اليوم - الدوحة

أحرزت الجزائر لقب كأس العرب لكرة القدم لأول مرة في تاريخها بعد الفوز 2-صفر على تونس بعد وقت إضافي في قمة مغاربية مثيرة وعنيفة أمام أكثر من 60 ألف متفرج في استاد البيت بالخور أمس السبت.

وافتتح البديل أمير سعيود التسجيل بتسديدة هائلة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 99، بعد تمريرة من بغداد بونجاح.

وأضاف المخضرم ياسين براهيمي الهدف الثاني في نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع للوقت الإضافي بعدما استفاد من خروج حارس تونس معز حسن من مرماه للمشاركة في ركلة ركنية لترتد الكرة إلى اللاعب الجزائري الذي انطلق من قبل منتصف الملعب نحو المرمى الخالي.

وأقيمت المباراة في اليوم الوطني لقطر، وهو اليوم ذاته الذي سيشهد نهائي كأس العالم 2022 بعد عام واحد، وتحت أنظار جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا).

واحتلت قطر المركز الثالث بعد التفوق بركلات الترجيح على مصر وعقب التعادل دون أهداف في استاد 974.

وبدأت المباراة بإيقاع سريع، وتوغل التونسي محمد دراجر من الجانب الأيمن وسط ملاحقة من الظهير الأيسر إلياس شتي، ووصلت الكرة إلى حنبعل المجبري، لاعب مانشستر يونايتد الشاب، وسقط أرضا في منطقة الجزاء بعد كرة مشتركة مع شتي.

وأوقف الحكم المباراة، وسط مطالبة لاعبي تونس باحتساب ركلة جزاء، لكنه أشار بعدها باستمرار اللعب في الدقيقة 12.

وبعد دقيقتين، نفذ التونسي نعيم السليتي ركلة حرة من الجانب الأيمن ارتقى لها بلال العيفة ووضع الكرة برأسه قوية من مدى قريب لكنها ارتدت من العارضة.

وكاد السليتي، الذي نفذ ركلة حرة قادت تونس للفوز على مصر في قبل النهائي، أن يسجل بنفسه بعدما راوغ بمهارة في الجانب الأيمن وأطلق تسديدة مفاجئة بقدمه اليسرى حولها الحارس رايس مبولحي إلى ركلة ركنية في الدقيقة 19.

ونفذ السليتي الركلة الركنية ووصلت إلى المدافع منتصر الطالبي الذي وضع الكرة برأسه أعلى المرمى، لتهدر تونس فرصة جديدة.

لكن بعد دقيقة واحدة، كادت تونس تدفع الثمن، حيث وصلت الكرة إلى بونجاح في الجانب الأيمن وأرسل كرة عرضية أرضية إلى الطيب مزياني الذي قابلها من مدى قريب وسدد خارج المرمى بشكل لا يصدق.

واستغل يوسف بلايلي مهارته الفردية وتوغل بالكرة من الجانب الأيسر ببراعة وأرسل تمريرة أرضية إلى براهيمي الذي سدد بقوة لكن دفاع تونس نجح في تشتيت الكرة في الدقيقة 32.

وبعد خمس دقائق وقعت مشادة، وخرجت البطاقة الصفراء لبونجاح من الجزائر ويوسف المساكني وسيف الدين الجزيري من تونس.

تراجع ثم هدفان قاتلان

انتقل الخطير بلايلي إلى الجانب الأيمن في الشوط الثاني، وتوغل بقوة وأرسل عرضية قوية أبعدها غيلان الشعلالي، وتوقف اللعب بسبب شكوك حول وجود لمسة يد، لكن الحكم قرر لاحقا مواصلة اللعب.

وتراجع إيقاع اللعب السريع مع مرور الدقائق، وظهر الإرهاق على لاعبي الفريقين خاصة أنها المباراة السادسة في أقل من ثلاثة أسابيع.

لكن مع الدقيقة الأخيرة من الشوط الثاني، انفرد الجزيري بمرمى الجزائر قبل أن يسدد خارج المرمى، ليلجأ الفريقان إلى وقت إضافي.

وحصل البديل سعيود على فرصة خطيرة عندما استحوذ على الكرة عند حافة منطقة الجزاء، لكن بدلا من التسديد مباشرة، حاول المراوغة ليتدخل دفاع تونس وينجح في إبعاد الكرة.

وبعد لحظات، مرر بونجاح بكعب القدم إلى سعيود خارج منطقة الجزاء، وأطلق اللاعب البديل هذه المرة تسديدة هائلة بقدمه اليسرى في شباك حسن حارس تونس، رغم أنه كان في وضع أصعب ومن مسافة أبعد من الفرصة الضائعة.

وحاولت تونس إدراك التعادل في الدقائق المتبقية من الوقت المتبقي، وسدد المهاجم البديل فراس بلعربي كرة قوية من حافة منطقة الجزاء بجوار القائم في الدقيقة 111.

لكن بعد تقدم كل لاعبي تونس والحارس حسن نحو منطقة الجزاء في آخر ركلة ركنية، وصلت الكرة إلى براهيمي الذي وجد نفسه منفردا بالمرمى الخالي من منتصف الملعب وتقدم حتى سجل الهدف الثاني في آخر لمسة في كأس العرب.