عيسى الجوكم يكتب:

@ وتمضي السنون، وما بين الألم والأمل، تسير خطواتنا على رصيف النهوض والسقوط.

@ في عز الفرح نسقط، وفي قمة الحزن ننهض، تناقضات الحياة بين مدٍّ وجزْر، بعضنا يُجيد ترتيب الخطوات، وبعضنا يسير بعكاز العجز دون أمل، بعد أن يستوطن الألم بملء إرادته.

@ أشواك الطريق يُحوِّلها أصحاب الهِمَم لدروبٍ مفروشةٍ بالحرير، لكننا نعجب من أولئك الذين وُلدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وطريقهم مفروشٌ بالحرير، وببلادتهم يضعون الأحجار في مسيرتهم.

@ وما بين هذا وذاك، نرمي فشلنا بسلة الوهم، ونعيش دور المظلوم، والحقيقة أن الكثيرين منا هم مَن وضعوا أصابعهم في أعينهم.

@ ألف تحيةٍ لأولئك الذين حوَّلوا الصعاب في حياتهم لسلّم الصعود إلى الأعلى بالإرادة والمثابرة، وكلما وضعوا في خانة (اليَك) تجاوزوا كل المتاهات، وخرجوا منتصرين بإنجازاتهم.

@ الحياة أقدام وأحجام، والواثقون من أنفسهم وقدراتهم يجعلون الحياة عملية حسابية سهلة الحل والجواب، مهما كانت المعادلات معقدة، ففي نهاية المطاف يدركون أن السعادة والمُنجَز والأمل مَن صنع أفكارهم، وهمَّة عملهم، ورفعة أسمائهم.

@ كم نحن بحاجةٍ لهذا النوع من البشر، الذي يبث في نفسه، ويغذي مَن حوْله بالإيجابية التي تُنير الدرب، مهما كان الظلام دامسًا، وتشعل الشمعة التي تدفئ الروح بالعطاء والبذل.

@ البعض امتهن الضجر، وطريقه سالك ومعبَّد بالفرح والسعادة، ولكنه ظل أسير الحالة السلبية تحت معادلة الوهْم بأن العالم، كل العالم، ضده.

@ والبعض امتهن السعادة، وطريقه مُحاطٌ بالأشواك والتعرُّجات والصعوبات، ولكنه فك قيد الألم، ورسم الأمل، وعاش الحالة الإيجابية، ووصل لها، وسكن في زواياها.

@ علماء النفس في كُتبهم وتحليلاتهم دائمًا ما يركّزون على عامل الاختيار في زمالة البشر، فالإيجابيون يدفعون المرء إلى الأمام، والسلبيون يُعيدونه إلى الوراء، وأغلب مشاكلنا في الحياة أننا لا نُجيد، أو لا نُحسن الاختيار، فتمضي أيامنا في خانة اللا مبالاة، نحسد ونقف ضد الناجح، ونتكاتف مع الفاشل؛ لأننا نعيش في أجواء السلبية.

@ ما بين الواهمين والفاهمين مسافة بعيدة، رغم تشابه الأحرف بتغيير أماكنها، تمامًا مثل كلمتَي الألم والأمل، والفرق الحقيقي بينهما أيضًا في كلمتَين متشابهتَين هما (السعادة والتعاسة).

@ يقول الباري «جلَّ وعلا»: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، والإنسان مُخيَّر وليس مُسيَّرًا، والإرادة وحدها هي مَن تجعله يذهب في طريق الخير أو الشر.

@EssaAljokm