كتبت: نورهان عباس

المنطقة نمت لتصبح مركزا تجاريا ضخما ولديها إرث ثقافي طويل

أشاد موقع «وندر لاست» العالمي بالطفرة الكبيرة التي تشهدها مدينة العلا، معتبرا إياها «واحة للثقافة، ومكانا يجمع بين روائع الفن والحداثة والتاريخ في بوتقة واحدة»، وأكد أن عجائب الصحراء، والسماء الصافية، وآثار الممالك الماضية، كلها على استعداد لاستقبال ضيوف المملكة في العلا.

وفي رحلة خاصة مع الرحالة جورج كيبوروس والراوي الذي يرشده، الذي عرفه باسم «فايز»، أبرز الموقع عجائب منطقة العلا، التي وصفها كيبوروس بـ «أفضل أسرار المملكة».

وقال كيبوروس: «تنقلنا ونحن في ذهول بمتاهة مدينة العلا القديمة، وأصبح سبب ابتسامتنا واضحا عندما وقفنا في ساحة طنطورة، التي تعتبر الساحة المركزية لمستوطنة عمرها 1000 عام».

وأوضح الراوي فايز تاريخ المنطقة بقوله: «في هذه الواحة اعتمد مزارعو المنطقة على برج الساعة القديم هذا لمحاصيلهم، وكذلك لتوزيع مياه الينابيع بشكل عادل».

وأضاف أن هناك أكثر من 60 ينبوعا طبيعيا في الواحة، وقال: «في قلب العلا يوجد أكثر من مليوني نخلة، بينما يبلغ عدد السكان نحو 40.000 نسمة».

ولفت الموقع إلى أن الاسم القديم للمنطقة هو وادي القرى، وهو تسمية مناسبة لمكان استضاف الكثير من الشعوب والقبائل القديمة. وقال: «ساعد الأمن المائي إلى جانب الموقع التجاري الإستراتيجي في شبه الجزيرة العربية على ازدهار العديد من الحضارات هنا، من مملكة دادان إلى الأنباط والعثمانيين، قبل تشكيل الدولة السعودية الحديثة».

وأضاف «وندر لاست» أن المدينة الآن «تعيش في أزهى عصورها»، حيث نمت لتصبح مركزا تجاريا ضخما، تاركة وراءها إرثا طويلا. وقال: «كان في البلدة القديمة وحدها 400 متجر في بداية هذا القرن».

ونقل الموقع عن الراوي فايز قوله: «لمئات السنين كانت العلا -على غرار دبي القديمة- مركزا تجاريا للجزيرة العربية»، قبل أن يروي بعض القصص التي نقلها إليه جده، الذي عاش هنا في أواخر الثمانينيات. ولفت الراوي إلى أنه مع وجود الكهرباء والسباكة في طريقها عبر الوادي، غادر السكان القلائل الأخيرون البلدة القديمة بحثا عن ظروف معيشية أكثر حداثة. وأردف: «لكننا نحافظ دائما على الذكريات حية، ولن يمحو الوقت ارتباطنا بالماضي أبدا».

وأشاد الموقع العالمي بثقافة السكان المحليين في العلا بصفة خاصة، حيث يمزجون التاريخ بالأساطير منذ فترة طويلة. وقال «وندر لاست»: «توفر الأطلال الرائعة في المنطقة الخلفية الآسرة الإثارة للعديد من الأساطير التي رواها سكان العلا، وهؤلاء السكان متحمسون لمشاركة تاريخ المنطقة اللامع مع السياح، ويرحبون بالزوار من جميع أنحاء العالم».

ولفت الموقع إلى أن شهرة المنطقة تعود إلى الأنباط الرائدين المعروفين بخبرتهم في نحت الصخور. وقال: «إنهم لم يكتفوا ببناء وجهة البتراء في الأردن فحسب، بل تركوا أيضا مدينة الحجر القديمة في العلا، والتي كانت تعرف سابقا باسم مدائن صالح».

واستطرد: «يعد هذا موقعا ضخما ومبدعا في المملكة العربية السعودية الحديثة، ومع ذلك فهو صغير جدا مقارنة بما لا يزال يتعين اكتشافه هنا».

وأشار «وندر لاست» إلى أن العلا تضم في أحضانها أكثر من 100 مقبرة مزخرفة، وما يزيد على 23000 موقع أثري، مع عدد قليل فقط من تلك المقابر التي تم التنقيب عنها بالفعل.

وقال: «في الواقع، يقدر الخبراء السعوديون أن أقل من 5 % فقط من الثروات الأثرية في المنطقة أعيد إلى الحياة».

وعلق الموقع على روعة تاريخ المنطقة، بقوله: «هذا الكنز الدفين من تاريخ البشرية يلفه مشهد صحراوي من عالم آخر. فداخل الحجر نفسها توجد مجموعة شبيهة بالمريخ من التكوينات الصخرية من الحجر الرملي، بالإضافة إلى الكثبان الرملية المتغيرة باستمرار، والقمم الوعرة، والمناظر الطبيعية التي تبدو وكأنها مشهد من فيلم حرب النجوم».

وشدد الموقع العالمي على أن طبقات تاريخ العلا واضحة في النقوش الصخرية على هذه الصخور، والمنحوتات التي تعود إلى 3000 عام. وتابع: «ترك الأنباط والناس من جميع أنحاء العالم الإسلامي بصماتهم من خلال المنحوتات الصخرية التي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء الوادي».

وأوضح: «بعد 8000 عام من تاريخ البشرية، تجد العلا نفسها مرة أخرى في مركز الاهتمام. وصورتها منعكسة في مرايا أكبر مبنى عاكس في العالم، لتبين للعالم مستوى الطموح الذي تتمتع به الهيئة الملكية للعلا».

واختتم: «بعد كل شيء، كانت العلا تحظى بشعبية منذ زمن سحيق، وبعض الأشياء يجب ألا تتغير».

سكان العلا متحمسون لمشاركة تاريخها الرائع مع الزوار من جميع أنحاء العالم

المنطقة تصيب كل من يزورها بالذهول وتعد أفضل أسرار المملكة