عبدالله سليمان السحيمي

ظهر على السطح مَن يتحدث عن التاريخ مكاناً وأحداثاً وإنساناً وتمادى هذا الظهور إلى أن يتم الحديث عن الأنساب تاركاً هذا الظهور آثاراً سلبية ومواجع تصدم اللحمة الوطنية، وتسهم في تكريس معلومات غير صحيحة ومشكوك في وجودها، حتى تحول البعض منهم مستخدماً منصات التواصل الاجتماعي وهو يشرح حدثاً تاريخياً ويفتي بصحة ما يسرده من معلومات مما ساعدها سهولة الانتشار.

والواقع الذي نقف عليه أن أكثر من يثير تلك المغالطات هم نوعية استغلوا سهولة هذه المنصات وهم لا يملكون تأهيلاً علمياً ومعرفياً مما سهل للبعض أن يضع تعريفاً لنفسه بعد تقاعده أو أنها سارت معه إلى أن يبوأ ذاته بأنه باحث تاريخي وإعلامي وهو يردد هذه الصفة، التي منحها لنفسه التي تسبق اسمه أو يتوسدها وهو مدرك أنه لقب وهمي واستحقاق لم يتعب عليه ولم يجتهد فيه، وقد أوصلنا ذلك إلى أن تتردد معلومات علمية وشرعية تخرج على ألسنة هؤلاء، الذين تصدروا المشهد بطريقة تستدعيك إلى أن تستغرب على هذا التمادي العلمي والمعرفي.

إن الحاجة ماسة على ملاحقة هذه النكرات، الذين يعبثون فيما يقولون ويكتبون ويشوهون تاريخاً مجيداً.

إن التاريخ علم قائم بذاته، له أساليبه الخاصة في البحث عن العوامل التي سيطرت، أو فرضت أحكامها على سيرهِ ومجرياته.

وهو فن من فنون المعرفة، أساساً ومؤثراً في الحياة الاجتماعية.

إن الكتابة عن تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة تحتاج من الجهات الرقابية ملاحقة مثل هؤلاء والتضييق عليهم وهم يبثون معلومات مشكوكا فيها قد تصل لمسلم بسيط يأخذها وقد نالها السقم والتشويه، ويصعب تعافيها إذا استمرت دون رقيب وحسيب، إنني أطالب بوجود ميثاق وتعاون بين المراكز العلمية المتخصصة وبين وزارة الثقافة والإعلام على التشديد على ما يخرج من معلومات عن المدينتين المقدستين وتاريخ الوطن بما يساهم من ضبط ما ينشر حتى لا يتسلق مثل هؤلاء على أكتاف التاريخ، الذي يجهله ويؤذيه ويمرر معلومات باسم الإعلامي وهو الذي لم يمارسه ويدرسه ويعيش ممارساته.

‏Twitter: @Alsuhaymi37