مطلق العنزي

أخطر ابتلاءات الاحتلالات الأجنبية المسلحة، السيطرة على عقول مواطنين، واستلاب شخصياتهم وتحويلهم إلى أدوات رجامة بيد المستعمر.

دعك من الشعارات الدعائية الوظيفية الضلالية، حزب الله تشكيل استعماري قومي فارسي للبنان. وحينما يسيطر الحزب على اللبناني يعبث بعقله ويعيد تشكيله صناعيا، ينزع الإدراكات الطبيعية في الولاء الوطني، ويزرع محلها إدراكات مزيفة ترغمه على الإدمان على الأوهام، وتحول اللبناني إلى «آلة» دعائية متطرفة تقدس الحزب وتنفخ مواليه وتعادي معارضيه بتزمت تعبوي مريض. لهذا يحتفل المختطف بانتصارات وهمية، وأحيانا، يتبرع باختلاقها.

ويغيب الصحفيون والكتاب الموالون للحزب عقولهم، يظاهرون بالإثم والعدوان، ويقدمون عروضا سطحية تثير الشفقة.

علي مراد، شاب لبناني. كان يمكنه أن يكون صحفيا قديرا، لكن لسوء حظه اختطفه الحزب، وهو بالمهد، فتحول، منذ البداية، إلى «تطبيق» حاسوبي ينتج دعايات صخابة، تبهج «السيد» الظلامي وأشياعه. وطبيعي أن تجري تهيئة إعدادات «مراد» على أن كل نشاط سعودي يترجم تلقائيا إلى سلبي.

وبمناسبة إعلان الميزانية السعودية بدأ «مراد» محاولة «عبيطة» للطعن. ويا للدهشة، لم يستطع البرهنة على «الفشل» السعودي، إلا زيادة عدد المصانع من 7206 إلى 9984 مصنعا. وهذا، برأيه، لا يدل على «اقتصاد مزدهر»!، وتساءل، بحماس، في تغريدة: «كيف تعتبر زيادة عدد المصانع أنها من علامات التقدم الصناعي؟».!. ورأى أيضا أن تضاعف عدد الأبحاث لا قيمة له إذا كانت قد تضمنت رسائل ماجستير ودكتوراة..!. وكأن رسائل الماجستير والدكتوراة ليست أبحاثا وليست مهمة.

ولا يمكن تفسير هذه «العباطة» إلا أن علي مراد كان يخضع لتكليف تلقائي فوقي عاجل، فاضطر لتعليق سريع، بلا علم ولا فهم ولا إدراك ولا منطق. وقدم اجتهادا عشوائيا مضحكا وضلالا مبينا. بينما السعودية بلد شبه قارة، وسكانها ومسئولوها ليسوا معصومين، وحتما توجد أخطاء. والأكيد أن علي مراد مصاب بحول فكري مناقض للمهنية الصحفية ونسخة أخرى من صحفيي الأيديولوجيات العمياء. لهذا تطوع أن يكون ترسا صخابا في الآلة الدعائية العدوانية لحزب الله، التي تعادي المدنية، وتختطف العقول العربية وتوقفها على تمجيد ميليشيا الخامنئي مرشد جمهورية المنامات.

* وتر

بيروت، بهية الشطآن..

إذ يكتب المتوسط، وأغصان الأرز، قصائد الخلود..

ألف طعنة.. وألف جرح سيال.. قوتها البارود.. وتأبين المآتم..

@malanzi3