يلعب القادة دورا رئيسيا في نجاح المنظمات حكومية كانت أم خاصة من خلال تحقيق أهدافها بكل كفاءة وفعالية، وأصبح توافر القادة دليلا على نضج واحترافية هذه المنظمات. وقد تعددت التعاريف التي توضح مفهوم القيادة من زوايا مختلفة، فقد عرفها بعض المختصين على أنها القدرة على تحريك مجموعة من الأفراد للقيام بهدف محدد، وعرفها البعض الأخر بأنها القدرة على التأثير على الآخرين مما يحفزهم للعمل بشغف لإنجاز مهمة محددة، بينما رأى آخرون أن جوهر مفهوم القيادة يتعلق بفن التعامل من البشر وكسب ثقتهم والتأثير في سلوكهم مما يؤدي إلى احترام المؤثر وتنفيذ المهمة المطلوبة منهم بإتقان.
وتكمن أهمية دور القائد في مقدرته على التأثير على الآخرين وتحفيزهم ودفعهم إلى الأمام وخلق القناعات اللازمة لتحريكهم نحو تحقيق هدف ما أو حتى تغيير سلوكهم للوصول إلى الهدف بطريقة أكثر فعالية وكفاءة في بيئة تتسم بالاحترام المتبادل بين أفرادها. ويتطلب هذا الدور امتلاك القادة أنفسهم خصائص فريدة وفكرا متقدما يجعلهم ينهضون بالأمم والمجتمعات أو حتى المنظمات التي يقودونها نحو تحقيق أهدافها ويتخطون كل العوائق والمشكلات. ومن هنا جاءت التحديات التي تواجه القادة وصعوبة مهامهم بل ندرة توافرهم أحيانا ومصداق ذلك ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عندما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة) ففي هذا الحديث الشريف إشارة واضحة وتأكيد على ندرة القادة وأن القائد ليس إنسانا عاديا بل هو شخص يمتاز بمواهب وصفات متفردة (كاريزما) تجعل منه ذلك الشخص الذي يحدث التأثير المطلوب وبالتالي ينجح في تحقيق الأهداف المخططة، وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد العديد من الأمثلة لقادة بارعين أوجدوا التغيير وغيروا وحققوا النجاحات الكبيرة في شتى المجالات.
وقد ظهرت في علم القيادة جدلية مشهورة وأزلية وهي: هل القيادة عبارة عن خصائص فطرية تخلق مع القادة أم أنها خصائص مكتسبة؟ أو بمعنى آخر هل القائد يولد بهذه المواهب وهي جزء من تركيبه الجيني أم أنها خصائص مكتسبة بالتعليم والتدريب، وبالتالي يمكن إيجاد منهجية علمية لصناعة القادة، وأمام هذه الجدلية انقسمت آراء المختصين، فنجد أن هنالك من يؤيد الرأي الأول ويدافع عنه ويورد في ذلك الأدلة والبراهين، بينما نجد مجموعة أخرى تقف على الضد وتتبنى الرأي الآخر.
وملخص القول في هذه الجدلية وحسب ما أفرزته لنا التجارب والخبرات في هذا المجال أن هنالك نسبة بسيطة جدا (لا تتجاوز 1 %) من القادة خلقوا بهذه الخصائص الفطرية ويحتاجون فقط إلى التدريب والتعليم لصقل هذه الخصائص الفطرية حتى يتمكنوا من استثمارها بطريقة صحيحة وفاعلة، بينما نجد على الطرف الآخر نسبة أخرى ضئيلة من البشر (حوالي 1 %) لا يمتلكون أي خاصية من خصائص القيادة ولا يصلحوا أن يكونوا قادة بأي حال من الأحوال، ولعلنا هنا نتذكر حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام للصحابي الجليل أبي ذر رضي الله عنه عندما قال له رسول الله ﷺ (يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم) بالرغم من المكانة العالية لهذا الصحابي الجليل وهو أحد السابقين إلى الإسلام.
أما فيما يخص ما تبقى من عامة الناس والذين يمثلون النسبة الأكبر (98 %) فنستطيع القول إن لديهم الحد الأدنى من سمات القادة بنسب متفاوتة ويمكنهم اكتساب المزيد من الخصائص التي تنقصهم وتطوير ما يمتلكونه بالتعلم والتدريب والممارسة وهذا تأكيد لأهمية مفهوم صناعة القادة والذي يحرص على تبنيه وتطبيقه العديد من المنظمات بل حتى الدول والحكومات.
@abolubna95
وتكمن أهمية دور القائد في مقدرته على التأثير على الآخرين وتحفيزهم ودفعهم إلى الأمام وخلق القناعات اللازمة لتحريكهم نحو تحقيق هدف ما أو حتى تغيير سلوكهم للوصول إلى الهدف بطريقة أكثر فعالية وكفاءة في بيئة تتسم بالاحترام المتبادل بين أفرادها. ويتطلب هذا الدور امتلاك القادة أنفسهم خصائص فريدة وفكرا متقدما يجعلهم ينهضون بالأمم والمجتمعات أو حتى المنظمات التي يقودونها نحو تحقيق أهدافها ويتخطون كل العوائق والمشكلات. ومن هنا جاءت التحديات التي تواجه القادة وصعوبة مهامهم بل ندرة توافرهم أحيانا ومصداق ذلك ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عندما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة) ففي هذا الحديث الشريف إشارة واضحة وتأكيد على ندرة القادة وأن القائد ليس إنسانا عاديا بل هو شخص يمتاز بمواهب وصفات متفردة (كاريزما) تجعل منه ذلك الشخص الذي يحدث التأثير المطلوب وبالتالي ينجح في تحقيق الأهداف المخططة، وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد العديد من الأمثلة لقادة بارعين أوجدوا التغيير وغيروا وحققوا النجاحات الكبيرة في شتى المجالات.
وقد ظهرت في علم القيادة جدلية مشهورة وأزلية وهي: هل القيادة عبارة عن خصائص فطرية تخلق مع القادة أم أنها خصائص مكتسبة؟ أو بمعنى آخر هل القائد يولد بهذه المواهب وهي جزء من تركيبه الجيني أم أنها خصائص مكتسبة بالتعليم والتدريب، وبالتالي يمكن إيجاد منهجية علمية لصناعة القادة، وأمام هذه الجدلية انقسمت آراء المختصين، فنجد أن هنالك من يؤيد الرأي الأول ويدافع عنه ويورد في ذلك الأدلة والبراهين، بينما نجد مجموعة أخرى تقف على الضد وتتبنى الرأي الآخر.
وملخص القول في هذه الجدلية وحسب ما أفرزته لنا التجارب والخبرات في هذا المجال أن هنالك نسبة بسيطة جدا (لا تتجاوز 1 %) من القادة خلقوا بهذه الخصائص الفطرية ويحتاجون فقط إلى التدريب والتعليم لصقل هذه الخصائص الفطرية حتى يتمكنوا من استثمارها بطريقة صحيحة وفاعلة، بينما نجد على الطرف الآخر نسبة أخرى ضئيلة من البشر (حوالي 1 %) لا يمتلكون أي خاصية من خصائص القيادة ولا يصلحوا أن يكونوا قادة بأي حال من الأحوال، ولعلنا هنا نتذكر حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام للصحابي الجليل أبي ذر رضي الله عنه عندما قال له رسول الله ﷺ (يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم) بالرغم من المكانة العالية لهذا الصحابي الجليل وهو أحد السابقين إلى الإسلام.
أما فيما يخص ما تبقى من عامة الناس والذين يمثلون النسبة الأكبر (98 %) فنستطيع القول إن لديهم الحد الأدنى من سمات القادة بنسب متفاوتة ويمكنهم اكتساب المزيد من الخصائص التي تنقصهم وتطوير ما يمتلكونه بالتعلم والتدريب والممارسة وهذا تأكيد لأهمية مفهوم صناعة القادة والذي يحرص على تبنيه وتطبيقه العديد من المنظمات بل حتى الدول والحكومات.
@abolubna95